سوريا.. اسحبوا السفراء وجمدوا العضوية

يجب ألا يكتفي العرب بالمواقف التي اتخذوها تجاه وحشية نظام بشار الأسد بسوريا، بل المفترض أن يكون الموقف العربي متصاعدا وفقا للتصعيد، والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين العزل.
فوحشية نظام الأسد فاقت كل معقول، أو مقبول، حيث يواصل الأسد عملياته العسكرية ضد السوريين وكل مدنهم، فيوم أمس وحده قتل النظام قرابة 30 مدنيا على الأقل، وحتى كتابة المقال، بينهم 26 بمدينة اللاذقية الساحلية التي تحولت إلى هدف لعملية عسكرية واسعة استخدم فيها النظام الزوارق الحربية التي قصفت بعض أحياء المدينة، فما الذي ينتظره العرب بعد كل هذا؟

المفروض اليوم أن يتحرك العرب، كل العرب، وتحديدا الدول القادرة، لاتخاذ عدة خطوات منها سحب السفراء العرب من دمشق، وتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وقد يقول البعض إن العرب قد ينقسمون حول ذلك، وهذا أمر لا بأس به، فمن المهم أن تعرف الشعوب العربية اليوم من الذي يقف مع وحشية الأسد، ومن الذي يقف ضدها من العرب. المفروض اليوم أن يلتئم مجلس الجامعة العربية، المتهالكة أصلا، لتكون الحالة السورية التجربة الأخيرة قبل المطالبة بحل هذه الجامعة والبحث عن صيغة أخرى تستطيع مواكبة الواقع العربي، فيجب أن تجتمع الجامعة وتصوت على سحب السفراء العرب من دمشق، وتعليق عضوية سوريا، على أن يكون التصويت على الهواء مباشرة أمام السوريين والشعوب العربية، ليتحمل الجميع مسؤوليته، بدلا من أن يكون العمل خلف الأبواب المغلقة، ثم يحاول البعض التجمل أمام الرأي العام العربي، أو يحاول بث الإساءات عبر الإعلام.

فجميعنا رأينا كيف اتخذت السعودية موقفا أخلاقيا ومسؤولا عندما وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز خطابه التاريخي عن سوريا، والذي مثل نقطة تحول بالتعامل مع الأزمة السورية، حيث بات الغرب متحركا أكثر لمحاصرة نظام الأسد، لكن لا بد من تحرك عربي أيضا اليوم، وقد يكون من المجدي أن تتحرك السعودية نفسها لدعوة العرب إلى اتخاذ موقف مسؤول تجاه سوريا، أو تنفضح مواقفهم، أي بعض العرب، وذلك من خلال دعوة الجامعة العربية للانعقاد على مستوى وزراء الخارجية والتصويت على سحب السفراء العرب من دمشق وتجميد عضوية سوريا، خصوصا أن العرب قد جمدوا عضوية ليبيا لمعاقبة القذافي، فلماذا لا يفعلها العرب مع الأسد الذي فاق وحشية القذافي؟ بل ولماذا يستبعد الخيار العسكري لإنقاذ السوريين العزل؟

الإشكالية التي لم يتنبه لها العرب أنهم باتوا في مأزق أخلاقي، فعندما وقعت حرب لبنان صيف 2006 هب العرب لإقناع المجتمع الدولي بضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي، وتم إيقاف الحرب في فترة وجيزة، بينما يواصل نظام الأسد ضرب السوريين ومدنهم برا وبحرا وجوا طوال خمسة أشهر وأكثر دون أن يوقفه أحد!

وعليه، فقبل أن يطالب العرب الغرب، أو الأتراك، بالتدخل وإيقاف الحرب الأسدية على السوريين، أو مطالبة الأسد بالرحيل، فعلى العرب أنفسهم سحب سفرائهم من دمشق، وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وذلك أضعف الإيمان.

السابق
الشرق الاوسط: قوات الأسد تهاجم اللاذقية برا وبحرا.. والمظاهرات تتواصل
التالي
حزب الله يطور قدراته الردعية..إطلاق الصواريخ وإخفاؤها خلال أقل من 60 ثانية