نكتة من طهران !

نكتة مضحكة، أن تقوم حكومة طهران بعرض خدماتها الأمنية على الحكومة البريطانية، وأنها تستطيع فرض الأمن والاستقرار في لندن!

بالطبع، سيكون بالقمع والترهيب، وبالرصاص الحي، كالذي استخدمه الباسيج في قمع ربيع طهران قبل عامين ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وقبل ذلك تظاهرة طلبة الجامعات أواخر التسعينات، والتي قُمعت بعنف، وقُتل فيها من قُتل من الطلبة، وهذا ينبئ أن الأمور في المستقبل القريب، لن تكون على ما يرام في إيران، فما حدث، ويحدث في الوطن العربي من ربيع أطاح بهامات الرؤساء الجبابرة، ليس بعيداً عن حدودها، ومهما حاولت من اتخاذ الحيطة والتدابير للحيلولة دون ذلك، فلن يكتب لها النجاح مادامت الديكتاتورية تحكم عاصمة الملالي، وتصدر أجندتها إلى دول الخليج العربية، وتحريضها المستمر لأذنابها وميليشياتها لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار، وبث الإشاعات المغرضة تارة، وتارة تصريحات تنذر بحرب ضروس، كالتصريح الأخير الذي أدلى به أحد صبيانها في الجنوب العراقي، وتهديده بغزو الكويت!

طهران لن تكون في مأمن من الربيع الشعبي، فلو نظرت عزيزي القارئ إلى الشأن الداخلي فستجد حياة بؤس وشقاء يعيشها المواطن الإيراني، في بلد يعتبر من كبار مصدري النفط والغاز في العالم، هذا عدا امتلاكه أنهارا وأراضي صالحة للزراعة، وغيرها من نعم لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك تجد الملايين من أبناء الشعب يهاجرون إلى الخارج بحثاً عن الرزق، وقبل ذلك البحث عن نسيم الحرية الذي أصبح معدوماً في إيران في ظل التسلط والقهر والحرمان الذي تفرضه الحكومة هناك!

طموحات حكومة الملالي ليس لها حدود، فقد فرضت واقعاً يعكس رغبتها في تحقيق أطماعها في المنطقة، كاحتلالها للعراق من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وإنشائها لميليشيات إرهابية بعد سقوط «البعث»، كفيلق بدر، وميليشيا التيار الصدري، وغيرها من عصابات مأجورة، وُجدت لتكون في خدمة المخططات الإيرانية، ومنها إثارة المشاكل، والقلاقل على الحدود الكويتية، والتي يبدو أنها بداية لمسلسل طويل لن ينتهي!

تنبأ الكثير من المراقبين، أن الربيع العربي مقبل بقوة إلى طهران، ربيع سيجلب معه دستورا يلغي الحكم الديني، ويجعل من الديموقراطية نبراساً يضيء طريق شعب عانى طويلاً من الاضطهاد، واستنزاف أمواله، وتشرد أبنائه في أصقاع الأرض، هرباً من جحيم ثورة الملالي، والتي يبدو أن العد التنازلي لأفولها قد بدأ!

السابق
النهار: عون يهدد لن نبقى في الحكومة بلا مشروع وأمشي بالنسبية في أي دائرة يريدون
التالي
اللواء: 35 قتيلاً ضحايا اللاذقية مدينة الأشباح ··· والدعوات تتجدَّد لتظاهرات في كل سوريا