النهار: نيويورك: القرار الاتهامي خلال ساعات والحريري ينتقد موقف طهران من المحكمة

قبل "ساعات" من نشر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005، استناداً الى ما أبلغه مصدر في الأمم المتحدة "النهار" أمس، بدأت ترتسم معالم مشهد داخلي – اقليمي بالغ التعقيد عبّرت عنه طهران بمهاجمتها المحكمة الخاصة بلبنان، فيما تدور تساؤلات عما سيطل به اليوم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته الملتفزة.
وقد ردّ الرئيس سعد الحريري على ما صدر عن طهران، فرأى فيه "نسخة طبق الأصل عن المواقف المكررة لحزب الله وأمينه العام وجزءاً لا يتجزأ من سياسة تعمل على تطويق المحكمة الدولية ومنع العدالة من تحقيق أهدافها". وأمل ألا يكون الموقف الايراني من المحكمة "قد وصل الى حدود المشاركة في استضافة المطلوبين الى العدالة الدولية".

نيويورك

في نيويورك (علي بردى)، أبلغ مصدر في الأمم المتحدة "النهار" أن المنظمة الدولية "أخذت علماً" من المحكمة الخاصة بلبنان بأنها ستنشر "في الساعات المقبلة" قرارات اتهام، ومقررات في شأن هذه القرارات، وتقويماً لرد حكومة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة في حق أربعة من المتهمين.
وأفاد المصدر المخول التحدث عن الموضوع طالباً عدم ذكر اسمه أن "الأمم المتحدة أخذت علماً من المحكمة بأنها ستصدر في الساعات المقبلة قرارات اتهام" صادرة عن المدعي العام دانيال بلمار في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. لكنه لم يؤكد ما إذا كانت ثمة قرارات اتهام جديدة قد يكون صادق عليها قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين في القضايا الأخرى التي تدخل ضمن تفويض المحكمة. وأضاف أن المحكمة ستصدر أيضاً ما سماه "مقررات في شأن قرارات الإتهام"، من غير أن يوضح طبيعة هذه "المقررات" أو فحواها.
كذلك قال إن رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي سينشر "تقويماً" خاصاً برد الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي على مذكرات التوقيف في حق المتهمين في قضية اغتيال الحريري، وهم سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وأسد حسن صبرا الذين يتهمهم المدعي العام بأنهم شاركوا في "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي" و"ارتكاب عمل ارهابي باستخدام مواد متفجرة" و"قتل رفيق الحريري عمداً باستخدام مواد متفجرة" و"قتل 21 شخصًا آخر إضافةً الى قتل رفيق الحريري عمدًا باستخدام مواد متفجرة" و"محاولة قتل 231 شخصًا إضافة الى قتل رفيق الحريري عمدًا باستخدام مواد متفجرة".
أما حسين حسن عنيسي، فوجهت اليه اتهامات بالمشاركة في "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي" و"التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة" و"التدخل في جريمة قتل رفيق الحريري عمدًا باستعمال مواد متفجرة" و"التدخل في جريمة قتل 21 شخصاً آخر إضافة الى قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة" و"التدخل في جريمة محاولة قتل 231 شخصاً إضافة الى قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة".
وأوردت المحكمة في موقعها على الإنترنت معلومات إضافية عن المتهمين.

الترابط

وفي بيروت، قال متابعون لعمل المحكمة إن ما يسمى "مقررات في شأن قرارات الاتهام" تعني التطور الأخير الذي ربط جرائم محاولتي اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام للحزب الشيوعي السابق جورج حاوي، وهو ما أبلغه وفد المحكمة أخيراً لحمادة والمر وعائلة حاوي.

