القادة العرب تكتيك واستراتيجيات: ماذا عن لبنان؟

"إما النصر وإما الشهادة" هذا ما أعلنه صدام حسين قبل ان يهرب ويتخفّى. الكلام اياه كرّره معمر القذافي بعدما انسحب "تكتيكياً" من مقره في باب العزيزية، مؤكداً انه يجول في العاصمة الليبية متخفياً للإطمئنان الى أوضاعها وأحوال ناسها.
يبدو ان القادة العرب انكشفوا في شكل مخزٍ ومهين، اذ لم ولن يستطيع أيّ منهم التخلي عن السلطة بالحد الأدنى من الكرامة، أو التسوية التي تحفظ جزءاً من كرامته وماء وجهه.
صحيح ان النصر لا يبدو حليفاً لأي منهم، لكن الشهادة أيضاً صارت غير متاحة، لأن اعدام صدام لا يعتبر شهادة. والموت السريري لحسني مبارك لن يكون شهادة، ومقتل القذافي بأي شكل من الأشكال سيكون حدثاً اعلامياً لا استشهاداً. وليس في هرب الرئيس التونسي، وبعده اليمني، والحبل على الجرار، إلا الشهادة لواقع مذلّ. ثم يتحدثون عن خطط استراتيجية، وعن تحركات تكتيكية، وعن نظرة الى المستقبل، هذا المستقبل الذي دمروه في الماضي، وحجبوه عن مواطنيهم، ويحاولون اليوم البحث عنه بين الركام، ويعدون بالكثير، لا حباً بهذا "الشعب العظيم" بل تمسكاً بالكرسي التي تكسرت ركائزها!
انها الكرسي أولاً وأخيراً. ثم يتحدثون عن تكتيك واستراتيجيات. كلها عبارات لا معنى لها. صوت الشارع صار أعلى. لكنه لم يعلُ حتى الساعة صوتَ السياسيين في لبنان. هؤلاء يصرخون في وجه الشعب، مدعين المحافظة على مصالحه، وهم في الحقيقة يدافعون عن مكتسباتهم أولاً.
التغيير لم يَطِل لبنان حتى ساعته، وسياسيوه ماضون في تقاسم حصص التعيينات والصفقات، كأنهم مطمئنون الى ان تحالفهم المصلحي ما زال قوي البنية، ولا يمكن زعزعته.
هل يصمدون؟ الجواب لدى الشعب اللبناني، فإما ان يثبت انه عظيم حقاً فيقلب الطاولة، أو ان يستكين لمذهبيته وطائفيته وحساباته الصغيرة، ويعيش على أمجاد فينيقيته، فيصبح لبنان بلداً من الماضي، لا وطناً للمستقبل.
عفواً وطناً للآتي من الأيام حتى لا يرفضه خصوم "المستقبل".

صوماليون لبنانيون جائعون!

تقول المفوضية المعنية بشؤون اللاجئين انها تحتاج الى 145 مليون دولار لتوفير الحاجات الإنسانية لنحو 3.7 ملايين صومالي في الجنوب يواجهون خطر الموت جوعاً، وانها تعاني نقصاً في التمويل يبلغ نحو 86 مليوناً في الوقت الراهن.
وتضيف ان موجة الجفاف التي ضربت المنطقة الواقعة ما بين الصومال وكينيا وأثيوبيا أثرت في معيشة عشرة ملايين انسان.
هل من يصدق ان ثمة 3.7 ملايين صومالي سيموتون جوعاً، وهم ان استمروا على قيد الحياة، فإن سوء التغذية سيصيبهم بكثير من الأمراض والوهن، وسيؤثر ذلك حكماً في الأجيال المقبلة من الأطفال الحديثي الولادة، الضعيفي البنية؟
على موائدنا في المنازل، والأكيد في المطاعم، ترمى يومياً أطنان من فضلات الطعام، وفي بحرنا تهدر كل سنة أنهر من مياه الشتاء والينابيع، ولا يفكر أحد منا في توفير دولار واحد، مساهمة في اطعام فقير وجائع!
صحيح ان الصومال لا تدخل في عداد حساباتنا، فنحن شعب أكثر عراقة وحضارة وثقافة وكياسة، ولا نهتم لذوي البشرة السمراء أيضاً، لكننا، اذا نظرنا جيداً من حولنا، سنجد حتماً "صوماليين" يحملون الجنسية اللبنانية، ومنذ أكثر من عشر سنوات، ومهنتهم نبش النفايات بحثاً عن لقمة!
ملاحظة: هذا الواقع لا يلغي امكان مساعدة شعب الصومال الجائع.

  

السابق
التربية تحذر الأهالي من الغش في الجامعات
التالي
حوري: رفض سوريا بيان الجامعة يدعو للتساؤل لن نقبل أن يزايد علينا أحد في محبة الجيش