البناء: اقتراح تمويل الكهرباء يُبَتّ في جلسة الحكومة غداً.. وترجيح إقراره في مجلس النواب الأسبوع المقبل

وسط الأجواء المشحونة التي تعيشها المنطقة نتيجة التدخل الأميركي ـ الغربي في شؤون الدول العربية ولا سيما على خلفية ما يحصل من توترات في بعض الساحات العربية، يصر فريق "14 آذار" بقيادة "تيار المستقبل" على دفع الوضع اللبناني نحو مزيد من التوترات والشحن السياسي وحتى الطائفي والمذهبي، مبرراً لنفسه استخدام كل الأساليب غير الديمقراطية من أجل مصالحه الفئوية والخاصة، في وقت تسعى الحكومة ومعها قوى الأكثرية الجديدة الى معالجة ما تراكم من أزمات من عهود حكومات السنيورة وسعد الحريري على المستويات المختلفة من مالية واقتصادية ومعيشية وإنمائية، وفي مقدمها ترك أزمة الكهرباء تتفاقم طيلة السنوات الماضية من دون اتخاذ أي خطوة جدية لمعالجتها.

وتؤكد معطيات الأيام الماضية أن "تيار المستقبل" وحلفاءه ما زالوا يراهنون على حصول متغيرات في المنطقة بدءاً من الرهان على الضغط الأميركي والغربي على سورية، إلى الرهان على المحكمة للتصويب على سلاح المقاومة، بينما تظهر كل وقائع السنوات الخمس الماضية أن تيار المستقبل يتعاطى مع شؤون الدولة وإدارتها من منطق ميليشياوي حتى ولو حاول رفع هذه التهمة عنه من خلال "جوقة" الردود التي صدرت أمس رداً على ما كان قد أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لجهة اتهامه "تيار المستقبل" بأنه يتعامل بطريقة ميليشياوية.

أزمة الكهرباء تنشط الحكومة
وسط هذه الأجواء يعود مجلس النواب الى الانعقاد في جلسة عامة اليوم لاستكمال بحث وإقرار عدد من مشاريع القوانين، في وقت استبعدت مصادر نيابية بارزة أن تبحث الجلسة اليوم في اقتراح القانون المتعلق بتمويل خطة معالجة أزمة الكهرباء بانتظار بت الحكومة الاقتراح الذي تقدم به وزير الطاقة جبران باسيل.

وقالت المصادر النيابية مساء أمس لـ"البناء" إن المجلس النيابي ينتظر أن تحيل الحكومة الاقتراح إليه لبحثه وإقراره. وقالت إن الأهم في اقتراح القانون هو أن تتحمل الحكومة المسؤولية عن معالجة أزمة الكهرباء، لأن من شأن ذلك إسقاط معارضة البعض للاقتراح وهذا سيؤدي إلى فتح الطريق لإقراره في جلسة لاحقة لمجلس النواب.

وفي الإطار ذاته، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية قبل ظهر غد في السراي الحكومي لبحث جدول الأعمال المتضمن أموراً عدة أبرزها موضوع الكهرباء الذي جرى تأجيل بته من الجلسة السابقة. كذلك استبعدت مصادر وزارية أن تبت جلسة مجلس النواب هذا الموضوع اليوم، بل إنه سيرحل إلى جلسة الأسبوع المقبل إفساحاً في المجال أمام مجلس الوزراء لدرسه ووضع الملاحظات عليه قبل رفعه إلى مجلس النواب.

كما علم أن هناك اتجاهاً لتمرير بعض التعيينات في جلسة مجلس الوزراء يوم غد بينها تعيين أحمد ذياب مديراً عاماً للتعليم المهني.

معلومات "البناء"
تسوية كهربائية
وفي معلومات خاصة لـ"البناء" أن تسوية جرى التوصل إليها مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل تقضي بإضافة فقرة على مشروع إنتاج 700 ميغاوات لا تمس بجوهر المشروع وتسحب ذريعة معارضته من فريق المعارضة وبخاصة فريق "14 آذار" بحيث يجري إقراره في مجلس النواب الأسبوع المقبل.

