النهار: أوباما وأردوغان لرصد أعمال الحكومة السورية وكلينتون: يجب أن تطالب دول أخرى بتنحّي الأسد

واصلت القوات السورية عملياتها لقمع الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام في دير الزور والقصير على حدود لبنان ومحافظة اللاذقية مما اسفر عن مقتل 16 شخصاً استناداً الى ناشطين حقوقيين. ووقت دخل وفد صحافي تركي مدينة حماه التي انسحب منها الجيش الاربعاء، بدأت الولايات المتحدة جهوداً مكثفة لدى تركيا وروسيا والصين واوروبا من أجل مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي.

وبعد يومين من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لدمشق ولقائه الاسد، افاد بيان للبيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما ناقش الوضع في سوريا وقضايا اقليمية أخرى، مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. واوضح ان "الزعيمين شددا على ان الوضع يتطلب معالجة ملحة، كما جددا الاعراب عن قلقهما من جراء استخدام الحكومة السورية العنف ضد المدنيين، وعن اعتقادهما ان المطالب الشرعية للشعب السوري بالانتقال الى الديموقراطية يجب ان تتحقق". وقال ان أوباما واردوغان "اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لسفك الدماء والعنف ضد الشعب السوري، كما اتفقا على مواصلة رصد الاعمال التي تقوم بها الحكومة السورية عن كثب والتشاور في الايام المقبلة".

كلينتون
الى ذلك، سئلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الاميركية للتلفزيون عن سبب عدم مطالبة الولايات المتحدة حتى الان بتنحي الاسد، فأجابت ان واشنطن تريد من دول أخرى ان تعبر عن دعمها لهذا المطلب.
وقالت ان الولايات المتحدة كانت "واضحة تماماً" في تصريحاتها عن فقدان الاسد شرعيته. وشددت على ان "من الضروري الا يكون هو الصوت الاميركي فقط. ونريد ان نتأكد من ان تلك الاصوات تأتي من انحاء العالم… نريد ان نرى الصين تتخذ خطوات معنا… نريد ان نرى روسيا توقف بيع الاسلحة لنظام الاسد… ما علينا حقا ان نفعله للضغط على الاسد هو فرض عقوبات على قطاعي الغاز والنفط. ونريد ان نرى اوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه… ونريد من روسيا ان تتخذ خطوات معنا. ونريد ان نرى الهند (تفعل ذلك ايضا) لان الهند والصين لديهما استثمارات كبيرة في الطاقة في سوريا. ونريد ان نرى روسيا تخفف بيع النظام السوري اسلحة".

ورحبت بدعم الصين وروسيا للبيان الرئاسي الذي اصدره مجلس الامن الاسبوع الماضي وندد فيه بالنظام السوري، بعدما كان البلدان يرفضان ذلك.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بانها لا تعلم متى كانت آخر مرة باعت فيها روسيا سوريا اسلحة.
وعندما سئلت هل طلبت واشنطن من روسيا وقف بيع دمشق اسلحة، اجابت بـ"نعم مرارا، ومدى سنوات طويلة، وقد فعلت ذلك اكثر من ادارة".
وكشفت ان السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتحذيره من احتمال فرض مزيد من العقوبات ما لم تتوقف الحكومة السورية عن ممارسة العنف. وقالت ان السفير لم يقتنع بالاجوبة التي قدمها المعلم عن اسباب اللجوء الى القوة.

حماه
وغداة اعلان السلطات السورية انسحاب الجيش من حماه بعد حملة قال ناشطون ان عشرات قتلوا خلالها، بدت المدينة تحت السيطرة الكاملة للحكومة.
ولم تشاهد دبابات في المدينة، لكن رجالا مسلحين بالزي العسكري كانوا يقفون على سطوح البنايات، ووقف جنود في سلسلة من نقاط التفتيش في المدينة، فيما وقفت عربتان عسكريتان مزودتان بنادق آلية امام مبنى المحافظة في الميدان الرئيسي بالمدينة.

وتجولت مجموعة من الصحافيين الاتراك في انحاء حماه مع مسؤولين سوريين، وزارت مركزا للشرطة اشعلت فيه النيران وكانت هناك سيارتان متفحمتان خارج المركز.
ومن آثار الدمار في الاضطرابات التي استمرت اسبوعا في المدينة، فجوة باتساع متر في ظهر مسجد الحميدية وعلامات اطلاق نار كثيف على جدران البنايات في مدخل المدينة.
وتهدف الجولة الى اظهار عودة الجيش الى ثكنه ولو في مدينة واحدة، وتأكيد ما تقوله الحكومة ان جماعات مسلحة هي التي تقف وراء اكثر اعمال العنف.

وتجول الصحافيون على جسر على نهر العاصي حيث يقول مسؤولون ان جثث 13 على الاقل من افراد قوى الامن عثر عليها وقد مثل فيها.
وقال كثيرون من السكان بواسطة مترجمين رسميين سوريين، ان الجيش دخل المدينة، بعدما استولت عليها جماعات قطعت الطرق واشعلت النار في مبان حكومية.
وقال نزار التاجر الذي يبلغ من العمر 52 سنة: "انا اريد الديموقراطية، لكن ما رأيته في هذه المدينة خطأ. هؤلاء الناس، انهم يقطعون الطرق ويشعلون النار في البنايات الحكومية ويضعون هذه المدينة في هذا الموقف. هذه وحشية".
لكن هذا الرأي لم يكن محل اتفاق. ووقفت مجموعة من الشبان خارج مسجد الحميدية ورددوا هتافات تطالب بسقوط الاسد.

واقترب شاب ملثم لا يظهر منه سوى عيناه من الصحافييه ليوصل رسالته.
وقال الشاب الذي قدم نفسه باسم محمد نصري: "لخمسين عاما ظل لدينا الحكم نفسه في هذا البلد". واضاف قبل ان يختفي في شوارع المدينة التي امتلأت بالنفايات والقمامة: "انتم تروننا لا نحمل سلاحا، لكنهم يهاجموننا بالدبابات والطائرات. واقول للرئيس الاسد ان الامر مهما كان صعبا فسوف نخرجك من السلطة".

من جهة اخرى، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اعتقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي في دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "عبد الكريم الريحاوي اعتقل عند الساعة الثالثة من اليوم (الخميس) من مقهى هافانا في دمشق"، وان "مصيره لا يزال مجهولا حتى الآن". واشار الى ان ناشطا كان في المقهى اكد للمرصد خبر اعتقال الريحاوي.

والريحاوي البالغ من العمر 43 سنة يدير الرابطة السورية لحقوق الانسان منذ 2004، وهو ينشط خصوصا منذ انطلاق حركة الاحتجاج ضد نظام الاسد منتصف آذار ولم يعتقل من قبل.
ويستند الريحاوي الى شبكة واسعة من الناشطين في الرابطة، موزعين في انحاء سوريا، وقد بات مصدر معلومات مهما للصحافة الاجنبية وقت تحد السلطات من قدرتها على التحرك.

السابق
الحسن والحسين” يثير جدلا فقهيا وسياسيا في العراق
التالي
فرنسا ومصارفها في عين العاصفة والبنك المركزي تدخّل لوقف انهيار الأسهم