النهار: باب العزيزية يؤخّر حسم معركة طرابلس وأنباء متضاربة عن القذافي ومقتل نجله خميس

غداة دخول الثوار العاصمة الليبية، لم يكن في وسع هؤلاء إعلان انتصارهم العسكري الكامل، إذ بقي باب العزيزية، مقر الزعيم العقيد معمر القذافي خارج سيطرتهم. أما القذافي نفسه، فلا يزال مصيره مجهولاً ولا أحد يعرف مكانه، حتى أن رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبدالجليل قال إن "لحظة النصر الحقيقية هي حين يتم اعتقال معمر القذافي حياً". أضف أن معالم المرحلة السياسية لم تتضح بعد، وستعقد اجتماعات دولية عدة لمناقشتها، وطالبت إسبانيا بقرار دولي جديد في مجلس الأمن لهذه الغاية. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فرأى أن مرحلة القذافي "تقترب من نهايتها".

وفي مداخلة إذاعية من جزيرة مارثاز فاينيارد حيث يمضي إجازة مع عائلته، قال أوباما إن "مرحلة القذافي تقترب من نهايتها. مستقبل ليبيا هو في أيدي شعبها". لكن "الوضع لا يزال غير مستقر. لا يزال هناك مستوى معين من الفوضى كما ان عناصر النظام التي تواصل القتال تشكل تهديداً".

وناشد القذافي أن "يمنع حمام دم جديداً باعلانه بوضوح التخلي عن السلطة، وبدعوته القوات التي تواصل القتال الى تسليم سلاحها". ولفت الثوار إلى أن معركتهم "لم تنته بعد"، محذراً من أن "العدالة في ليبيا لن تتحقق بالانتقام والعنف". ودعا الى "عملية انتقالية تجمع كل الاطراف وتؤدي الى ليبيا ديموقراطية".

وتعهد أوباما أن تكون بلاده "صديقاً جيداً وشريكاً لليبيا الجديدة"، واعتبر أن الثورة الليبية هي "صدى للأصوات المسموعة في كل المنطقة، من تونس إلى القاهرة".
وأعلن مسؤول في وزارة الخزانة الاميركية مواصلة المحادثات مع "المجلس الوطني الانتقالي" في شأن "الطريقة الفضلى والاكثر فاعلية لتقديم مساعدة مالية كبيرة اضافية الى المجلس"، مع العلم أن لا قرار بعد بوقف تجميد الأرصدة.
طرابلس

وقبل ذلك، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأن "لا دليل يشير الى انه (القذافي) غادر" طرابلس.
وعند باب العزيزية، المكان الذي يحمل أهمية رمزية، دارت مواجهات طوال ساعات النهار، خصوصاً وسط أنباء عن وجود القذافي فيه. وقال شهود إن دبابات للجان الثورة فتحت النار على ثوار كانوا يحاولون الاقتراب. وتحدث معمر الورفالي الذي يطل منزله على المكان عن وجود دبابات قليلة لأنصار القذافي. وأضاف: "حين أصعد إلى سطح مبناي، لا أرى شيئاً في باب العزيزية. لقد دمرته قوات حلف شمال الأطلسي" بعدما تعرض لقصف متكرر، دفع أحد الثوار إلى توقع السقوط الكامل للمقر "خلال أيام أو ساعات".

وإذ تحدث مراسلون عن هدوء نسبي في طرابلس بشكل عام يقطعه أزيز رصاص متقطع، توالت التقارير عن مواجهات في بعض الأحياء استخدمت فيها قذائف صاروخية. كما أقام الثوار حواجز تفتيش وفرضوا منعاً للتجول في بعض الأحياء. وأقر عبدالجليل بأنه "لا أستطيع القول إن الثوار سيطروا بالكامل على طرابلس". وخلال النهار، توالى إرسال التعزيزات إلى المدينة من الشمال والجنوب والجنوب الشرقي.

وقال مسؤول دفاعي أميركي إن قوات موالية للقذافي أطلقت صاروخا يعتقد انه من نوع "سكود" من منطقة قريبة من مدينة سرت في اتجاه مصراتة. وإذ أشارت مصادر عسكرية أميركية أخرى إلى سيطرة الثوار على 90 في المئة من طرابلس، لا يزال أنصار القذافي يسيطرون على مسقطه سرت وسبها في الجنوب.

أما في ما يتعلق بأبناء الزعيم الليبي، فقد ترددت تقارير عن العثور على جثة خميس، وتوقيف الساعدي، وفرار محمد الموضوع في الإقامة الجبرية في منزله.
جهود ديبلوماسية

وللبحث في مرحلة ما بعد القذافي، قالت وزيرتا الخارجية والدفاع الاسبانيتان ترينيداد خيمينيث وكارمي تشاكون في بيان إن بلادهما تدعو إلى "تبني قرار جديد (في الامم المتحدة) في أسرع وقت يأخذ في الاعتبار الوضع الجديد في ليبيا".
وأفادت وزارة الخارجية المغربية ان وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري سينقل في بنغازي رسالة إلى عبدالجليل من الملك محمد السادس.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو انه سيزور بنغازي اليوم، "بصفة كوني وزيراً للخارجية التركية، وبصفة كوني رئيساً لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا" التي ستعقد اجتماعاً على مستوى المديرين السياسيين في اسطنبول الخميس، مع العلم ان باريس دعت إلى قمة لوزراء الخارجية في المجموعة الأسبوع المقبل.

كذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون إلى عقد قمة الخميس أو الجمعة في نيويورك. وبدوره يعقد الاتحاد الافريقي قمة لرؤسائه الجمعة.
وصرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان "الثورة" في ليبيا "لن تنتهي بصراع طائفي"، مؤكداً الوقوف بـ"إجلال واحترام" امام الشعوب التي "تبحث عن حريتها

السابق
… وسقط آخر المهرجين!
التالي
البناء: قضية الشهود الزور تُتابع فصولاً… فهل يكشف ميرزا عن مفبركي مقالة التايم؟ ,الأسد شكّل لجنة الأحزاب ومواقفه أراحت الوضع الداخلي في سورية