وكان للحزب السوري القومي الاجتماعي على لسان عميد الاقتصاد قيصر عبيد موقف من هذا الموضوع رأى فيه أن موضوع الكهرباء ملح ولم يعد يحتمل أي تأجيل أو تسويف داعياً جميع القوى اللبنانية الى أن تتحمل مسؤولياتها وتلتزم معادلة تحييد السياسة عن الاقتصاد، ومشدداً (على أن كل إنجاز تحققه الحكومة الحالية من شأنه أن يكشف تقصير وعجز وفئوية الحكومات السابقة، كما يكشف العيوب والهدر والصفقات التي حفلت بها السنوات السابقة".

عون
وفي هذا السياق، أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون بعد ترؤسه اجتماع التكتل أمس أن "خطة الكهرباء التي تقدم بها ضمن اقتراح قانون في مجلس النواب هي قانون طوارئ لإنقاذ شبكة الكهرباء من الانهيار الكامل"، متمنياً على "الذين لا يعرفون عن الموضوع ألا يتحدثوا عنه"، ومشيراً إلى أنه "لا يمكن تضليل الرأي العام بآراء مرتكزة على جهل بالموضوع".
وأكد أنه "بدون مشروع لن نبقى في الحكومة، ومسألة المقاومة والقضايا السياسية متفقون عليها، لكن لن نحترق بالزيت المحروق لسنترالات الكهرباء المحروقة".

وسأل عون عن "كيفية إطلاق سراح الموقوفين بتهمة تهريب السلاح إلى سورية، وعن تهريب المساجين"؟ مذكراً أنه "منذ 13 آب 2009 إلى آب 2011 حصلت عدة محاولات لتهريب مساجين وعلى الأخص تهريب سجناء ينتمون إلى تنظيم فتح الإسلام"؟

ورأى أنه "لا يمكن أن يُصحح الفلتان في قوى الأمن بالأشخاص الموجودين حالياً، خصوصاً أن الترهل حاصل على مستوى القيادات".
طهران: المحكمة مسيّسة ولا قيمة لها
إلى ذلك، وفي سياق آخر، كان لافتاً الموقف الذي صدر عن إيران أمس عبر الناطق باسم الخارجية حول المحكمة الدولية وتأكيدها أنها لأهداف سياسية ولا قيمة حقوقية لها، وهذا الموقف قد يكون الأوضح والأقوى حول المحكمة الذي يصدر عن القيادة الإيرانية بعد أن تأكد الاستخدام السياسي للمحكمة من قبل واشنطن وحلفائها.

فقد رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن "المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحركها أهداف سياسية ولا قيمة لها حقوقياً"، مشيراً إلى أن الموقف الإيراني واضح في هذا الصدد.
الحريري يفسر "الماء بالماء"!

وقد رد رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على موقف الخارجية الإيرانية مكرراً مواقفه السابقة التي تؤكد رهاناته على الاستخدام السياسي للمحكمة، محاولاً تصوير موقف إيران على أنه يمثل موقف حزب الله.
ورأى الحريري في رده أن الموقف الصادر عن الخارجية الإيرانية هو نسخة طبق الأصل من المواقف المكررة لحزب الله وأمينه العام وجزء لا يتجزأ من سياسة تعمل على تطويق المحكمة الدولية ومنع العدالة من تحقيق أهدافها".

واعتبر "أن إيران تتصرف على وقع ما يوجه إليها من اتهامات سياسية وإعلامية ومن مسؤوليتها عن تغطية جرائم الاغتيال، وهو تصرف لا يعبر عن أي حكمة أو مسؤولية في مقاربة هذا الموضوع".
… وكتلة المستقبل توتر الأجواء
كذلك اندفعت كتلة "المستقبل" ومعها تصريحات لعدد من أعضائها نحو توتير الأجواء السياسية من خلال الرد الضعيف على الاتهامات التي وجهها إليها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واتهامه لها بأنها تتصرف تصرفاً ميليشياوياً.

