سلفيو صيدا يخرجون من عباءة الجماعة الإسلامية

خرج التيار الاسلامي السلفي في صيدا الى العلن ولم يعد اسير المساجد و«المصليات» المغلقة او بحاجة لرافعة اسلامية يغرف منها ويلتف بعباءتها السياسية، كما كان الوضع قبل عدة اشهر من خلال عباءة «الجماعة الاسلامية»، وذلك بعد ان اصبح له اتباعه ومريدوه.
وحتى الدروس والمحاضرات الدينية المتعلقة بشهر رمضان التي كانت تلقى على الاتباع والمريدين ضمن المسجد باتت الاماكن العامة وارصفة الشوارع تحتضنها حيث تلقى وسط الجمهور في الهواء الطلق.
وتؤكد مصادر مطلعة في صيدا ان ما يحصل في سوريا من احداث دامية و«مجازر دموية يرتكبها النظام هناك ضد الشعب السوري الاعزل» (وفق التسمية والتعريف الاسلامي) قد سرع في الخروج السياسي المدوي للتيار السلفي في عاصمة الجنوب صيدا الى العلن والى ساحات المدينة وتبني «الثورة الشعبية ضد النظام السوري» مع ما يعنيه هذا التبني في السياسة ومن صيدا بالذات». مع العلم ان هذا التيار كان يتنامى بسرعة في المدينة منذ زمن بعيد خاصة من خلال مسجد بلال بن رباح في عبرا وإمامه الشيخ احمد الاسير المعروف بطروحاته الدينية المتشددة .
تضيف المصادر ان الاعتصام الاول الذي نفذ قبل اسبوعين في ساحة الشهداء واختيار هذا المكان بالذات (تحتضن جثامين الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات اثناء الاجتياح الاسرائيلي لصيدا العام 1982) كان باكورة الانطلاقة للنشاط الديني السلفي في مقارعته الاحداث في سوريا، مرورا بالمسيرة الليلية للتيار قبل ايام التي انطلقت من مسجد بلال من رباح حتى «كوع الخروبي» في الهلالية شرقي صيدا وكان مسرحها الشارع العام، والتي تخللها إلقاء كلمة نارية من قبل امام المسجد الشيخ احمد الاسير ضد النظام السوري واركانه ..
ثم اختار التيار ساحة كورنيش البحر في صيدا مقابل المسجد العمري الكبير حيث القى الاسير محاضرة دينية قبل ايام، وصولا الى الاطلالة الشعبية الثالثة والتي كانت حاشدة صيداويا ومن خارج المدينة ايضا، والتي اراد من خلالها التيار الايحاء انه لا يعتصم من اجل مقارعة النظام في سوريا فقط.
وتؤكد المصادر ان جمهور هذا التيار السلفي في صيدا ليس محصورا في المدينة فحسب، بل له امتداداته المتشعبة في مخيم عين الحلوة ومعظم مخيمات منطقة صور اضافة لوجود هذا التيار وتناميه في منطقة اقليم الخروب.
هذا مع العلم ان البداية السياسية المتعلقة بمناهضة ما يحصل في سوريا كانت قبل اكثر من شهر ونصف الشهر من خلال الاجتماع الذي مهد لهذه التحركات في الشارع الصيداوي من خلال «اللقاء العلمائي» الذي انعقد في مسجد الامام الحسين في المدينة (تديره وتشرف عليه «الجماعة الاسلامية» في صيدا) والذي صدر عنه بيان شديد اللهجة ضد النظام في سوريا.
وتؤكد المصادر ان كل هذا يحصل في الشارع الصيداوي بغياب واضح لاي دور او نشاط سياسي او حتى إعلامي للقوى الوطنية والديموقراطية التاريخية في صيدا؟ وهنا يبرز التساؤل الابرز من قبل أنصار هذا الخط «إلى متى سيبقى دور القوى الوطنية غائبا عن مسرح الاحداث في صيدا؟».
يشير انصار هذا «الخط» الى ان التيار السلفي يبدو انه يحاول الحلول محل القوى الوطنية واخذ دورها وساحاتها. في المقابل، ينفي مصدر اسلامي في المدينة ذلك جملة وتفصيلا ويؤكد ان الساحة السياسية في صيدا ليست حكرا على طرف او اكثر ما دام الجميع تحت سقف القانو

السابق
سينغ: لا دليل على تهريب الأسلحة إلى جنوب الليطاني
التالي
سياسة جديدة