البناء: أوساط بعبدا لبنان لا يحتمل الانزلاق إلى أيّ مطبّات أمنية وسلسلة تدابير لمنع تهريب السلاح ورفع درجة التأهّب والتنسيق

عمليات تهريب الأسلحة إلى سورية، والتي تقوم بها جهات لبنانية باتت معلومة ومعروفة للقاصي والداني تحوّلت إلى العنوان الأبرز في جدول الاهتمام السياسي والشعبي، ولا سيما في ضوء ضبط مجموعات جديدة في الساعات الماضية حاولت تهريب السلاح عبر الحدود باتجاه حمص.

ووفق مصادر مسؤولة، فإن هذا الموضوع وضع تحت المجهر على المستوى الرسمي والسياسي، ولا سيما أنه يمثّل عنصراً من عناصر تعريض الساحة الداخلية للاهتزاز وعدم الاستقرار.
وقد كان هذا الأمر، موضع بحث جدي ودقيق في المجلس الأعلى للدفاع، الذي انعقد أمس برئاسة رئيس الجمهورية، حيث من المفروض أن تقوم الجهات المعنية القضائية والأمنية بالإجراءات اللازمة والحازمة لضبط هذه الأعمال، والاقتصاص من الجهات التي تقوم بها وتلك التي تقف وراءها.

مصادر بعبدا
وقالت مصادر بعبدا لـ"البناء" مساءً، إن الاجتماع كان مهماً جداً لجهة تناوله الموضوعات الأمنية الحساسة، التي تحصل بين الحين والآخر، ولجهة التدابير التي اتخذت لمواجهتها".

وأشار إلى العديد من الحوادث الأمنية التي طرحت على الطاولة، بدءاً من موضوع تهريب السلاح، وحادثة اختطاف الإستونيين السبعة، مروراً بحادثة الاعتداء على كتيبة "اليونيفيل" والاعتداء على المزارات الروحية في عدد من المناطق وموضوع التظاهرات والاحتكاكات التي تحصل خلالها وصولاً إلى موضوع متفجرة أنطلياس الأخيرة.

وأشارت المصادر إلى ان أبرز المقررات التي اتخذت هي رفع درجة التأهّب لدى كل الأجهزة الأمنية ورفع منسوب التنسيق في ما بينها للحد من هذه الحوادث وكشف فاعليها، ومنع الانزلاق إلى أي مطبات أمنية لبنان في غنى عنها وخصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
وإذ أشارت إلى أن الوضع دقيق وحساس، أكدت الإصرار على السهر لمنع محاولات نقل وتهريب السلاح، ونفت أن يكون قد جرى التطرق إلى تسمية أي جهة، أو جهات لها علاقة بهذا الموضوع".

شربل: عدم التسريب
من ناحيته، وزير الداخلية مروان شربل وفي اتصال مع "البناء" مساءً، شدّد على سرية المداولات التي جرت خلال الاجتماع مكتفياً بما تناوله البيان الذي صدر على أساسه".

وقال: "آليت على نفسي وعن قناعة ومنذ تسلّمي لمهامي عدم الإفصاح أو تسريب أي معلومات عن المداولات التي تجري، سواء في مجلس الوزراء أو المجلس الأعلى للدفاع أو أي اجتماع آخر يتطلب التزام عدم التسريب".
وانسحاباً على ذلك أكد شربل لـ"البناء" أنه سيجري السهر على تنفيذ مضمون القرارات التي صدرت عن الاجتماع لما فيه مصلحة كل اللبنانيين.
..ومصدر أكثري سياسي
وفي هذا السياق أيضاً، أكد مصدر سياسي بارز في الأكثرثية لـ"البناء" أن هذه المحاولات المترافقة مع التصعيد السياسي الذي يقوده رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، من شأنه أن يزيد وتيرة التوتر في البلاد، وقال: إن الحكومة مطالبة بموقف أكثر حزماً لوقف هذا المسلسل التصعيدي والحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد.

بيان "الدفاع الأعلى"
وكان المجلس الأعلى للدفاع قد شدّد بعد اجتماعه أمس على "تمتين التعاون مع قوات اليونيفيل وحماية تنقلاتهم في لبنان".

ولفت المجلس في بيان إلى أنه "بحثت في الاجتماع الأوضاع العامة في البلاد وتعزيز الإجراءات والتشديد على منع نقل وتهريب السلاح". كما بحث المجلس "الإجراءات التي تقوم بها الإدارات والوزارات المعنية بتقديم مساعدات إلى المواطنين السوريين الوافدين إلى لبنان من جراء الأوضاع العامة في سورية". وتابع المجلس الأعلى للدفاع أنه "وزّعت المهام على الوزارات والأجهزة المعنية وأعطيت التوجيهات للتنسيق الدائم بين الأجهزة العسكرية والأمنية لتبادل المعلومات من أجل حسن تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء".

