“الراي”: عون استعجل رمي اقتراحه لكسـب شعبـي والمزايـدة

 أعلنت صحيفة "الراي" نقلا عن مصادر بارزة في المعارضة أن "الوقائع غير المعلنة تثبت أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون نفسه كان أول العالمين بأن اقتراحه (اقتطاع مبلغ مليار ومئتي مليون دولار لزيادة انتاج الكهرباء) سيسقط ولن يحظى بأكثرية في مجلس النواب، نظراً إلى الشوائب الكثيرة التي تعتريه والتي سبق لبعض حلفائه أنفسهم في الأكثرية أن اعترضوا عليها قبل جلسة البرلمان".

وأشارت المصادر إلى أن "عون أراد تحويل هذا الموضوع مادة شعبية مستغلاً النقمة المتصاعدة في البلاد على انقطاع التيار الكهربائي وأزمة الكهرباء ورمي تبعاتها على خصومه وحلفائه سواء بسواء لإعادة تعويم وضعه والإفادة من ملف خدماتي شديد الحساسية"، أضافت: " عون يدرك أنَّ رئيس الحكومة يعقد جلسات عمل متواصلة بعيداً من الأضواء تمهيداً لتبني خطة شاملة لمعالجة أزمة الكهرباء تستند إلى بعض ما أورده عون في اقتراحه انطلاقاً من قرار سابق لحكومة الرئيس سعد الحريري، لكن عون استعجل الأمر ورمى باقتراحه امام مجلس النواب بصفة المعجل سعياً إلى كسبٍ شعبي وبداعي المزايدة".

وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن "عون الذي يواجه إنتقادات شديدة وحملة إعلامية شرسة من جراء مواقفه المستغربة حيال الأزمة السورية ودفاعه عن النظام السوري إلى حد انكار حصول اجتياحات دامية لحماة ودير الزور، قد يكون أراد ترميم صورته بمادة شعبية إلى حد تحريض الناس على احتلال مجلس النواب"، مشيرة إلى أن "محاولته تبدو محفوفة بالإخفاق نظراً إلى الاستياء الشديد الذي يسود حلفاءه من جراء اسلوب المزايدة المكشوفة عليهم لا سيما تجاه رئاسة الحكومة، كما أن إقتراح القانون الذي قدمه كشف في بُعده الحقيقي انه يخطط لأهداف انتخابية معروفة، عبر حصر القرار المالي بوزارة الطاقة التي يتسلّمها صهره، وقد أثار ذلك في وجهه مضاعفات سلبية اضطر معها الى الهجوم الدفاعي حيال الاتهامات المبطنة والعلنية التي وُجهت اليه والى وزير الطاقة جبران باسيل من خلال هذا الاقتراح".

وتوقعت المصادر أن "يصار إلى وضع إطار جديد للإقتراح بالتوافق بين الحكومة والمجلس النيابي، ومن شأن ذلك أن يضع عون نفسه أمام الإحراج مجدداً، إذ لن يكون في إمكانه الإعتراض على إتجاه كهذا ما دام يؤمّن الهدف المعلن من اقتراحه بمعالجة أزمة الكهرباء، لكنه سيضطر في المقابل إلى مجاراة الحكومة والبرلمان والتنازل عن أمور جوهرية طلبها في الإقتراح ولن تكون تلبيتها ممكنة". 

السابق
“الجريدة”: قلق تركيا ازاء سوريا تحول غضباً
التالي
ماروني: انفجار انطلياس رسالة أمنية متوقعة