ورأت الكتلة أن كلام الشيخ قاسم "ليس إلا محاولة فاشلة وبائسة لاتهام الآخرين بما هو فيه". كما حاولت الكتلة إعطاء توضيحات غير صحيحة لانفجار انطلياس، ولم تنس الإشادة بما تقوم به المحكمة الدولية بشأن ما وصفته كشف "الترابط بين اغتيال الحريري وكل من محاولة اغتيال الياس المر ومروان حماده واغتيال جورج حاوي".

كما لوحظ أن بعض نواب "المستقبل" بدءاً من النائب عمار حوري الذي انبرى أمس لإطلاق الاتهامات ضد حزب الله، بينما اندفع النائب محمد كبارة الى الكشف عن حقده ضد سورية ودورها العروبي والقومي.
زيارة عباس إلى بيروت
في هذا الوقت، بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة للبنان عصر أمس تستمر لعدة أيام استهلها بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عصر أمس في بعبدا وحفل إفطار أقامه رئيس الجمهورية على شرفة في القصر الجمهوري.

وتندرج زيارة الرئيس الفلسطيني إلى بيروت في إطار الجهود والمساعي التي تقوم بها السلطة الفلسطينية برئاسة عباس لتأمين اجماع دولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد منتصف الشهر المقبل في نيويورك خصوصاً أن لبنان سيترأس مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل كعضو غير دائم في مجلس الأمن.
وشكلت زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان مناسبة أيضاً لقيام عباس اليوم بافتتاح سفارة فلسطين في بيروت.
وقد شدد عباس خلال حفل الإفطار في قصر بعبدا على أن وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان موقت ووجودهم يخضع للقانون اللبناني، لافتاً إلى أن حصولهم على الحقوق المدنية والاجتماعية للعيش بكرامة لا يعني التوطين، مجدداً رفض مبدأ التوطين رفضاً قاطعاً، مطالباً بضمان حق العودة لكل الفلسطينيين، موضحاً أن "لا أحد يفكر بالتوطين لأننا نعرف ماذا تعني هذه الكلمة والفلسطينيون ضيوف موقتون ملتزمون بالقانون".

وأكد عباس أنه "لا يوجد سلاح فلسطيني لحماية الفلسطينيين" في لبنان، معلناً "أننا لسنا بحاجة إلى كل الأسلحة ولا نريدها ونحن بحماية الشعب اللبناني رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً ونؤمن أن لبنان أرض واحدة له سيادته على كل أراضيه".
من جهته، أكد الرئيس سليمان "التزام لبنان قضية الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة واستعداده لوضع إمكانياته في خدمتها"، مشيراً إلى أنه "يبقى أن نولي اهتماماً إضافياً لموضوع اللاجئين الفلسطينيين ونسعى إلى تحسين وصوغ العلاقات الثنائية".

ولفت سليمان إلى أن "سيادة لبنان لا تكون كاملة إلا بتعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، مؤكداً السعي الى إلزام "إسرائيل" بتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع "اليونيفيل" واسترجاع أرضنا المحتلة بكل الوسائل الممكنة.
ومن بعبدا انتقل عباس إلى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري وعرض معه الأوضاع العامة عموماً والوضع الفلسطيني خصوصاً.

عودة الحياة الطبيعية إلى اللاذقية
على صعيد آخر، بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى بعض المناطق السورية التي كانت قد شهدت قيام المجموعات الإرهابية المسلحة باعتداءات على المواطنين والقوى الأمنية ما اضطر الجيش السوري للتدخل وحسم الأمور خاصة في اللاذقية.

