النهار: انفجار أنطلياس بحاملَيه يُغرق الدولة في الالتباس و4 ملفات مترابطة والقرار الاتهامي قريباً

بين انفجار ملتبس بتوقيته ومكانه وظروفه وضحيتيه في وضح النهار، ورواية حكومية يتيمة على لسان وزير الداخلية مروان شربل غابت معها حتى المعلومات الأمنية الرسمية الأولية التي تعلنها عادة الاجهزة القضائية والأمنية المختصة، خطفت عملية انطلياس الاهتمامات والأولويات وأثارت موجة من الشكوك والمخاوف من عودة الاستهدافات الامنية الى البلاد.

فالى الغموض الأقرب الى الصمت المريب الذي ساد الجهات المعنية بتقديم الايضاحات العاجلة لهذا الحادث، تزامن الانفجار مع تطور بالغ الاهمية في مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أبلغت أمس، طبقا لما أوردته "النهار" الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حماده ترابط ملفي محاولتي اغتيالهما وكذلك اغتيال الامين العام الراحل للحزب الشيوعي الشهيد جورج حاوي مع ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري فيما أبلغت المحكمة ايضا الاعلامية الزميلة مي شدياق مضي التحقيق في ملف محاولة اغتيالها

ومع أن الرواية الرسمية اليتيمة تأخرت حتى المساء عقب انعقاد مجلس الوزراء، إذ صرح وزير الداخلية بأن حادث انطلياس "ليس ارهابيا وليس أمنيا وليس سياسيا بل هو حادث فردي نجم عن خلاف مادي بين تجار للسيارات والبحث جار عن تاجر ثالث له علاقة بالخلاف على أموال"، بدت هذه الرواية مفتقرة الى القدرة الكافية على الاقناع في ظل الملابسات التي أحاطت بالحادث وخصوصا من حيث نقل ضحيتي الانفجار احسان نايف نصار وحسان ضيا قنبلة أو عبوة الى مرأب للسيارات في انطلياس وانفجارها بهما من دون ثبوت أي معلومات عن طريقة انفجارها وهدف نقلها الى منطقة بعيدة من انتماء كل منهما وسكنه، علما ان نصار هو من كفرحونة في قضاء جزين ومقيم فيها وضيا من بافليه قضاء صور ومقيم في الضاحية الجنوبية.

أما العامل الآخر الذي زاد الشكوك، فتمثل في الدعوة المفاجئة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد صباح اليوم في بعبدا، على ما أبلغه الى مجلس الوزراء عازياً ذلك الى "خشية انعكاس التطورات الراهنة على الأوضاع الأمنية الداخلية"، موضحاً أن المجلس الأعلى للدفاع سيجتمع "لاتخاذ الاجراءات المناسبة لتنفيذ سياسة مجلس الوزراء في الدفاع والحفاظ على الأمن".

وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن التناقضات التي أثارها التفسير المعلن للحادث قبل انتهاء التحقيق في ملابساته وفي ظل عدم صدور ايضاحات تقنية واجرائية لظروفه حتى في ما يتصل بزنة العبوة وسبب انفجارها والخلفيات المتوافرة عن ناقليها، ساهمت في اثارة مزيد من الشكوك في الحادث، فضلاً عن اظهار الدولة في صورة بالغة الارتباك. وكانت معلومات أولية قد أشارت الى ان العبوة الناسفة كانت معدة وجاهزة وأدى خطأ تقني الى انفجارها بحاملها ورفيقه، واستبعدت المعلومات ان تكون استهدفت سيارة القاضي في مجلس شورى الدولة البر سرحان لوجود خمس سيارات في مكان الحادث تضررت جميعها وعدم وجود أي صلة محتملة للقاضي ونجله الذي تضررت سيارته بالقتيلين أو بأي ملف آخر.

المحكمة والترابط

في غضون ذلك، أبلغ مساعد المدعي العام لدى المحكمة الدولية ومحققان من مكتب المدعي العام دانيال بلمار الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حماده في اجتماعين عقداهما مع كل منهما على حدة في مكتب المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا ان ثمة ترابطاً بين محاولتي اغتيالهما واغتيال الرئيس رفيق الحريري. كما تبلغ المر وحماده ان اعلاناً سيصدر عن المحكمة قريباً في هذا الصدد، الى امكان نشر خلاصة واسعة لنص القرار الاتهامي في قضية الحريري في غضون اسبوع. اما بالنسبة الى الاعلامية مي شدياق، فتبلغت ان التحقيق في قضية محاولة اغتيالها يجري بجدية، وفهم ان قضية حاوي ستضم ايضاً الى الملف الاساسي الذي بات يشمل اربعة ملفات في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال.

وتزامن هذا التطور مع اصدار رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي امس كتاباً مفتوحاً الى المتهمين الاربعة في قضية اغتيال الحريري "بهدف اعلامهم بحقوقهم وحضهم على المشاركة في المحاكمة"، وشدد في كتابه على ان "لا شيء اطلاقاً قد يحيد المحكمة عن مهمتها او قد يمنعها من الاضطلاع بها". واذ اعرب عن "ثقته بأن السلطات اللبنانية ستستمر في التعاون مع المحكمة وفي مواصلة البحث عن المتهمين"، لفت الى ان الخطوة التالية "قد تتطلب منا اعلان قرار الاتهام المصادق عليه على نطاق اوسع".

سليمان

الى ذلك، شدد الرئيس سليمان في الافطار السنوي الذي اقامه مساء امس في قصر بعبدا على ضرورة "تحصين أنفسنا في وجه تداعيات سلبية ممكنة للاحداث في محيطنا العربي وكذلك الى التأقلم مع ما قد تأتي به من وقائع جديدة وايجابيات".
وحضر الافطار كبار الرسميين ورؤساء الطوائف وعدد من الزعماء السياسيين وغاب عنه العماد ميشال عون والنائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية. وكرر سليمان دعوته الى الحوار قائلاً: "مهما تراكمت الصعوبات ما زلت لا أرى بديلاً منه ولا أرى خلاصاً من دونه وسأستمر تالياً في بذل الجهود اللازمة سعياً الى توفير العناصر والشروط الكفيلة بانجاحه".

السابق
الانوار: دعوة مجلس الدفاع للانعقاد اليوم تحسباً لتطورات أمنية
التالي
سوريا ساحة صراع تركي – إيراني؟