روجيه ادّه: “حزب الله” يخوض معركة وجودية

 أعلن رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده أن "حزب الله" يضغط على الحكومة لكي تأخذ قرارات تواجه فيها النظام الدولي، مؤكداً ان الحزب يخوض اليوم معركة وجودية ومعركته والنظام السوري والايراني معركة واحدة.

واكد في حديث اذاعي:" ان المقابلة التي أجرتها جريدة "التايم" مع احد المتهمين في اغتيال الرئيس الحريري صحيحة وما كانت لتحصل لولا موافقة "حزب الله" عليها، مشيراً الى ان موقف الحزب واضح وعندما يريد النظام الدولي التحرّك تحت الفصل السابع فسيكون هذا التحرّك على اساس ما هو معلن من مواقف للأمين العام لـ"حزب الله" ونوابه.

ورأى ان هدف "حزب الله" من هذه المقابلة إحراج الحكومة والسلطة التنفيذية، مشيراً الى ان الرئيس ميقاتي الذي مورست عليه ضغوط كثيرة لتشكيل حكومة كهذه يحاول في المرحلة التي يواجه فيها العواصف من كل صوب كما يحاول رئيس الجمهورية البقاء في موقع وسطي.

واعتبر ان النائب وليد جنبلاط كان وسيبقى حيثما هو، وان كان خطابه يتغير ولكن الاستراتيجية هي الحفاظ على بني معروف وهذه مسؤوليته مؤكداً ان أمنهم من أمن لبنان واستقراره وإذا اصابهم اي سوء فلا احد يسلم.

ورأى ان "حزب الله" يضغط على الحكومة لكي تأخذ قرارات تواجه فيها النظام الدولي كما تفعل ايران وسوريا وان تتبنّى موقفه من المحكمة الدولية، مشيراً الى ان الحزب يخوض معركة وجودية لان معركة النظام السوري وجودية له ومعركة النظام السوري والايراني و"حزب الله" معركة واحدة.

ولفت الى انه عندما تكون المعركة واحدة فالقرارات الدولية التي لها علاقة بـ"حزب الله" كالقرار 1701 والمحكمة الدولية ومحاكماتها واتهاماتها والمطالبات بالتوقيف قد تذهب الى سوريا وطهران وقد تطاول الحزب، موضحاً ان المسؤولية الفردية لا تنفي مسؤولية التنظيم والمرجعية وكل من شارك.

واكد ان كل من ساهم بأي شكل من الاشكال في اغتيال الرئيس الحريري سيحاكم مشيراً الى ان المعركة اليوم هي بين القاتل والمقتول.

ورأى ان "حزب الله" والدول المعنية تعرف ان ما صدر عن المحكمة الدولية بالنسبة لاغتيال الرئيس الحريري هو بداية البداية للقرار الظني وانه في آلية استمرار التحقيق والمحاكمة ستتوسّع العملية الى ابعد الحدود وقد تطاول مرجعية حزب والمحور ومن شارك بأي شكل من الاشكال. مؤكدا ان الشعب اللبناني لن يرضى بعد اليوم بأسلوب التوريث السياسي والاحزاب المذهبية والطائفية والفساد على كل المستويات ودوره آت، وحاجتنا اكثر الى الحرية والديموقراطية ومشكلتنا اننا بحاجة لعصرنة مفاهيمنا للدولة وللديموقراطية وللعيش المشترك. واعتبر اده ان أهم أداة للديموقراطية في التمثيل الشعبي الصحيح هو قانون الانتخابات النيابية المقبلة، داعياً الى وضع قانون يأخذ في الاعتبار تقسيم الدوائر بشكل مدروس وإعطاء لكل نائب دائرة، وعندها يبدأ التفكير في اول مرحلة من إلغاء الطائفية للمنتخب وتتحقق المناصفة.

واعتبر اده ان نهضة الشعوب العربية ولو جاءت متأخرة عن نهضات الشعوب في اماكن اخرى من العالم إلا ان هذه الشعوب قررت اليوم ان تقف وان تعطي الاولوية لمستقبلها على أي اعتبار آخر.

ووصف الامام موسى الصدر برجل الفكر الاسلامي المعتدل والمستنير ولا يمكننا الا ان نستذكره اليوم في ظل ما يحصل في ليبيا والشعور بشيء من السعادة، لانه في النهاية العدالة ستتحقق، مشيراً الى ان الامام الصدر لم يعط حقه من قبل القوى التي ورثته على ما هي عليه مواقع السلطة والوجود السياسي في لبنان.

واكد ان الرئيس الاسد اضاع ظرفاً تاريخياً لن يعود ثانية عندما رفض ان يكون جدّياً في الاصلاحات التي وعد بها، مشيراً الى انه لو قام الرئيس الاسد بالاصلاحات التي وعد بها لما كنا وصلنا اليوم الى المطالبة باسقاط النظام. واعتبر انه عندما يكون هناك دولة امنية من نوع النظام السوري فالتوثيق حول وجود مجموعات ارهابية مسلحة يجب ان يكون جدياً ويقدم للامم المتحدة والجامعة العربية والرأي العام العالمي والسوري، وهذا لم يحصل حتى الساعة واطلاق النار يحصل من طرف واحد وليس من طرفين عكس ما شاهدناه في ليبيا واليمن. ورأى انه اليوم يسقط النظام السوري الذي فظّع في الحرب اللبنانية والذي موّل للحفاظ على اشعال النار بين اللبنانيين. ونحن لدينا مشكلة مع هذا النظام تاريخياً اضافة الى مشكلتنا الحضارية معه وكونه كان كاريكاتورا للانظمة العربية.

واشار الى ان التعامل الدولي مع سوريا تصاعدياً، فلا الدول العربية والنظام الدولي يستطيعان الدفاع عن الذي فتح النار على شعبه، لافتاً الى ان مصالح الدول العظمى تقضي بالتعاون مع النظام لأنها تخشى من أي نظام بديل، ولا تأخذ دور الشعوب بل عندما تقف هذه الشعوب تقف معها.

واعلن ان كل الملوك بحاجة الى تقديم مشاركة اكثر لشعوبهم في ممارسة السلطة، فالتغيير لا يمكن تجاهله متمنياً الا تتفجّر الامور في الخليج كي لا ينهار كل الاقتصاد العالمي الذي يعاني من الازمة المالية منذ 2008 وازمات جديدة.

ولفت الى ان مشكلة النظام اللبناني انه طائفي مذهبي عشائري والفساد مستشرٍ فيه والشعب سيطالب في لبنان كما في كل مكان آخر بالتغيير لعصرنة النظام واصلاح ديموقراطيته وتطويرها لتكون في طليعة الانظمة الديموقراطية في العالم حيث التعددية تحقق لكل مكونات الشعوب المشاركة الفعلية في تقرير مصيرها عبر التمثيل الصحيح والمواطنية النموذجية. 

السابق
“لقاء الاحزاب”: للتحقيق مع خالد الضاهر لتحريضه ضد الجيش
التالي
الموسوي: المحكمة تعكس مكراً دولياً واقليمياً للمقاومة