نسيب لحود:ملتزمون المحكمة الدولية و1701 و”الربيع العربي”

ترأس رئيس حركة التجّدد الديموقراطي نسيب لحوّد الجلسة الاسبوعية الاولى للجنة التنفيذية لحركة التجدّد الديموقراطي بعد عودته من الخارج والتي عقدت بحضور نائبي رئيس الحركة النائبين السابقين مصباح الاحدب وكميل زيادة والاعضاء. ظهر اليوم في مقر الحركة في سنّ الفيل.
والقى النائب السابق نسيب لحوّد كلمة قال فيها :
أرحب بالجميع، خصوصا بوسائل الاعلام، واقول اشتقت لكم، والى لبنان وجميع اللبنانيين، واعدكم انه سيكون لي مواعيد متجددة مع الاعلام، وبشكل متدرج بالتوازي مع استعادة عافيتي الكاملة.
اسمحوا لي اليوم ان اعبر عن سروري وسعادتي لسببين:
السبب الأول- لأنني عدت الى بلدي الحبيب لبنان بعد فترة العلاج الطويلة التي امضيتها في فرنسا؛
السبب الثاني- لانني اعود الى استئناف نشاطي في حركة التجدد، وهي الاطار الذي اخترناه انا ورفاقي في الحركة منذ 10 سنوات لنعبّر من خلاله عن رؤيتنا السياسية وننتقل خطوة اضافية نحو العمل السياسي الجماعي والمنظم والديموقراطي.

أود ان أشير هنا ان هذا ليس بالامر السهل في لبنان، وذلك في ظل حقيقتين:
اولا- الطبيعة التعددية للمجتمع اللبناني (التي نحن حريصون عليها انما متمسكون بضرورة نشوء حركات واحزاب سياسية تعددية من حيث الانتماء الطائفي والمناطقي)؛
ثانيا- النفوذ الخارجي القوي في الساحة اللبنانية والذي يجعل العديد من الاحزاب والتجارب الحزبية امتدادات لللاستراتيجيات الخارجية.
لكن نحن مصممون على السير في هذا النهج التعددي والاستقلالي رغم صعوبته وعثراته، لانه من دون احزاب حديثة ومتعددة الطوائف ومستقلة عن النفوذ الخارجي لن يكون هناك لبنان حديث ومستقل.

على صعيد حركة التجدد ايضا، لقد راهنا في السنوات الأخيرة على عنصر الشباب وأطلقنا قطاع الشباب في الحركة، ونحن نفتخر اليوم بعدد كبير من الشباب يعكس التعددية التي تتميز بها الحركة وقد أثبتوا وجودهم في الجامعات والمبادرات الاصلاحية وعلاقات التعاون مع العديد من الهيئات والأحزاب. ونحن ملتزمون في استمرار تطوير هذا القطاع وتوسيعه.

اما بالنسبة الى العلاقة مع الاطراف الاخرى في لبنان، نحن خضنا في السنوات الاخيرة تجارب غنية جدا في التعاون مع اطراف اخرى والانخراط في تحالفات واصطفافات، فيها العديد من العبر والدروس المفيدة لنا وللآخرين، لكن نحن في هذه اللحظة حركة مستقلة نقيم علاقات تعاون وتفاعل جيدة جدا مع العديد من الاطراف ولكن لسنا جزء من اي جبهة قائمة.

لكن هذا لا يعني اننا على الحياد من التحديات المطروحة.
– ففي لبنان، نحن ملتزمون قضايا الحداثة والاصلاح وتطوير النظام الديموقراطي والحريات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الانسان وانصاف المرأة على كل المستويات وحماية البيئة.
– على الصعيد العربي، نحن ملتزمون القضايا نفسها، وفي طليعتها حق الانسان العربي في الحرية والكرامة الانسانية (خصوصا لدى جارتنا الاقرب: سوريا) وضرورة انجاح "الربيع العربي" والانتقال السلمي نحو الديموقراطية. طبعا نحن ملتزمون دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حق اقامة الدولة المستقلة (وبالمناسبة نرحب بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان والتي نريدها مناسبة للتعبير عن الاجماع اللبناني في دعم حق قيام الدولة الفلسطينية وتأكيد حق العودة للشعب الفلسطيني). لكن نحن ملتزمون بالدرجة الاولى عدم التدخل في شؤون الآخرين، أي نتضامن مع الشعوب الاخرى في قضاياها المحقة لكن لا نحل محلها ولا هي تحل محلنا في ادارة شؤوننا.
– وبالعودة الى لبنان، الاولوية المطلقة في هذه المرحلة هي الدفاع عن الدولة ومنع تفككها في ظل الاستقطاب والانقسام العامودي الخطير الحاصل. الدولة هي ملاذ اللبنانيين ويجب ان تكون الاطار الناظم الوحيد، للدفاع عن لبنان، ولتنظيم صيغة الحكم فيه. ان أي توجه آخر، اي مقاسمة الدولة هذه الصلاحيات والوظائف، اثبت فشله.
– ولحماية الدولة وانقاذ ما تبقى منها، هناك قضايا انتقالية على درجة كبيرة من الاهمية نحن في حركة التجدد سندافع عنها، مثل قضية المحكمة الدولية لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة ووضع حد للجريمة السياسية والافلات من العقاب؛ كذلك استكمال تنفيذ القرار 1701 لمنع تكرار اي عدوان اسرائيلي ولمنع تحول لبنان الى ساحة نزاع اقليمي. نحن في حركة التجدد نقف بكل وضوح الى جانب هاتين القضيتين نظرا لاهميتهما المحورية.

هذه باختصار رؤيتنا للمرحلة الحالية في لبنان وللمرحلة المقبلة. حركة التجدد سعت الى التعبير عن هذه الاولويات في الآونة الاخيرة وسنحاول ان نكون اكثر وضوحا في التعبير عنها في المرحلة المقبلة. بالطبع، سنحاول ايضا ان نكون اكثر فاعلية، بدء باقامة ورشة داخلية لتطوير وتوسيع وسائل عمل حركة التجدد بعد عشر سنوات على انشائها.

السابق
الادعاء على مجهولين بجرم تجهيز وتفجير عبوة انطلياس
التالي
السفير: سوريا انسحابات من المدن … واجتماع طارئ للحزب