الجمهورية: غول يحذّر الأسد من فوات الآوان وكلينتون لوقف العلاقات التجارية والعسكرية مع سوري

واصلت الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد زخمها الاقليمي والدولي، في وقت طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دول العالم بوقف علاقاتها التجارية مع سوريا، بالتزامن مع تحذير الرئيس التركي عبد الله غول نظيره السوري الا يتناسى تطبيق الاصلاحات "قبل فوات الأوان".

وحثت كلينتون مورّدي الاسلحة وتجار النفط على قطع العلاقات مع سوريا، قائلة في مؤتمر صحافي مع نظيرها النروجي يوناس غار ستوري: "ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري، والتي لا تزال ترسل الأسلحة الى الاسد، الى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح".

وجددت كلينتون إنّ "الأسد فقد شرعيته لقيادة البلاد، ومن الواضح أنّ سوريا ستكون افضل من دونه"، إلا انّها لم تدعوه صراحة الى التنحي.

وليس بعيدا من سوريا، حذّر الرئيس غول نظيره السوري من إهمال الإصلاحات، ذلك في خطاب وجهه إليه عبر وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو الذي زار دمشق الثلثاء الماضي.

ونقلت وكالة الاناضول التركية عن غول الذي يتوجه اليوم الى جدة: "لا أريدك أن تنظر إلى الوراء يوما ما، وتندم على أنك فعلت القليل متأخرا"، قائلا: "إنّ الشعب التركي يشعر بالحزن لإراقة الدماء في سوريا". ونصح للرئيس السوري "قيادة التغيير بدلا من أن تجرفك رياح التغيير، وتضعك في موقف تاريخي".

بدوره، لفت مستشارغول، ارشاد هورموزلو، إلى أنّ رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قال في حديث الى قناة "أخبار المستقبل": "إن الرسالة التي نقلها أوغلو إلى الجانب السوري كانت واضحة، وذكّرت بأن هناك لهيبا في سوريا يجب وقفه"، موضحا أن "أحدا لم يُشِر إلى احتمال حصول تدخل خارجي في سوريا أم لا، بل إنّ تركيا حذّرت من هذا الأمر".

ولفت هورموزلو إلى أنّ "في سوريا اتهامات متبادلة، وهناك الكثير من الاتهامات التي تقول إن ما يحصل هو نتيجة تدخل قوى خارجية"، مشيرا إلى أنّ في لقاء أوغلو – الاسد "قدّم الجانب السوري ما يراه من ناحيته، فيما قال أوغلو للسوريين إنّه لا يكفي إقناعنا، بل يجب إقناع الشعب السوري".

وفي سياق متصل، افادت صحيفة "زمان" التركية انّ السلطات في انقرة استدعت ضباطها المتقاعدين من اجل الاستعداد لأي طارئ على الحدود السورية التركية، مشيرة الى "انّ السلطات الرسمية تخشى تدفق عدد كبير من اللاجئين على اراضيها بعد قيام الجيش السوري بعمليات عسكرية ضد المتظاهرين في مناطق قريبة من الحدود".

اوروبيا، نفى المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أي خلاف في وجهات النظر الأميركية والأوروبية إزاء التعامل مع الوضع في سوريا.

ووصف مايكل مان المواقف الأميركية الأوروبية تجاه دمشق بـ"المنسقة". وقال: "نحن نتشاور في شكل دائم مع جميع أطراف المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية من أجل اتخاذ المواقف والإجراءات المناسبة تجاه ما يحدث في سوريا حاليا".

واشار الى أنّ الأوروبيين يتجهون نحو فرض مزيد من العقوبات ضد المسؤولين، من أفراد وهيئات، مذكّرا بأنّ "أوروبا تعمل من أجل إضافة أسماء جديدة إلى لائحة العقوبات، ودراسة إمكان توسيع أفق تطبيق هذه العقوبات".

في هذه الاثناء، طالبت فرنسا وروما السلطات السورية بالافراج فورا عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي.

ولم تستبعد الحكومة الألمانية فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز في سوريا للضغط على الأسد.

وأعلن غيدو فيسترفيله وزير الخارجية بعد لقاء مع نظيره المصري محمد عمرو "أنّ حكومة بلاده ستدرس مطالب في هذا الشأن نادت بها كلينتون.

غير أنّ فيسترفيله جدد رفضه سحب السفير الألماني من دمشق، قائلا: "من الأفضل الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة حاليا".

من جهته، قال عمرو: "لن يكون هناك حل عسكري في سوريا"، موضحا أنّ "هناك حاجة إلى إجراء محادثات بين جميع الأطراف" في سوريا. وأضاف مشيرا إلى السلطات السورية "لا يمكن للمرء وقف مسيرة التاريخ". ميدانيا، قتِل 16 شخصا في جمعة "لن نركع إلّا لله"، في الكثير من المدن السورية برصاص قوّات الأمن خلال تظاهرات شارك فيها الآلاف ضدّ نظام بشّار الأسد، وسط إطلاق نار ومحاصرة للمساجد لمنع الأهالي من الخروج،حسب آخر التقارير الواردة من دمشق.

وقامت قوّات الأمن السورية باعتقال الكاتب والشاعر عبد الرحمن عمار في بلدة القصير في منطقة حمص للضغط على ابنه الناشط المعروف لتسليم نفسه.

في المقابل، قال التلفزيون الرسمي السوري إنّ رجلين "من عناصر قوّات حفظ النظام" قتلا "برصاص مسلّحين" في دوما.

السابق
النهار: 16 قتيلاً في جمعة لن نركع في سوريا وكلينتون تحضّ على مقاطعة دمشق تجارياً
التالي
البناء: أوساط بعبدا لبنان لا يحتمل الانزلاق إلى أيّ مطبّات أمنية وسلسلة تدابير لمنع تهريب السلاح ورفع درجة التأهّب والتنسيق