تتجه الانظار الى الاجتماع الثاني لمؤتمر القنابل العنقودية الذي سيعقد برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بيروت على مدى خمسة ايام بين 12 و16 ايلول المقبل بمشاركة ممثلين عن مئة بلد اقليمي وعربي ودولي من الدول التي صدّقت اتفاق حظر استعمال القنابل العنقودية وشاركت في مؤتمر اوسلو العام 2008 فضلا عن منظمة الامم المتحدة ومنظمات عالمية تعنى وتهتم بنزع وازالة هذه القنابل ووضع حد لمعاناة السكان في نطاق انتشارها لا سيما في جنوب لبنان حيث القت اسرائيل خلال عدوانها في تموز 2006 نحو 4 ملايين قنبلة طاولت ايضا البقاع الغربي وراشيا.
وفي هذا الاطار، اوضحت مصادر مطلعة لـ "المركزية" ان المشاركين في المؤتمر سيزورون الجنوب ويقومون بجولة على البلدات التي تتم فيها ازالة القنابل العنقودية الاسرائيلية بإشراف المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام التابع للجيش اللبناني ومركزه في ثكنة الجيش في النبطية، كما ستعاين الوفود على الارض فرقاً من الجيش و "ماغ" والمنظمات الاخرى خلال عملها على نزع وازالة القنابل المزروعة بالارض.
وذكرت المصادر ان المركز اللبناني للاعمال المتصلة بالالغام في الجيش سينظم بالتعاون مع وزارة الخارجية غدا الخميس جلسة للاعلاميين الذين سيتولون تغطية المؤتمر في قصر الاونيسكو لتعريفهم الى المناطق الجنوبية الملوثة بالقنابل العنقودية الاسرائيلية ولقاء الناجين من تلك القنابل وارشادهم الى كل الاتفاقات الدولية التي تحظر استخدام القنابل العنقودية والى الدور الذي يلعبه الجيش في تنظيف الاراضي الملوثة بالقنابل العنقودية الى جانب المنظمات الدولية الاخرى.
من جهته اكد مصدر نيابي جنوبي لـ "المركزية" اهمية الجهود التي يبذلها لبنان لانعقاد المؤتمر الدولي حول القنابل العنقودية نظرا لمعاناة الشعب اللبناني عموما والجنوبيين خصوصا جراء هذه القنابل التي ادت منذ العام 2006 وحتى اليوم الى استشهاد 50 مواطنا وجرح 405 آخرين.
واكد المصدر ان لبنان ابلغ سفراء الدول التي ستشارك في المؤتمر في بيروت اصراره على انجاح المؤتمر وتوفير الجهود من اجل استضافة كل الدول المشاركة فيه التي سيطالبها خلاله بالضغط على اسرائيل لتسليم الامم المتحدة الخرائط كافة للاراضي التي زرعتها بالقنابل والالغام لأن ما قدمته اسرائيل في هذا الاطار من خرائط للامم المتحدة تبين بعد تسليمها للبنان ان 40 في المئة من مضمونها غير دقيقة لا بل مضللة ومكررة، مشيرا الى ان المشكلة الكبرى التي تواجه لبنان هي مسألة التمويل التي ادت الى تراجع عدد فرق نزع القنابل العنقودية من 111 الى 49 فريقا حالياً.
