مستشفى قانا الحكومي عاطل عن العمل !!

… وفي الذكرى الحادية عشرة لتدشينه وصلت الى مستشفى قانا الحكومي ماكينة اشعة وجهاز تصوير صوتي وبعض المكاتب. المبادرة الخجولة والمتأخرة جدا جاءت من وزارة الصحة في الأيام الأخيرة لعهد الوزير السابق محمد خليفة. وهو ما أعطى الاهالي وفعاليات البلدة والجوار بعض الأمل بأن تكون هذه المبادرة مجرد بداية لتجهيز المستشفى الذي لم تشفع له المجزرتان الشهيرتان اللتان ارتكبتهما اسرائيل في العامين 1996 و2006 لوضعه في التشغيل. فيما يسأل آخرون وبأسى ولوعة هل نحتاج الى احدى عشرة سنة اخرى لتشغيل المستشفى، فيما المرضى يعانون ويهانون على أبواب بعض المستشفيات الخاصة، وبعضهم لا يجد في جيبه ما يفي ولو بجزء يسير من فاتورة الاستشفاء حتى في أصغر تلك المستشفيات وأقلها تطوراً.

ذاك أن مستشفى قانا الحكومي الذي دشنه رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل 11 عاما، اثر استكمال بنائه من جانب مجلس الجنوب، والمقدم من احد فاعلي «الخير» في المنطقة (آل حيدر)، يتألف من ثلاث طبقات تتسع لخمسة وسبعين سريراً، وقد تحول على مدى كل تلك السنوات الى مقصد للعصافير التي نسجت أعشاشها في نواحي المبنى وزوايا الحيطان، التي تهشمت زجاج نوافذها، ابان عدوان تموز عام 2006، ولا تزال على حالها المزرية على الرغم من مضي 5 سنوات على انتهائها. وكل ما تحقق لهذا المستشفى، الضروري لأهالي المنطقة، منذ تاريخ بنائه وتدشينه لا يعدو تعيين مجلس ادارة من ستة اشخاص برئاسة الدكتور محمد الصايغ.
وحملت السنوات المتلاحقة منذ تدشينه جملة من الرهانات والوعود بتجهيز المستشفى، من قبل الدول العربية وصناديقها المانحة ومنها وعد كانت اغدقته دولة البحرين لكنه لم يبصر النور، ما بدّد الآمال الصغيرة التي علقها البعض على تلك الوعود، واستبشر بها خيراً بإمكان تشغيل المستشفى في أقرب فرصة. لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق.

هذا كله فيما ينتظر عشرات الآلاف من أبناء قانا وجوارها ساعة الفرج، للتخفيف من أعباء تنقلاتهم ودفع الفواتير الباهظة للمستشفيات الخاصة، لا سيما في صور وصيدا، في ظل غياب مستشفى حكومي مجهز بمقدوره بمجرد تشغيله تأمين خدمة الاستشفاء الصحي لأهالي مدينة صور وبلداتها.
رئيس بلدية قانا محمد عطية لم يفقد الأمل بعد. ويستبشر خيراً بدفعة اللوازم التي وصلت مؤخرا الى المستشفى، مؤكداً أن وزير الصحة الجديد علي حسن خليل الذي التقاه مؤخراً يولي اهتماما كبيرا وخاصا بتجهيز مستشفى قانا بالمعدات المطلوبة وصولاً حتى تشغيله، كي يتمكن من استقبال المرضى من أبناء المنطقة التي يسكنها عشرات الالاف. وقال: ان المستشفى حاجة ملحة جدا ومطلبنا الأساسي يقضي بتجهيز وتشغيل المستشفى الذي يساهم في رفع الأعباء المادية عن الناس.
أما رئيس مجلس الإدارة ومدير عام المستشفى المعين الدكتور محمد الصايغ فيلفت إلى أن شيئاً عملياً لم يحصل منذ تاريخ تعيين مجلس الادارة، الذي مضى عليه ما يقرب الست سنوات، وتدشين المبنى الذي مضى عليه أيضاً إحدى عشرة سنة.

أضاف حصلت وعود كثيرة الا أن امراً واحدا لم يتحقق حتى اليوم، باستثناء بعض المعدات التي ارسلتها وزارة الصحة مؤخرا وهي عبارة عن ماكينة اشعة وجهاز تصوير صوتي ومفروشات مكتبية.
ويناشد صايغ جميع المعنيين وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتدنا على مبادراته وتقديماته بذل كل ما يلزم من اجل تجهيز المستشفى الذي يخفف الأعباء عن كاهل المواطنين الذين يتكبدون مسافات طويلة ودفع المزيد من الاموال للانتقال الى مستشفيات المنطقة الخاصة في صور وصيدا.
مصدر في وزارة الصحة في الجنوب أوضح لـ«السفير» أن مجلس الجنوب الذي استكمل بناء المبنى قد تنازل عنه للوزارة، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى لدى عدد من الدول المانحة، من أجل تجهيز المستشفى بكل ما يحتاجه من معدات ولوازم وطواقم بشرية. يأسف ابناء البلدة وجوارها التي تبعد قراهم عن اقرب مستشفى في صور اكثر من 16 كيلومترا لعدم المبالاة التي يتبعها المسؤولون لناحية عدم الاكتراث لأوضاع الناس وهمومهم الصحية.

وتقول مريم برجي التي تقصد مستشفيات في صور وصيدا وأحياناً بيروت للعلاج من مشاكل مرضية مختلفة أنها تتكبد بدل نقليات للوصول إلى صور ما يوازي كلفة معاينة طبيب اختصاصي، وناشدت كل المسؤولين الحريصين على صحة المواطنين الاسراع في تجهيز وتشغيل المستشفى.
وتذكَّر فاطمة بلحص أنه بعد مجزرة قانا، التي سقط فيها العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء البلدة انهارت الوعود الخدماتية ومن بينها إنشاء مستشفى يلبي احتياجات أهل المنطقة ويداوي جروحهم، ولكن للأسف، وبعد خمسة عشر عاما، لم نر إلاَّ بناءً يفتقر إلى التجهيزات المطلوبة لاستقبال المرضى الذين تضيق بهم السبل أكثر فأكثر.

السابق
بيت أطفال الصمود.. ملاذ لكل فلسطينيّ فقد والديه.. أو أحدهما
التالي
منازل حارات صور متهالكة بنسبة 60 في المئة