ملف الكهرباء
على صعيد آخر، يأخذ ملف الكهرباء حيزاً كبيراً من الاهتمام، حيث يفترض أن يقرَّ مجلس الوزراء في جلسته المقبلة الصيغة المنقحة لاقتراح العماد ميشال عون من أجل مناقشته وإقراره في مجلس النواب في جلسة لاحقة.

والمعلوم أن المجلس أقرّ مهلة الأسبوعين لمعاودة بحث هذا الموضوع، خصوصاً أن أزمة الكهرباء و"التيار" المتفاقمتين باتت تمثل ملفاً حساساً يرفع وتيرة التوتر العالي في البلاد، عدا أنه يصيب المواطنين بمزيد من الأضرار والخسائر.
باسيل
وفي هذا السياق، كان وزير الطاقة جبران باسيل قد عقد أمس مؤتمراً صحافياً رأى فيه أن الخطة التي عرضت في مجلس النواب كمشروع قانون يجب أن تنجح "فإما نحن أكثرية فنقرّها وإما لسنا أكثرية وعندها نعلن فشلنا". واتهم "تيار المستقبل ولفيفه بأنه يريد تخريبها"، مشيراً إلى أن الفريق الآخر "سيرفض كل ما سنقوم بطرحه وبحجج مختلفة". ووصف حديث النائبين مروان حمادة وفؤاد السنيورة عن الشفافية بـ"نكتة العصر"، متسائلاً "لماذا أطلق بعض النواب الأكاذيب أثناء طرح مشروع قانون الكهرباء؟".

وشدد على أن "هذه الخطة الموافقة عليها سابقاً في حكومة سعد الحريري، وبالتالي كل ما يقولونه اليوم هو مجموعة حجج بهدف تعطيلنا عن تأمين الكهرباء للناس".
الوضع في سورية
أما على صعيد الوضع في سورية، فقد لوحظ أمس تراجع حجم تظاهرات ما يسمّى بالمعارضة السورية، رغم كل ادعاءات ومحاولات وسائل الإعلام التي باتت معروفة، تضخيم أعداد الذين شاركوا في تظاهرات ما سمّوه بـ"جمعة لن نركع إلا لله".
وفي موازاة ذلك، واصلت بعض المجموعات الإرهابية المسلّحة ممارساتها واعتداءاتها على قوى الأمن والمراكز الرسمية، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة من عناصر قوى الأمن واثنين من المدنيين وإصابة ضابطين بجروح إثر قيام مجموعات مسلّحة، بينهم قناصة بإطلاق النار عشوائياً في مدينة دوما في ريف دمشق، وحي الصاخور في حلب، ومدينة أريحا في ريف إدلب.

استشهاد ثلاثة
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات حفظ النظام ردّت على مصدر إطلاق النيران وتمكنت من قتل أربعة من المسلّحين وإلقاء القبض على عدد آخر منهم.
وكانت بعض مناطق ريف حمص وريف إدلب وريف دمشق ومنطقة الرمل الفلسطيني في اللاذقية قد شهدت تجمعات عقب صلاة الجمعة (أمس) تفرق معظمها من تلقاء نفسه.

…وتشييع ثلاثة شهداء
وأمس شيعت من مستشفيات دمشق وحمص ودير الزور العسكرية جثامين ثلاثة شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية، قضوا برصاص التنظيمات الإرهابية المسلّحة في ريف دمشق وحمص ودير الزور، إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم.
وجرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث لفّوا بعلم الوطن، وحملوا على الأكتاف بينما عزفت موسيقى الجيش لحني الشهيد ووداعه.

ضغط وتحريض
وفي الإطار السياسي، واصلت واشنطن وحلفاؤها حملتهما على سورية في محاولة بائسة منهما للضغط على القيادة السورية، وفي هذا السياق، جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون، والتي لا تلبث إدارتها التبرؤ من مواقفها بعد حين وبأنها لا تلزم الإدارة الأميركية، القول إن الرئيس بشار الأسد "فقد شرعيته" حسب زعمها.
وحثّت كلينتون مورِّدي الأسلحة وتجار النفط على قطع علاقتهم بسورية، ودعت الدول التي تتعاطى التجارة إلى إعادة النظر في علاقتها مع دمشق.

السابق
الجمهورية: غول يحذّر الأسد من فوات الآوان وكلينتون لوقف العلاقات التجارية والعسكرية مع سوري
التالي
السفير: رصد الشبكات الإسرائيلية … وتجنّب استفزاز سوريا الحريري يساجل سليمان … وحزب الله يدعو لوقف التضليل المنظّم