سورية تستشهد لحريتها

الأمم المتحدة تعلن عن 2200 شهيد من المدنيين, هذا يعني أن الرقم قد تجاوز 5000 شهيد هذا غير ما سببه الرصاص من إعاقة لعدد غير قليل من المصابين, مع ذلك سنتعامل مع أرقام السيد بان كي مون, ونقول: أعطونا نظاما سياسيا واحدا قتل من شعبه كل هذا العدد? هذا غير عشرات الألاف من المعتقلين ومن المدن التي استبيحت في كل شيء.

أنا هنا لست في وارد الندب, بل أكتب وأنا لم أشعر بهذا الفخار بالانتماء لهذا الشعب كما أشعر اليوم, أكتب لكي أقول للعالم أن شعبنا لن يقف دون حريته وكرامته, فمتى يستجيب هذا العالم استجابة حقيقية لنداء شعبنا, وسورية في هذه المناسبة لا تستشهد من أجل تيار سياسي بعينه, ولا من أجل مجلس انتقالي تريده بعض الدول, ولا تستشهد من أجل العلمانية, ولا من أجل الإسلامية, لا تستشهد من أجل الأكثرية أو من أجل الأقلية, سورية تريد حريتها غير منقوصة, وكرامتها تصل الى السماء التي اصبحت ملونة بدماء شبابها, وأي حديث آخر من قبل مجتمع دولي أو معارضة سورية, أو غير ذلك من ترك وفرس وعرب, من مسيحيين ويهود ومسلمين, من علمانيين وإسلاميين, من حريصين على استقرار المنطقة ومن يدعوا الى فوضى خلاقة, من خائفين على الأقليات إلى من يحاولون الإساءة للثورة, وهم من كل صنف ولون, فهو كلام يراد به التستر على الجريمة, لا أكثر ولا أقل, يراد له أن تتقاسم سورية سياديا على المستوى الإقليمي مع العصابة الحاكمة, ثلاث دول: إيران وتركيا وإسرائيل… وروسيا والصين دوليا لكي يبتزوا القوى الغربية, لأن لهم حسابات كونية ! لسنا بصددها هنا.

.
سورية لن يضاف إلى أسمها أي آل من آلات الفساد والقتل والاستبداد, سورية آل الحرية وليست أي آل أخر, سورية ليست حكرا على حزب ولن تكون, وليست حكرا على دين ولن تكون, وليست حكرا على طائفة ولن تكون, وليست حكرا على قومية ولن تكون, سورية تاريخها ملجأ لمن يهرب من الحروب, فوجود الأرمن والشركس وقسم من شعبنا الكردي وحده كاف ليبين الحقيقة التي, خربها آل هذه العصابة, فدمشق كاللاذقية كحلب تاريخها تاريخ المدن المفتوحة, رغم كل المحن والاهوال التي مرت بها هذه المنطقة, هذا جزء من كرامة شعبنا,

استغرب أيضا منذ متى وفي أي تاريخ مكتوب أو شفهي: أن دروز حوران كانوا يخافون من الأكثرية السنية كما سوقت العصابة وحلفاءها لهذه اللغة! قولوا لنا وسنصدقكم, في أي زمن خرجت أحياء العباسيين وباب توما والقصاع- حي فارس الخوري الذي ولد سنة 1873 في قرية الكفير التابعة حاليا لقضاء حاصبيا في لبنان! وانتخب سنة1914 نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان العثماني. واصبح فيما بعد رئيسا للبرلمان ورئيسا لوزراء سورية- لترقص وتدبك بعد ما جرى من قتل في حماة ودير الزور? إنها سياسة العصابة وثقافة لا نريد تسميتها.لكن شعبنا سيتجاوزها, لأن حريته ليست مخصصة! لا أحد مسموح له بتزوير هذا التاريخ, لا سلطة من أي نوع كان ولا معارضة مهما كانت شعاراتها, كما أنه لايوجد شعب في العالم لا توجد في تاريخه نقاطا مظلمة, ولكن أيضا لا يوجد شعب في العالم يتعلم الحرية, في ظل نظام أقرب للعصابة والقتل ديدنه. أعطوني شعبا واحدا في هذا العالم, تعلم الحرية في ظل نظام قاتل? ساعدونا لنتعلم الحرية, ولكن لا تساعدونا لكي نتستر على الجريمة! نحن شعب يقبل التعلم, كم احتاجت فرنسا العلمانية نموذجكم العلماني بعد ثورتها -1789 وانتهت تقريباً 1799- لكي تصل إلى نظام جمهوري ديمقراطي مستقر? الناس تتساءل اليوم أي مدينة سيدخلها جيش العصابة و"شبيحتها"?

لجنة تحقيق من الأمم المتحدة تدخل حمص, ولا يستطيع اعضاؤها النزول من سياراتهم لسؤال المتظاهرين! مع ذلك سورية لن تعود دون حريتها وكرامتها

السابق
الحياة: رعد..القرار الاتهامي باهت وهشّ والأميركيون والإسرائيليون شركاء في صوغه
التالي
اللواء: لبنان يعترف بالمجلس الانتقالي الليبي وتكليف وزير الخارجية التحرك لكشف مصير الصدر