جرذٌ تلاعَبَ…بقطط العالم؟!

حتى اللحظة الأخيرة وعندما تدفق الثوار على طرابلس، ظلّ ذلك المهرج الذي بقي "قراقوش العرب" على امتداد أربعة عقود يصف شعبه بالجرذان والصراصير والجراثيم!

ليس المحيّر ان هذا المعتوه وهو قياساً بسلّم الجدارة الذي يميّز القادة، ليس أكثر من جرذ تسلل الى حكم ليبيا عبر بركان مشاعر القومية العربية، الذي فجّرته ثورة الضباط الاحرار في مصر، بل المحيّر في الحقيقة هو كيف استطاع ان يتعامل مع الليبيين والعرب والأفارقة ومعظم القيادات السياسية في الغرب، بهذا الأسلوب من التحدي الكاريكاتوري، ليبدو فعلاً كجرذ تلاعب بقطط العالم؟

إنه معمر القذافي الملازم المولود في قرية اسمها جهنم قرب شعيب الكراعية في وادي جارف في سرت، والتي قالت مجلة "اسرائيل توداي" إنه يتحدر من أصول يهودية، ربما زيادة في تشويه صورة العرب الذين يقبلون قيادة جرذ يغالي في التهريج!
الآن سقط القذافي وهو أقدم حاكم على وجه الأرض. وفي هذا دلالة معيبة على خنوع الشعوب ورياء الزعماء الذين قبلوه في العالم. تكراراً ليس المهم تلك الصفحة السوداء التي تنطوي من تاريخ ليبيا والعرب، بل المهم تلك الوصمة السوداء، التي ستبقى دائماً في سجل القبول الدولي أو بالأحرى الخنوع لسلطة مهرج لم يملك إلا عيبين:

أولاً: الارهاب ممارسة وتمويلاً وفي أربع رياح الأرض من عام 1969 الى عام 2003. وإذا كان لبنان حقل تجارب القذافي الارهابية الأولى، قبل خطف الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ولا يزال عندنا حتى الآن من يرفل بالثروة والمال و"الجاه" من غير شر، وكلها من "عرق" القذافي الذي أراد إحراق لبنان، وهو ما صاح به الرئيس المرحوم سليمان فرنجيه في وجوه السفراء العرب عام 1973، فإن "مآثر" لوكربي ومحاولات الاغتيال ودعم الثوار في ايرلندا وتمويل التخريب وإشعال الحروب في تشاد وتفجير ملهى "لابيل" في ألمانيا هي من أعماله البسيطة.

ثانياً: يملك القذافي 131 مليار دولار، وقد قيل إنها تسد حاجة الوطن العربي الغذائية لمدة أربع سنوات. إنها الثروة المسروقة من خبز الشعب الليبي والتي استعملها أيضاً في شراء الذمم والضمائر والمواقف في كبريات العواصم الدولية. فبعد عام 2003 ووقْف برنامجه النووي وحلّ جريمة لوكربي، فتح الغرب ذراعيه للمهرج الليبي، فدخل الاتحاد الأوروبي في بروكسيل فاتحاً وغار الجميع من سيلفيو برلوسكوني "قط القذافي المدلل"، فزاره طوني بلير وغيرهارد شرودر وجاك شيراك، ثم دخل الأمم المتحدة وشتم أميركا ومزّق كتاب ميثاق الأمم أمام الجمعية العمومية، أوَليس هو ملك ملوك افريقيا وقائد الجماهيرية الشعبية العظمى؟

ليس السؤال كيف لجرذ ان يفعل كل هذا، بل كيف للعالم ان يقبل بكل هذا ولمدة 42 عاماً… جرذ يتلاعب بزعماء العالم نحو نصف قرن؟!

السابق
الراي: الأسد يصدر قراراً بتشكيل لجنة لشؤون الأحزاب وقتيلان و4 جرحى برصاص الشبيحة في حماة
التالي
الأخبار: خطّة الكهرباء في بيت الدين اليوم: on أو off؟