وأفاد مصدر سوري مسؤول لمراسل سانا في اللاذقية أن قوات حفظ النظام مستمرة في إزالة الحواجز والمتاريس التي أقامتها المجموعات الإرهابية المسلحة عند مفارق الطرق والأزقة في حي الرمل الجنوبي في المدينة.
وأشار المصدر إلى أن هذه القوات اعتقلت عدداً من المسلحين وفككت عبوات ناسفة وألغاماً زرعتها تلك المجموعات الإرهابية المسلحة في شوارع الحي، مضيفاً أن بعض المسلحين هربوا من الحي المذكور إلى بعض الأحياء المجاورة وأطلقوا النار وفجروا أصابع ديناميت، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات وترهيب المواطنين في تلك الأحياء.

وأوضح المصدر أن قوات حفظ النظام تتعقب حالياً هؤلاء المسلحين في تلك الأحياء من أجل إعادة الهدوء والأمان إليها.

… وفي دير الزور
كذلك أعلن مصدر عسكري سوري مسؤول في تصريح لوكالة "سانا" بأن وحدات الجيش بدأت بالخروج من مدينة دير الزور والعودة إلى ثكناتها بعد أن استكملت مهمتها في تخليص المدينة من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين وعاثت تخريباً بالممتلكات العامة والخاصة، وأشارت الوكالة إلى أن "الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى شوارع المدينة فيما تعمل السلطات المحلية على ترميم وإصلاح المؤسسات والمديريات التي تعرضت للتخريب على يد المجموعات الإرهابية".
ونفى المصدر العسكري ما تناقلته بعض القنوات الفضائية "التحريضية" حول قيام زورق بحري بقصف حي الرمل الجنوبي في اللاذقية مؤكداً أن "الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلاً". وأكد المصدر أن "الزوارق البحرية تمارس واجبها الروتيني المتمثل بحماية السواحل ومنع تهريب السلاح إلى القطر عبر البحر كما حصل في مناطق أخرى".

إيران تندد بالتدخل الخارجي
في المواقف، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن "الأحداث في سورية "شأن داخلي" منتقداً أي تدخل غربي وخصوصاً أميركا". وأوضح مهمانبرست أن "الأحداث في سورية شأن داخلي، ولا يمكن تبرير أي تدخل خارجي ولا يمكن إلا أن يؤدي إلى مشاكل كثيرة"، أن المسؤولين الغربيين، ولا سيما الأميركيين منهم، معتادون التدخل في الشؤون الداخلية للدول ويستخدمون أي ذريعة لإرسال قواتهم العسكرية واحتلالها"، معتبراً أن "التدخل الأميركي لن يؤدي إلا إلى مضاعفة "كراهية شعوب المنطقة" للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" هي الرابح الوحيد من توتر الأوضاع هناك.
ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن "وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي تحدث مع نظيره التركي محمد داوود أوغلو هاتفياً في حوار تناول أوضاع المنطقة وآخر التطورات على الساحة السورية".

كما أوضح الوزير التركي في بيان صادر عن المركز الإعلامي لوزارة الخارجية التركية أن "أوغلو أجرى مكالمة هاتفية مع كل من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والأردني ناصر جودة"، موضحاً أن "المباحثات تركزت حول الأوضاع في سورية خاصة والتطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط عامة".

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اندرياس بيشكه إنه "نظراً إلى استمرار العنف ضد منتقدي الحكومة في سورية، استدعت الوزارة السفير السوري"، وأشار إلى أن "بلداناً أوروبية أخرى ستقوم باستدعاء السفراء السوريين المعتمدين لديها للغرض ذاته، من دون أن يسميها".
وفي موقف مستهجن وغير مبرر انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ما وصفه بعمليات إطلاق النار ضد مخيم الرمل بالقرب من اللاذقية وادعى أن السلطات السورية ترفض اطلاع الأونروا على أوضاع المخيم.

السابق
الاخبار: دير شبيغل 2.. إيران وسوريا متورطتان في اغتيال الحريري
التالي
النهار: نيويورك: القرار الاتهامي خلال ساعات والحريري ينتقد موقف طهران من المحكمة