المركزية: قضاء في انفجار انطلياس وقدر فــــي الرويــــس

 اذا كان الانفجار الذي وقع في انطلياس امس أبعد الأنظار جزئياً عن مجريات التجاذب السياسي في شأن الملفات الخلافية المتنوعة بين المعارضة والموالاة من جهة، وأطراف الموالاة في ما بينهما من جهة ثانية، فان المعطيات والمعلومات الرسمية في شأن الانفجار على شحّها لم تكفل اقناع الرأي العام بالسيناريو الذي عزا الانفجار الى خلفيات محض شخصية وخلافات مالية على تجارة السيارات بعيداً من السياسة واستهداف الأمن والاستقرار الداخلي، ذلك أن الانفجار جاء في يوم اتّسم بأهمية بالغة على مستوى التحقيقات في جرائم متصلة بموجة الاغتيالات السياسية وقرب الاعلان عن حزمة من القرارات الاتهامية في عدد منها.

ولعل المفارقة الأخطر في القضية تتمثل في رأي اوساط المعارضة في انكشاف الدولة الحاضرة بكل ثقلها في مناطق والغائبة بكل ثقلها ايضاُ في أخرى، على رغم تشابه المعطيات شكلاً ومضمونا، إلا أن الفرق الوحيد يتمثل في المكان. فانفجار انطلياس فور وقوعه، جمع الدولة بأجهزتها الأمنية خلال دقائق، فيما غابت عن انفجار الرويس لأكثر من 18 ساعة بعدما أقفلت المنطقة في وجهها من دون مبرّر ولا سبب مقنع، باعتبار أن الانفجار ناجم عن قارورة غاز لم يعرف حجم الخسائر التي أحدثتها مادياً وجسدياً، وما اذا كانت تسببت بسقوط ضحايا.

وفي وقت ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على مجهولين بالاشتراك مع القتيلين على تجهيز عبوة وتفجيرها، اشار وزير الداخلية العميد مروان شربل الى ان 90 في المئة من المعطيات تشير الى خلافات مادية شخصية بين تجار سيارات وان المستهدف كان شخصاً ثالثاً.
 

السابق
السفير عبدالله: زيارة عباس للبنان بأبعاد ثلاثة نجهد لتوصية إيجابية للاعتراف بدولة فلسطين
التالي
“حزب الله” اهاب بالاعلام توخي الدقة والموضوعية: لعدم زج اسم الحزب في كل حادثة لتشويه صورته وصدقيته