النهار: عون يهدد لن نبقى في الحكومة بلا مشروع وأمشي بالنسبية في أي دائرة يريدون

توقف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون عند موضوع توقيف أشخاص بتهمة تهريب سلاح من مارينا بيروت إلى سورية، وإطلاقهم لاحقاً، سائلاً: «لماذا أوقفوا في الشمال بينما ألقي القبض عليهم في السان جورج؟ وكيف أطلقوا كأن شيئاً لم يكن؟».

وتطرق في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل في الرابية أمس، إلى هروب موقوفين من سجن رومية، مشيراً إلى أن «منذ 18 آب (أغسطس) 2009 حتى 16 آب 2011 حصلت ست عمليات تهريب مساجين، خمس منها فيها عناصر من فتح الإسلام»، واعتبر أن «هذا التهريب المتمادي للمساجين من الموقع نفسه وبالأسلوب نفسه، عملية مخفورة ويجب ألا تكون مغفورة لأنها جريمة متعمدة ومحمية من السلطات التراتبية لا أعرف عند أي مستوى. والإهمال المتمادي من الرؤساء التراتبيين وصولاً إلى مديرية قوى الأمن الداخلي يعتبر شراكة في المسؤولية».

وأعلن أن «هذه المسؤولية بالتكرار متعمدة وتعني أن الرئيس غير كفوء ويجب إزاحته». وأكد أن المسؤولية تقع على «المسؤولين المباشرين وغير المباشرين في السلسلة العسكرية والذين بيدهم قرار التعيين والإقالة، وبهذا صارت المشكلة سياسية تتعلق بوزير الداخلية والسلطات الأخرى المعنية بتعيين المسؤولين الأمنيين لأن الموضوع وصل إلى درجة غير مقبولة من الإهمال والفلتان».

وتحدث عون عن موضوع الكهرباء، مؤكداً أن ما طرحه وزير الطاقة جبران باسيل «قانون طوارئ لإنقاذ شبكة الكهرباء الحالية من الانهيار والتعطيل الكامل، ولا علاقة له بمشروع التنمية الكهربائية، وفيها إنتاج قسم ومحطات نقل وتحويل وشبكة نقل»، وأمل من «من الذين لا يعرفون ألا يعلقوا على الموضوع. لسنا مستعدين لسماع العموميات من دون وجود سبب تقني يحول دون قبول الخطة. الخطة هي حل والمشكلة هم خلقوها».

ولفت إلى أن «قطاع الكهرباء يخسر 6 بلايين دولار في السنة. بليونان من الخزينة و4 من جيوب المواطنين كضريبة إضافية»، مؤكداً أن «هذه القضية ليست طائفية ولم تعمل حساسية إلا عند من يريدون قبض عمولة… يريدون كهرباء؟ هذا جزء من الخطة لتأهيل وإنتاج بعض الطاقة، كيلا يحصل الانهيار الكلي عام 2013».

وقال: «إلى زملائنا وأصدقائنا في الحكومة هذا الموضوع يعني الحكومة قبل المعارضة، وإذا أرادوا أن نكمل الطريق معاً، نحن أصحاب مشروع، دخلنا إلى الدولة ووعدنا الناس بعدم صرف الأموال من دون مراقبة، نريد المراقبة. وإذا قالوا خذها بالتراضي فإنني أرفض».

وأضاف: «نحن نعمل لنخدم وطننا. وإذا أرادوا أن نبقى معهم (في الحكومة) أهلاً وسهلاً، لكن من دون مشروع لن نبقى في الحكومة. هذا ليس تهديداً بأن نخرب الدنيا، ولا ليستغنوا عنا. لا تزال هناك قضايا ملتزمون بها. قضايا المقاومة والقضايا السياسية، وهي خيارات متفقون عليها مع من نحن متفقون معهم. لن نحترق بالزيت المحروق لسنترالات الكهرباء التي لا تعمل الآن ولا يمكن أن تنقذ الشعب اللبناني من الورطة التي هو فيها. نحن نريد بليوناً و200 مليون على أربع سنوات ليصرفوا بمشاريع لإنقاذ شركة الكهرباء».

وأكد عون أن «الفلتان في قوى الأمن لا يمكن أن يصحح بالأشخاص الموجودين حالياً لأن التورط كبير وهناك ترهل بالقيادات، نريد أن نجدد النشاط بشباب جدد. لا يمكن أن يستقيم الوضع بالجيل الأول، يجب أن نأتي بالجيل الثاني ليستلم المراكز القيادية، ويفيدهم الكبار في تجربتهم».

ورداً على سؤال، قال عون إن «الحكومة من عشرين لوناً، وليست من لون واحد، وظهرت الألوان فيها». وانتقد التسرع في الاستنتاج في ما خص حادثة انطلياس، وقال: «عندما ينتهي التحقيق نصل إلى الاحتمال الأرجح». ونفى حصول لقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وباسيل.

كما علّق على حديث رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط عن النسبية، وقال: «جنبلاط كان دائماً يعايرنا ويقول إن المسيحيين لا يريدون النسبية. وبناء عليه قلت إن هناك إجماعاً حولها وإنني أقبل بالنسبية. أنا ماشي بالنسبية بأي دائرة يريدون. لكن ظهر أن جنبلاط لا يريدها». وأضاف: «الطائفية هل يريد أن نلغيها؟ إذا أراد ذلك، فيجب أن نقوم بأمور مختلطة. النسبية تعمل لوائح كبيرة ومختلطة، ويصير العمل عى أساس برنامج سياسي وأكثرية وأقلية وتتنظم الحياة السياسية، وإذا لا يريدون ذلك، فكيف سيلغون الطائفية السياسية؟ إذا لا يريدون تدبيراً سياسياً وتربوياً لإلغائها ولا يريدون أن نطبق الكفاءة، على ماذا سنلغي الطائفية؟ هناك فرق بين الخطاب وبين صدقيته».

السابق
جنرال الإصلاح ورئاسة الجمهورية!
التالي
نكتة من طهران !