الراي: إسرائيل تقرر عدم شن عملية برية على غزة وباراك يهدد بـقطع رأس من يطلق الصواريخ

قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة في اجتماع ليل اول من امس، عدم شن عملية برية كبيرة على قطاع غزة بعد اعلان الفصائل الفلسطينية تهدئة.
واعلنت اذاعة الجيش (وكالات)، ان «قادة الجيش قدموا خيارات مختلفة للتصرف في قطاع غزة لانهاء اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل». وتابعت ان «المجلس قرر بعد ساعة من المناقشة عدم شن عملية برية في غزة التي تسيطر عليها حركة حماس خوفا من اثارة تظاهرات حاشدة في مصر من الممكن ان تزعزع النظام الحاكم في القاهرة».

وكان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، هدّد خلال جولة في بئر السبع، بأن الحكومة الإسرائيلية «لا تستبعد إمكانية دخول بري إلى غزة رداً على الهجمات الإرهابية قرب إيلات واستمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل»، قائلاً إن «الدخول البري لا يخيفنا».

من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، «بفصل رؤوس» من يطلقون صواريخ على إسرائيل عن أجسادهم، ورجح أن يستمر التصعيد الأمني في قطاع غزة وجنوب إسرائيل لأيام عدة، مشيراً الى أن «مصر متمسكة باتفاقية السلام مع إسرائيل».

ونقلت وسائل الاعلام عن باراك تطرقه، خلال جولة في مدينة عسقلان مساء الأحد، إلى اعتراض منظومة «قبة حديدية» لعدد من الصواريخ الفلسطينية، قائلا إن «الامتحان الحالي قد يستمر أياما عدة وسنواصل العمل طالما يتطلب الأمر ذلك من أجل تحقيق تهدئة ومنع المس بمواطني إسرائيل».

وأشار إلى الغارات ومقتل قياديين في لجان المقاومة الشعبية، التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ هجمات إيلات، وقال إن «معظم منفذي الهجوم الخطير يوم الخميس الماضي، تم قتلهم في المكان وتمت تصفية قادة المنظمة المسؤولة عن الهجوم».
وأضاف أنه «خلال الأيام الأخيرة نفذّنا عشرات العمليات الهجومية فوق غزة»، مهددا من يطلق صواريخ في اتجاه إسرائيل بأنه «سيتم فصل رأسه عن جسده».
وقال إن «أي عملية مصرية في سيناء ستسهم في تحقيق الهدوء، مرحب بها». وأضاف أن «العلاقات مع مصر مهمة، ونحن نقدّر تمسك مصر باتفاقية السلام والاتفاقيات الدولية».

في المقابل، استيقظ الإسرائيليون والفلسطينيون، امس، في انتظار الإعلان عن تقارير تتحدث عن وقف إطلاق النار، إلا أنه لا يبدو أن أيا من الجانبين على استعداد ليكون أول من يعلن عن هدنة.
وقال ناطق عسكري في تل أبيب ان «فلسطينيين أطلقوا نحو 5 صواريخ على إسرائيل صباح اليوم (امس) وأن القوات الجوية الإسرائيلية شنت غارة واحدة على شمال قطاع غزة».
وظهرت اشاعات عن التوصل إلى هدنة مساء الأحد عندما قال المسؤول الرفيع المستوى في حركة «حماس» أحمد يوسف إن الفصائل المسلحة في قطاع غزة اتفقت على وقف إطلاق الصواريخ.
وقال إن «الفصائل تنتظر ردا إيجابيا من إسرائيل على العرض التي تم التوصل إليه بوساطة مصرية». وأوضح أن «التهدئة الجديدة قد تدخل حيز التنفيذ بحلول ليل الأحد على أقرب تقدير وفقا للرد الإسرائيلي».

وأعلن مسؤول في حكومة «حماس»، رافضا كشف هويته، مساء الاحد ان الفصائل الفلسطينية في القطاع توافقت على «تثبيت» التهدئة مع اسرائيل.
وقال: «هناك توافق فلسطيني على تثبيت التهدئة اعتبارا من الليلة (قبل الماضية) اذا لم تخرقها اسرائيل». ولفت الى انه من المتوقع الاعلان رسميا عن التهدئة الاثنين. الا انه اشار الى ان «شرطة حماس تلقت مساء الاحد تعليمات بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل».

وفي اطار هذه الاتصالات، زار الرئيس السابق لجهاز التخطيط في الجيش الاسرائيلي الجنرال الاحتياطي امير ايشيل القاهرة مع مسؤولين اسرائيليين آخرين.
واوضح المسؤول في «حماس» ان حركته طالبت «الجهاد الاسلامي» بوقف هجماتها بعد تبني هذه المجموعة اطلاق صاروخين على اسرائيل مساء الاحد.
وفي القاهرة، دانت الجامعة العربية الاحد، «العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة» وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الدولة العبرية لوقف قصفها للقطاع الذي اوقع 15 قتيلا ونحو 50 جريحا منذ الخميس الماضي.

وعبر مجلس الجامعة العربية في بيان صدر عقب اجتماع طارئ في مقر الجامعة عن ادانته «للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي اوقع العشرات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، خصوصا من المدنيين الاطفال والنساء العزل، واحدث دمارا هائلا في المنازل والممتلكات».
وطالب المجلس «المجتمع الدولي الضغط على سلطات الاحتلال لوقف فوري لهذا العدوان» كما «حملها المسؤولية القانونية والمادية الكاملة عما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسائية».
كما دان المجلس «العدوان الغاشم على القوات المصرية الذي أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى» وحمل اسرائيل «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء»، في اشارة الى مقتل 5 من رجال الشرطة المصرية على الحدود.

و«أكد المجلس القرار العربي لدعم التوجه الفلسطيني لتقديم طلب للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على خط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والحصول على العضوية الكاملة للانضمام إلى الأسرة الدولية».
في المقابل، انتقد مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى بيان الجامعة العربية. وقال طالبا عدم ذكر اسمه ان «الجامعة العربية، التي تدعو من حيث المبدا للسلام وتعارض الارهاب، رفضت بكل اسف ادانة هجوم ارهابي دام على مدنيين اسرائيليين ابرياء انطلاقا من اراضي دولة عضو في الجامعة».
من جانبه، حذّر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأحد، من التصعيد الإسرائيلي في غزة، مطالبا الأسرة الدولية بالعمل على حماية المدنيين العزل من «آلة البطش» العسكرية الإسرائيلية.
وندّد خلال اجتماعه مع قادة الأجهزة الأمنية بالاعتقالات الواسعة التي شنتها القوات الإسرائيلية في الخليل، معتبرا أنها «لن تثني شعبنا عن التمسك بحقوقه المشروعة التي كفلتها كل القوانين والشرائع الدولية».

ميدانيا، شهدت ساحات المسجد الأقصى وبواباته مواجهات بين مئات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي أغلقت المسجد على المعتكفين.
وقال مصدر مطلع إن «القوات الإسرائيلية، أغلقت فجرا باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة في القدس الشرقية، تزامنا مع إغلاق المسجد الأقصى على من فيه من المعتكفين». وأعلن أنه جرى خلال اثر طعن أحد ضباط الشرطة الاسرائيلية.

السابق
السفير: معـركة طرابلس لم تُحسـم … ومخاوف من الفلتـان الأمنـي الغرب يتجاهل تحفظات للمعارضة ويمدّد وصايته على ليبيا
التالي
ليبيا تدخل التاريخ من جديد