النهار: القذافي ثالث زعيم عربي تطيحه ثورة شعبية مصيره مجهول بعد سقوط طرابلس واعتقال سيف الاسلام

في 17 شباط، ولدت الثورة الليبية بعد نجاح تجربتي تونس ومصر وسقوط الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وفي 21 آب، بدا أنها بلغت ذروتها واقتربت من تحقيق هدفها بإسقاط نظام أحكم قبضته على البلاد أكثر من أربعة عقود. وبين التاريخين مرت أشهر طويلة من الجمود والكر والفر، غير أن ساعات قليلة كانت كافية ليحرز الثوار تقدماً كبيراً مفاجئاً حتى لهم، إذ عبروا أكثر من 30 كيلومتراً من خارج العاصمة الليبية إلى أبوابها، ثم إلى قلبها، إلى الساحة الخضراء، على مشارف باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي أوقف نجله سيف الإسلام كما أكد رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبدالجليل، وسلم نجله الآخر محمد نفسه، بينما يكتنف الغموض مصيره هو.
قبل ذلك، على وقع الموسيقى والزغاريد والتلويح بالعلم الملكي، دخل مئات المقاتلين المبتهجين طرابلس من جنزور، بوابتها الغربية دونما مقاومة، بعد قتال ضار بين فلول كتائب القذافي وخلايا ثوار الداخل الذين أطلقوا مساء السبت عملية "فجر عروس البحر".

وتحدثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية عن وصول الثوار إلى الساحة الخضراء، وبثت مشاهد لاحتفال ثوار ومواطنين ودوس صورة كبيرة للقذافي في مزران على مقربة من الساحة.
وحسم عبدالجليل تقارير تداولتها الفضائيات عن توقيف القذافي ونجليه سيف الإسلام والساعدي، مؤكداً فقط اعتقال سيف الإسلام ونقله إلى "مكان آمن تحت حراسة مشددة لحمايته تمهيداً لمحاكمة عادلة". وقال: "مستعدون لوقف النار في مقابل إعلان القذافي وأبنائه الرحيل، وسنوفر له ممرا آمنا لكي يرحل". وفي وقت لاحق، أكد أنباء استسلام محمد، النجل الأكبر للقذافي، وكذلك وحدات مكلفة الدفاع عن الزعيم الليبي.
ونفت وزارة الخارجية الجزائرية أنباء عن فرار الزعيم الليبي إلى الجزائر. وجاء في تقارير أن طائرتين من جنوب افريقيا حطتا في مطار طرابلس.
وكان "المجلس الوطني الانتقالي" عقد في بنغازي اجتماعات مستمرة لمواكبة التطورات المتسارعة في العاصمة ومحيطها، وقال العضو فيه عن طرابلس الصديق الكبير إن "معركة طرابلس حُسمت ولم يبق إلا القليل".

ونهاراً روى شهود أن الثوار داخل طرابلس الذي يشنون عمليتهم بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي، قطعوا الكثير من الطرق الرئيسية في المدينة، بعدما سيطروا على أحياء عدة بينها تاجوراء وسوق الجمعة، وكذلك على قاعدة معيتيقة الجوية في المدينة، وهي مركز أساسي لكتائب القذافي.
وفي المقابل، أفاد مصدر في الحكومة الليبية أن لدى النظام 65 ألف جندي "محترف". وقبيل منتصف الليل، تحدث الناطق الحكومي موسى ابرهيم عن مقتل 1300 شخص وإصابة خمسة آلاف في أقل من 12 ساعة في غارات لحلف شمال الأطلسي. واسترعى الانتباه أنه لم ينف الأنباء عن توقيف سيف الإسلام، داعياً إلى وقف فوري للنار وأن "يقودنا القذافي لتحقيق السلام"، مشيراً إلى استعداد القذافي لمفاوضات مباشرة مع عبدالجليل. أما التلفزيون الليبي الذي تقطع بثه، فعرض برامج مسجلة ولم ينقل صوراً مباشرة من الساحة الخضراء كما جرت العادة.
وفي رسالة هي الثانية في ساعات، الثالثة في أقل من 24 ساعة، دعا القذافي إلى الزحف على طرابلس "لحمايتها وتطهيرها من عملاء الاستعمار المندسين". وكان قال في رسالته الثانية: "سننتصر بإذن الله… أنا معكم في هذه المعركة".

وقالت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي اونا لونغيسكو إن "ما نراه الليلة هو نظام ينهار. وكلما اسرع القذافي بإدراك ان لا سبيل امامه للانتصار، كان ذلك أفضل للجميع. انتقال السلطة في ليبيا لابد وان يكون سلمياً وفورياً". وأضافت أن الحلف مستعد للعمل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وليبيا لا بد أن تبقى موحدة"، والحلف سيواصل مراقبة الوحدات العسكرية والمنشآت الرئيسية في ليبيا.
□ في واشنطن، كرر الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن أيام القذافي صارت معدودة، وأن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً عادلاً وديموقراطياً وسلمياً.
□ في لندن، جاء في بيان لرئاسة الوزراء البريطانية انه "من الواضح بعد المشاهد التي نتابعها في طرابلس ان النهاية قريبة بالنسبة إلى القذافي".

السابق
البناء: الأسد: أيّ عمل عسكري ضدّنا ستكون تداعياته أكبر ممّا يتحمّلون ولن نسمح لأيّ دولة في العالم بأن تتدخّل في قرارنا
التالي
نصائح روسية-إسرائيلية لسوريا