ميقاتي

وعلمت "النهار" ان السلطات اللبنانية تلقت مساء أمس معلومات عن نشر القرار الاتهامي.
وصرح الرئيس ميقاتي بأن السلطات اللبنانية كانت تلاحق المطلوبين للمحكمة الدولية وحاولت القبض عليهم وهي قدمت تقريرا الى المحكمة الدولية، مشيرا الى ان على المحكمة الآن ان تقرر اذا كان ما قامت به الحكومة صحيحا أم لا وتاليا الخطوات التي يجب ان تقوم بها.
ورأى في حديث الى "نيوزويك" ينشر اليوم ان ما يحدث في سوريا شأن داخلي وأنه لم يتحدث مع الرئيس السوري بشار الاسد منذ فترة لانشغاله بالوضع الداخلي في بلاده. وأكد أنه يتخذ القرارات في الحكومة بطريقة مستقلة.
وسئل عن قول الامين العام لـ"حزب الله" انه لن يتم تسليم المطلوبين للمحكمة حتى بعد 300 سنة، فأجاب: "ان هذه وجهة نظر السيد نصرالله وله الحق في ان يقول ما يشاء".

لبنان – فلسطين

وتأتي تطورات المحكمة وقت انشغل لبنان بالزيارة الرسمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أسابيع من توجهه الى الامم المتحدة "لنيل الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، على حد تعبير عباس. أما رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فأبلغ رئيس السلطة الفلسطينية ان لبنان "سيواكب هذا الجهد الفلسطيني بغية انجاحه". وأضاف ان تولي لبنان رئاسة مجلس الامن خلال ايلول المقبل اضافة الى رئاسة قطر للدورة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة ستشكل دفعا لمسعى السلطة الفلسطينية للاعتراف بفلسطين.
وعلمت "النهار" من مصادر الوفد الفلسطيني ان الجهد منصب حاليا على تأمين تسعة أصوات في مجلس الامن مؤيدة لاعلان الدولة ولو اصطدم ذلك لاحقا بالفيتو الاميركي.
وفي مقابل التأييد اللبناني للدولة الفلسطينية، عبر الرئيس عباس في كلمته في افطار بقصر بعبدا عن تأييد حازم للسيادة اللبنانية، مؤكدا أنه "لا يوجد سلاح فلسطيني لحماية الفلسطينيين في لبنان" بل "نحن بحماية الشعب اللبناني رئيسا وحكومة وبرلمانا وشعبا (…)". وخرج عن النص المكتوب ثلاث مرات ليؤكد التزام الفلسطينيين السيادة اللبنانية.
ولاحظ مشاركون في الافطار غيابا كاملا لـ"حزب الله"، في حين ان السفير السوري علي عبد الكريم علي شارك في الافطار لكنه لم يشارك في التصفيق لكلمتي الرئيسين.
ولفت هؤلاء الى ان افتتاح سفارة فلسطين اليوم في بيروت يجعل سوريا البلد الوحيد الذي لم تنشأ سفارة لفلسطين على ارضه.

مجلس الوزراء

وينعقد مجلس الوزراء في جلسته العادية العاشرة والنصف قبل ظهر غد الخميس وعلى جدول أعماله 50 بندا، اضيف اليها بند خطة الكهرباء المقدم من وزارة الطاقة والمياه، والذي ينتظر ان تثير جدلا اضافيا بعد المواقف الاخيرة التي اعقبت طرحها في مجلس النواب، ومن ثم في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. وفي ما عدا خطة الكهرباء، يقتصر الجدول على بنود عادية أبرزها طلب وزير العدل تعيين عضوين لدى المجلس العدلي. وعلمت "النهار" ان المرشحين هما القاضي غسان رباح (عضو أصيل بدل القاضي نديم عبد الملك) والقاضي انطوني عيسى الخوري (عضو اضافي بدل القاضي نعمة لحود). وثمة بند آخر بارز هو طلب وزارة الخارجية والمغتربين ترفيع المستشارين في السلك الخارجي عصام مصطفى وجبرائيل جعارة الى الفئة الاولى.

السابق
البناء: اقتراح تمويل الكهرباء يُبَتّ في جلسة الحكومة غداً.. وترجيح إقراره في مجلس النواب الأسبوع المقبل
التالي
الانباء: المفتي قباني يستقبل وفداً من حزب الله لأول مرة منذ 6 سنوات اليوم