منازل حارات صور متهالكة بنسبة 60 في المئة

أكثر من ستين في المئة من بيوت حارات صور القديمة، وخصوصا الحارة الجنوبية "قديمة الانشاء"، وكثير منها متهالك ومصدع وآيل للسقوط، نتيجة المرور الزمني للبناء، الذي مضى عليه أكثر من مئة وخمسين عاماً، إضافة إلى العوامل الطبيعية والاعتداءات الإسرائيلية في مراحل مختلفة، أبرزها اجتياحا العامين 1978و1982. تلك البيوت الصغيرة، المبنية في غالبيتها بحجارة رملية، تكثر الحاجة يوما بعد يوم إلى ترميمها وحمايتها من الانهيار على ساكنيها، العاجزين عن تأمين مأوى بديل خارج قيد الحارات المفتوحة دائما على وجع الضائقة الاقتصادية والمعيشية. تتنوع المبادرات التي استفادت منها الحارات في عمليات ترميم، فمن المبادرات المحدودة للبلدية، جراء قصر ذات اليد، استفادت الحارات القديمة، لا سيما منازلها التراثية، التي أصبحت ملكا عاما، تم تحويلها إلى مقار ومراكز ثقافية واجتماعية وتربوية، استفادت من جهات مانحة، من بينها "البنك الدولي" الذي يموّل "مشروع الإرث الثقافي"

وجمعيات أهلية ومدنية أخرى. لكن تلك المبادرات على أهميتها، تبقى عاجزة عن سدّ احتياجات أبناء الحارت، لجهة تحسين أوضاع السكن، الذي يشكل واحدا من أهم عوامل الاستقرار والأمن الاجتماعي. وحتى اليوم، لم تجر الجهات المسؤولة مسحاً يتناول أوضاع تلك المنازل المتهالكة، للبدء بمساعدة أهلها، أو تأمين تمويل من جهات مانحة، لرفع الخطر عن السكان، الذين يتساوى شتاؤهم مع صيفهم. تلفت وفاء، التي تتشارك مع عدد آخر من أقاربها، السكن داخل منزل واحد في وسط الحارة الجنوبية القديمة، إلى أنه وبرغم كل التحسينات التي طاولت البنية التحتية، من مجاري الصرف الصحي، وتجميل الواجهات، لم تنقل الحارة إلى مرحلة الراحة الفعلية في السكن، معترفة في الوقت ذاته بصعوبة نقل الحارة إلى عالم آخر نتيجة تكدس المنازل بعضها على بعض، والطرق الضيقة، المحرمة على السيارات، والأبنية القديمة المهددة بالسقوط.
من جهته، يؤكد رئيس لجنة التخطيط والتصميم في بلدية صور المهندس شريف بيطار على أن "البلدية تتجه إلى مسح يشمل البيوت القديمة كافة، لا سيما منها البيوت المتهالكة والمهددة بالانهيار، بهدف اجتراح الحلول الممكنة لها". يضيف بيطار: "إن البلدية ورغم إمكاناتها المادية المتواضعة، ساهمت بالمساعدة في ترميم عدد من المنازل، التي يعاني أهلها من عسر شديد"، لافتاً إلى أن "الحارات القديمة تشكل حيزاً أساسيا في عمل البلدية ومخططاتها. وهي قامت منذ مدة بتأهيل وترميم إحدى "البورات" الخاصة، التي ما يزال يوجد فيها أطلال منزل قديم، يحتوي على قناطر معمارية مميزة تعود إلى حوالى مئتين وخمسين سنة". ويشير بيطار إلى أن "الخطوة التالية ستكون تحويل "البورة" إلى ساحة ومتنفس للكبار والصغار، بعد تنظيفها من الأوساخ والردميات، وتم ذلك بموافقة أصحابها"، لافتاً إلى وجود مشكلة تتمثل في "عدد من البيوت، المنهارة أو المهددة بالانهيار، مالكوها ليسوا في لبنان، وهي التي تهدد السلامة العامة". وتشير منسقة "جمعية حلاوي الخيرية" فاتن الحاج حسن إلى أن الجمعية، التي "تولي الحارات على اختلافها حيزاً خاصاً من عملها، قامت منذ عام 2008 بالمساعدة في ترميم أكثر من خمسين منزلاً، شملت إضافة غرف، وتأهيل مطابخ وحمامات، واستبدال أسقف آيلة للسقوط، بلغت تكلفتها ما يزيد على المئة وخمسين ألف دولار أميركي".

وقالت: "إن عملية اختيار المنازل، التي يتم مساعدة أصحابها، تجري على أساس وضع المنزل، وحالة صاحبه المادية بعد مسح يتولاه مهندس الجمعية"، لافتة إلى "عزم الجمعية الاستمرار في ذلك النوع من الخدمات، نظرا لما يشكله المنزل من ملاذ آمن للأسر والعائلات".

السابق
مستشفى قانا الحكومي عاطل عن العمل !!
التالي