الاخبار: نقاش الكهرباء مستمرّ في العتمة

بعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، أول من أمس، والنائب حسن فضل الله، أمس، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم في الاحتفال الذي يقيمه الحزب في بلدة مارون الراس، لمناسبة يوم القدس. وتبيّن أن الاحتفال سيقام في أرضٍ بعلية تم جرفها تجهيزاً للمناسبة وإحاطتها بالعوازل الحديدية. والساحة القريبة من «حديقة إيران» في مارون الرّاس (داني الأمين)، بعيدة نسبياً عن الحدود اللبنانية ــــ الفلسطينية. وباستثناء مؤتمري الوزير جبران باسيل والنائب فضل الله الصحافيين، بدا أمس أن البلد دخل مبكراً في عطلة العيد نتيجة مغادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، حيث يفترض أن يلتقي الملك عبد الله، أقله في الإفطارات التي يقيمها الملك ويحضرها زوار المملكة الرسميون، مع العلم بأن إقامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في السعودية مستمرة أيضاً، فيما وصل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، يرافقه النائب نهاد المشنوق وعضو المكتب السياسي لتيار المستقبل رضوان السيد، بعد زيارته مصر والسعودية وقطر والإمارات، إلى تركيا حيث عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وآخر مع وزير خارجيته داود أوغلو.

ويوم أمس، بقي الحدث السياسي متمحوراً حول خطة الكهرباء التي عجز مجلس الوزراء عن تبنيها. وزار وزير الاقتصاد نقولا نحاس رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط ووزير الشؤون الاجتماعية وائل بو فاعور، «للتباحث بشأن خطة الكهرباء»، بحسب مصادر معنية بالمشاورات. وحتى مساء أمس، لم يكن الثنائي النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل قد أدار ماكينة تقريب وجهات النظر بعد، فيما يستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الوزير بو فاعور، وسيكون ملف الكهرباء على الطاولة. وأكدت مصادر جنبلاط لـ«الأخبار» أن نائب الشوف متمسك بإقرار خطة الكهرباء، «شرط معرفة الجهة التي ستشرف على آليات تنفيذه، علماً بأننا لا نريد أن نكون مشاركين في الإشراف».

أما وزير الطاقة جبران باسيل، فأعلن في مؤتمره الصحافي «أننا أمام شلل حكومي ونيابي، بانتظار حل مشكلة مشروع الكهرباء»، سائلاً عن «الغباء الذي نقل الخلاف الى داخل فريق الأكثرية لو لم تكن هناك امتدادات للأقلية داخل الحكومة؟». وفي تحدٍ إضافي، قال: «نحن سنكسر أي حكومة لا تريد السير في موضوع الكهرباء الذي سيُقرّ من دون محاصصة، ولن ندفع أي ثمن لتمريره»، معتبراً أن «مشروع الكهرباء أهم من الحكومة، رغم رغبتنا في إنجاح الحكومة». وأعلن باسيل أن تكلفة التأخر أسبوعين في إقرار المشروع تبلغ 80 مليون دولار، معتبراً أن «من يريد ترك الكهرباء مقطوعة يريد ترك كارتلات المولدات شغالة أو يريد حصة من مشروع الكهرباء».

وأشار إلى أن عدم إقرار مشروع الكهرباء يعني حرمان الناس من 7 ساعات تغذية يومياً وتوفير 460 مليون دولار على الخزينة، محذراً من أن الطلب على الكهرباء يتزايد والمشكلة تكبر كل سنة. وبموازاة سؤاله «الذين يعتبرون أن الهيئة الناظمة هي الحل» عن مبررهم لعدم تشكيلها منذ عام 2002، أكد باسيل أنه يرسل تقارير دورية الى مجلس الوزراء و«يمكن المجلس أن يطلب من الوزير إطلاعه على ما يقوم به، مشدداً على أنه لم يطرح يوماً أن يكون خارج المساءلة». في المقابل، اقتصر الرد الجنبلاطي على تصريح لمفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس سأل فيه: «كيف لم يعد ممكناً مناقشة خطة كهربائية إلا بالتهديد والوعيد؟».

أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فقد شدد على وجوب دحض الفكرة القائلة إن هناك فريقاً يريد الكهرباء وآخر لا يريدها، معتبراً أن هذا الطرح خاطئ ومغلوط بدليل «رفض فريق من ضمن 8 آذار اقتراح قانون العماد عون». وفي نكتة جديدة له، رأى جعجع «أنهم يحاولون إظهار أنه لا يوجد من يريد الكهرباء في لبنان سوى الشبيبة الناهضة في تكتل الإصلاح والتعتيم»، مكرراً الشرح أن الخلل يكمن في عدم وضع باسيل «خطة تفصيلية تشرح حيثيات صرف المبلغ الذي يطلبه». ووصف جعجع الحكومة بالساقطة أصلاً، مشيراً إلى عدم امتلاكها مقومات الاستمرار. وبدوره، لم يستبعد عضو كتلة القوات النائب أنطوان زهرا أن «تكون خطة قوى 8 آذار استقالة الحكومة لتصبح حكومة تصريف أعمال، الى أن تتوضح الصورة في المنطقة، كي لا يتحملوا مسؤولية أي شيء».

على صعيد آخر، رد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب زياد أسود على زميله في كتلة المستقبل خالد ضاهر، مستغرباً «هذا التصويب بهكذا لهجة وطريقة ومضمون على الجيش، فيما غسل عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان أيدي المستقبل من هجوم ضاهر على الجيش، مؤكداً أنه «لا علاقة لتيار المستقبل» بذلك الهجوم. ورأى زهرمان أن موقف ضاهر يمثله هو شخصياً، ورغم «معرفتنا بأن هناك تجاوزات، فإننا نعتبر أن ردة الفعل كانت قاسية، وما حصل لا يبرر الهجوم على الجيش وقائده».
ومن عكار إلى الصرح البطريركي، استقبل البطريرك بشارة الراعي السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي بات يقصد الصرح من دون صخب إعلامي. كذلك التقى الراعي وزير الصحة علي حسن خليل، الذي أعلن إثر الزيارة إبلاغه البطريرك بـ«ترحيبنا وسعادتنا بالزيارة المرتقبة له إلى الجنوب». ونقل خليل عن الراعي «الحرص على تعزيز مناخات العيش المشترك لأن الشراكة تحتاج إلى مراجعة من قبل كل الأطراف لمواقفها» بما يعزز الوحدة الوطنية و«يعيد تنظيم مواقع المعارضة والموالاة».

السابق
باب العزيزية..
التالي
المايوه: فتيات يهربن الى مسابح العاصمة لارتدائه