“تحشون”..القسوة في المعنى والتطبيق

عند الحديث عن معاناة أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني او لبناني  في سجون الاحتلال، يكثر الكلام وتتعدد الأساليب، والنتيجة واحدة، والضحية معروفة، وعند طرح كلمة «نحشون» أمام أي أسير فلسطيني، أو أي متابع لأوضاع السجون «الاسرائيلية»، فإن أول صورة ستتبادر إلى ذهنه هي «مجموعة من الإرهابيين المتخصصين في قمع الأسرى، والتنكيل بهم، وأحياناً إعدامهم ضرباً».

وحدة داخلية أساسية

"نحشون" في القاموس العبري تعني القوة والصلابة والقسوة، وقد شكلت خصيصاً لقمع المعتقلين الفلسطينيين، وتعد من أكثر الوحدات الداخلية أهميةً في دولة الكيان، وذلك للدور الكبير الذي تؤديه في حراسة وحماية السجون «الإسرائيلية»- كما خطط لها، والتي تضم عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والذين تصعب السيطرة على مثل عددهم.

وتتكون هذه الوحدة من عدة مئات من الجنود المدرّبين بتقنية عالية، وقد شكلت هذه الوحدة قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى لكنها باشرت العمل بعد سنوات قليلة من هذه الانتفاضة، وذلك لازدياد أعداد الأسرى الفلسطينيين، حيث جاءت من الشعور بضرورة زيادة الضغوط على الأسرى حتى لا يفكروا في العودة الى أعمال المقاومة مرة أخرى، وأفرادها مزودون بأحدث الأسلحة القمعية.
ويمتلك أعضاء وحدة "نحشون" مهارات قتالية تقنية من بينها استخدام الأسلحة والمعدات المختلفة، إلى جانب القدرات القتالية البدنية اللازمة للمواجهة والاصطدام المباشر.
ويتلقى عناصرها تدريبات خاصة لقمع أي "تمرد" للأسرى، ومواجهة كل حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن.

تقسيمات الوحدة
* تنقسم هذه الوحدات إلى فرق عديدة تنتشر في جميع السجون الصهيونية إلا أن لها مقرا منفصلا يوجد داخل دولة الكيان، ويوجد بينها تنسيق كبير حيث تستدعي الوحدة داخل السجن أو من السجون الأخرى فور نشوء ما يمكن أن يكون مؤشراً الى حدوث احتجاجات كبيرة.

المهام
*نقل المعتقلين من سجن الى آخر أو من السجن إلى المحاكمة .
*منع هروب السجناء، أو اعتراض قافلتهم ومهاجمتها وتحريرهم من قبل منظماتهم أثناء ذلك.
*السيطرة على السجن والقضاء على أي احتجاج للأسرى.
*مواجهة كل حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن .
*توثيق ما تقوم به من عمليات قمع، على اعتبار أنه انجاز وانتصار، ومن ناحية ثانية لمعالجة ما يمكن أن يسجل قصوراً أو ثغرات من وجهة نظرهم.
*الاعتداء بالضرب المبرح على المعتقلين، أثناء نقلهم ، وإلحاق الأذى بهم.
*الإهانة من خلال التفتيش العاري، والقذف بالشتائم.
*اقتحام غرف السجون أو الأقسام وخيام المعتقلات "ليلاً و نهاراً" بحجة التفتيش المفاجئ أو كعقاب لأبسط الأسباب.

أهدافها :
تتعدى أهدافها الحراسة والأمن لتستهدف الأسير بذاته وزيادة حجم معاناته من خلال:
*قمع الأسرى وإذلالهم وإجبارهم على تنفيذ أوامر إدارة السجن.
*والقضاء على أي ظاهرة احتجاج من قبلهم بكل الوسائل.
* فرض سياسة الأمر الواقع على الأسرى، وإجبارهم على القبول بما يقدم لهم من قبل إدارة السجن.
* استهداف حياة الأسرى واستقرارهم وزيادة حجم معاناتهم واستفزازهم.

السلاح المستخدم
تلك الوحدات مزودة بأسلحة متنوعة وحديثة منها السلاح الأبيض، الهراوات، الغاز المسيل للدموع ، الرصاص المطاطي، أجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم، أسلحة تطلق رصاصاً حارقاً، ورصاص الدمدم "المحرم دولياً"، ورصاصاً غريباً يحدث آلاماً شديدة.

أساليبها – أشهر ممارساتها :
*الكلاب: تستخدم الوحدة الكلاب من فصيلة " ميلنواه " التي تتمتع بقدرة عالية على العمل وتحمل الألم و مشاكلها الصحية قليلة، وتستطيع العمل أحيانا حتى الموت ولا تكترث لأي شيء، سوى تنفيذ المهمة التي يكلف بها ، ويدرب هذا النوع من الكلاب لملاحقة الأسير.
*استفزاز ديني: يمتد تطاولها على الأسرى من خلال المس بالمشاعر والمقدسات الدينية، متمثلة بقذف المصاحف على الأرض والدوس عليها ورميها في دورات المياه وتمزيقها، لاستثارة الأسرى ودفعهم الى المواجهة، ما «يبرر» قتل بعضهم .
*التعري الإجباري: تفرض على الأسرى التعري بالقوة بحجة التفتيش خلال نقلهم من سجن الى آخر أومن السجن إلى المحكمة، وتستلذ بمشاهدتهم وهم عراة، وفي بعض الأحيان تضع مجموعة من الأسرى وهم عراة مع بعضهم البعض وتطلب منهم إجراء حركات مشينة ومهينة.
* إعدام بطيء: في كثير من الحالات تؤدي الضربات التي يوجهها أفراد «النحشون» بحق الأسرى، إلى إصابات خطيرة، تتحول في ما بعد الى إصابات دائمة، وبما أن إدارة السجون تمنع العلاج عن الأسرى، فقد يؤدي هذا الوضع إلى استشهاد الأسير، كما حدث في حالات عدة.

السابق
جبريل: السلاح الفلسطيني موجود لحماية حق اللاجئين في العودة الى بلادهم
التالي
الحماصنة يشهرون..نكاتهم