الشرق الاوسط: الثوار في منزل القذافي

الثوار أعدوا خطة دخول طرابلس لعدة أسابيع وهربوا أسلحة إلى داخل المدينة وحددوا ساعة الصفر للتوافق مع تاريخ فتح مكة
* فتح الشعب الليبي، أمس، صفحة جديدة في تاريخه المعاصر بعدما اقتحمت جحافل الثوار ثكنة باب العزيزية، المقر الحصين لعميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وقائد ثورة الفاتح العقيد معمر القذافي، في قلب العاصمة الليبية، طرابلس، بعد 42 عاما من السلطة. وحرم الثوار العقيد الليبي من الاحتفال بالذكرى الـ42 للفاتح من سبتمبر (أيلول) قبل 8 أيام من موعدها عندما وصل إلى سدة الحكم في 1969 ودخلوا منزله ومكتبه في باب العزيزية بعد قتال شرس استغرق ساعات تمكنوا في النهاية من اختراق بواباته وتحطيم جدران المجمع الإسمنتية ودخلوه مدعومين بمقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي قصفت في وقت سابق المجمع. ووسط ترحيب دولي بالتطورات، احتفل الليبيون في أنحاء البلاد، وخصوصا بنغازي، عاصمة الثوار في الشرق، بالنصر الذي حققه المقاتلون رغم أن مصير القذافي وأولاده بقي مجهولا مع عدم العثور عليهم داخل باب العزيزية.

وأعلن أحمد باني، المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين، أن الثوار سيطروا مساء أمس على مقر إقامة القذافي بكامله ولم يجدوا أثرا للعقيد الليبي أو لأبنائه في باب العزيزية، وأضاف «باب العزيزية بات بكامله تحت سيطرتنا، العقيد القذافي وأبناؤه لم يكونوا في المجمع.. ولا أحد يعلم أين هم».

ووفقا لرواية الشيخ عبد الحكيم بلحاج، آمر كتائب الثوار في طرابلس، فإن القذافي وعائلته هربوا إلى مكان مجهول، وقال: «هناك آثارهم، لكنهم فروا فرار الجرذان أمام زحف الثوار»، مشيرا إلى أن الثوار اعتقلوا العديد من جنود وقيادات قوات القذافي.
كما قال الكولونيل رولاند لافوي المتحدث باسم الناتو إن الحلف لا يعلم مكان القذافي وإنه لا يعده هدفا.

وكشف عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية ومصر، في المقابل لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات مفادها أن «القذافي ربما قد توجه إلى مسقط رأسه في مدينة سرت الساحلية، حيث يتوقع أنه يستعد لمعركة أخيرة ونهائية». مؤكدا أن «الثوار لن يتركوا القذافي أبدا وسيلقون القبض عليه حيا أو ميتا». وأشار إلى أنه أمام القذافي 3 أماكن فقط يمكنه اللجوء إليها في هذا الوقت، وهي أولا: منطقة الجفرة في الجنوب الليبي حيث مقر رئاسة هيئة الأركان، وثانيا: واحة تراغن في أقصى الجنوب وبلد مدير مكتبه، بشير صالح، بالإضافة إلى الخيار الثالث وهو مدينة سرت حيث قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها. وكشفت تقارير عن أن قادة الثوار أطلقوا اسم «ساعة الصفر» على اللحظة التي سيقوم فيها سكان طرابلس بالانتفاض ضد القذافي. وبدأو خلال الأسابيع العديدة الماضية، بتهريب أسلحة إلى طرابلس وإخفائها في منازل آمنة، وانهم اختاروا يوم 20 أغسطس (آب) للقيام بهذا العمل، وتصادف ذلك مع ذكرى فتح مكة على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إلى ذلك، أعلنت واشنطن، انها تستعد لتسليم المجلس الانتقالي الليبي مليار دولار كجزء من أموال القذافي المحتجزة لديها.

السابق
تسعينية تهزم ثلاثة لصوص
التالي
سيف الإسلام الصحاف