في 36 ساعة: 55 كلم ملغوم و5 سنوات لتنظيفه !!

آخر 36 ساعة من حرب عام 2006، رمت طائرات العدو الإسرائيلي جنوب لبنان بخمسة ملايين قنبلة عنقودية. لم تنته الحرب إلا بعدما تخلصت من هذا الكم من القنابل المنتهية صلاحيتها. في حينها، وجدت في إتلاف مخزونها القديم خسارة كبرى قد تكلّفها ما تكبدته في حربها. وبما أنها ليست في وارد خسارة جديدة، فضلت رمي «فضلاتها» على اللبنانيين كي لا تخرج بلا مردود.

اليوم، بعد 5 سنوات على العدوان، لا يزال لبنان بحاجة إلى خمس سنوات إضافية كي ينتهي من تنظيف أراضيه من القنابل، وعشر سنوات للتخلص من الألغام. نصف الطريق انتهى وبقي النصف الآخر، وبحسب مدير المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد محمد فهمي «جرى تنظيف 36 كلم ونصف كيلومتر (53% ألغاماً و67% عنقودية) من مجموع الأراضي الملوثة والبالغة 55 كلم». وبانتظار أن تنتهي هذا الأعمال، ستبقى أخبار الموت والإصابات في يومياتنا، وقد يصبح الرقم 408 إصابات، الذي سجله المركز منذ آب 2006 حتى الآن 450 وربما أكثر، ولن تتغير الآثار الاقتصادية للزراعة التي تخسر في كل عام ما بين 25 و30 مليون دولار. وقس على خسائر.

وكي لا تكبر الخسائر، بحسب السفير منصور عبد الله، ممثل وفد وزارة الخارجية والمغتربين، الذي تحدث أمس في الجلسة التعريفية للصحافيين في الأونيسكو عن مؤتمر الدول الأطراف، بدأت الدول الأطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية اجتماعاتها للمساهمة في وضع حد للمعاناة التي تسببها الذخائر. وقد عقدت الاجتماعات الأولى في جمهورية لاو الديموقراطية العام الماضي، فيما يستضيف لبنان في الثاني عشر من الشهر المقبل الاجتماع الثاني من أجل تقويم التقدّم المحرز في تنفيذ المعاهدة. وثمة ما هو مؤسف في تلك الاجتماعات والمعاهدة أيضاً، ففي الأولى يبقى الحضور مقتصراً على الدول المعتدى عليها التي تواجه الغيب، وفي الثانية تبقى المادة 21 التي تفرض حظر استخدام واقتناء الدول القنابل حبراً على ورق. فمن سيلزم الولايات المتحدة وإسرائيل بالخضوع، إن كانتا الدولتين شبه الوحيدتين اللتين تنتجان كمّاً هائلاً من القنابل العنقودية؟ والدليل أن 95% من القنابل المرمية في لبنان هي أميركية و5% إسرائيلية. وبعيداً عن الاتفاقية، ثمة مشكلة أخرى، وهي «كم العنقوديات التي لم تنفجر، إذ سجلت في لبنان ما نسبته 42%، والسبب استعمال قنابل من عام 1973، رغم أنه ممنوع استعمال ذخائر بعد 15 عاماً على صنعها»، يشير فهمي. أما المشكلة الأسوأ، التي أشار إليها فهمي وحبوبة عون، ممثلة اللجان الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل، فهي نسبة الإصابات من أعمار «الإنتاج»، وأزمة ما بعد الإصابة، حيث لا متابعة ولا من يتابعون.

السابق
استنفار للجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية بمناسبة يوم القدس
التالي
المفتي قبلان: ندعو الحكومة لتنفيذ برنامجها الوزاري وأخذ المواقف السياسية والاقتصادية والأمنية بكل جرأة وشفافية