حماس تحاول سرقة العرض

 الاحساس الغريزي الفوري يقول ان من سرب لصحيفة "الحياة" مجرد وجود الاتصالات لتحرير شليت، يسعى الى عرقلتها. فالنشر يستدعي ضغوطا وكدا، ويبعد امكانية تخفيف حدة المواقف سرا. من الان تعرف كل المجموعات ذات المصلحة بان عليها ان تعمل: اللوبي من أجل شليت ومعارضو التحرير من هنا، وعائلات السجناء من هناك.
ولكن في نظرة أعمق، يحتمل أن يكون هذا النشر مبادر اليه بالذات. ممن؟ سؤال جيد يبقى في هذه اللحظة بلا جواب، ولكن لكل واحد من العناصر التي يتشكل منها مثلث اتصالات شليت ويدير الان محادثات المعركة في القاهرة يمكن أن تكون ظاهرا مصلحة ممتازة للنشر.
حماس، التي تجد صعوبة في جلب بشرى لغزة، ترى الهالة تسقط في صالح الخصم المرير ابو مازن، الذي يطلب الدعم في عواصم العالم لمشروعه للدولة الفلسطينية. في غزة يخشون من أن تهدد مثل هذه الخطوة "معقلهم" – دولة الاخوان المسلمين في القطاع – ولكنهم يجدون صعوبة في الوقوف ضدها علنا. فما العمل؟ يبحثون عن السبيل لسرقة العرض.
اسرائيل هي الاخرى توجد في ورطة. الالتزام بشليت واضح، وبالمقابل الثمن الباهظ والنتائج المحتملة لذلك بدم المواطنين. في كل الاحوال، الجمود ليس حلا، وللحكومة توجد مصلحة لاظهار النشاط في مسألة عامة مشحونة جدا (سيكون هناك من يدعي بانه على خلفية احتجاج الخيام سيبحث نتنياهو عن احبولة تمنحه تأييد الجماهير). اما الضلع الثالث، مصر، فتريد أن تثبت للجميع بانها لا تزال قوة عظمى اقليمية حتى بعد عصر مبارك. نجاحها في اجلاس اسرائيل وحماس على طاولة واحدة، وبالتوازي الحملة الواسعة التي تخوضها في شمالي سيناء، يرميان الى الاشارة الى أنه يوجد رب بيت في القاهرة.
هل سيؤدي كل هذا الى اتفاق؟ مشكوك جدا. المسافة بين الطرفين واسعة، حماس ليست ناضجة حقا لحلول وسط ذات مغزى، علامة استفهام كبيرة اذا كانت اسرائيل تريد أن تعزز قوتها بالذات في ايلول القاتم على أي حال. والمصريون ايضا، مع كل ارادتهم الطيبة، توجد لهم مواضيع اهتمام اكثر اشتعالا من جندي اسرائيلي اسير.
ومع ذلك، يوجد في التقرير بشرى: اسرائيل وحماس تتحدثان. فبعد فترة جفاف طويلة جدا، خير أنه توجد اتصالات. يحتمل أنه مثلما في الجولة الاولى قبل بضعة اشهر، هذه المرة ايضا سيعود دافيد ميدان الى القدس دون نتائج، ولكن بعد خمس سنوات وشهرين، فان مجرد وجود مسار القدس – القاهرة – غزة هو نوع من النور في النفق المظلم الذي في نهايته يجلس جلعاد شليت. 

السابق
العودة الى مباي
التالي
الساحة التالية – العراق