الديار: خطأ في اللحظة الأخيرة أنقذ ساحة إنطلياس من كارثة

نجت أمس مدينة انطلياس من انفجار هائل كاد لو انفجرت العبوة في ساحتها لقتلت أكثر من 40 مواطنا، وقد قدرت بوزن 750غ ملفوفة بمواد وقطع حديدية ومسامير. وكان الشخصان اللذان حملاها يتجهان الى ساحة انطلياس التي تعتبر عاصمة المتن الشمالي حيث يتجمع في ساحتها أكثر من 100 مواطن عادة.

وفي التحقيقات الاولية ان العبوة كانت موجودة في كيس وأدى انفجارها نتيجة خطأ ما، الى مقتل حاملها واصيبت 18 سيارة بأضرار ونقل الشخص الثاني الى المستشفى بحالة حرجة ما لبث ان فارق الحياة.
والمعروف ان الشابان ليسا من سكان المنطقة، وتجنبا لمعرفة هويتهما استعملا سيارة x5 قادها شخص ثالث، ثم توجه الاثنان سيرا على الاقدام لوضع العبوة في مكان ما في الساحة العامة في انطلياس كي تنفجر امام المحلات وسوق الخضار حيث يكتظ بالمواطنون.وتشير المعلومات الى ان العبوة كانت شديدة الاذى لان واضعيها ادخلوا اليها كتلا حديدية ومسامير فور انفجارها كانت ستؤدي بشظاياها الى إلحاق الاذى في كل الاتجاهات.

ويقول الخبراء العسكريون انه لو نجح الجناة في تفجيرها في المكان المقصود لتركت اكثر من 40 قتيلا و100 جريح في منطقة المتن الشمالي، المنطقة المسيحية ولرمزيتها كونها من اكبر المدن المسيحية في المتن الشمالي.
وقد تبين لاحقا ان الشابين الذي قتلا وهما حسان نايف نصار واحسان علي ضيا، حيث هرعت الى المكان فور الانفجار قوى عسكرية وامنية عملت على رفع البصمات ودراسة جنائية لموقع الانفجار الذي حصل في موقف للسيارات.
هذا، وقد اعتبر المراقبون ان الانفجار هو لاثارة البلبلة داخل المناطق المسيحية، لكن لم تعرف الاستهدافات السياسية الحقيقية والدوافع لهذا الانفجار.

ومن ناحية اخرى، حصل تطور بارز على صعيد المحكمة الدولية اذ حضرت لجنة التحقيق الدولية واستمعت بحضور المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا الى كل من الوزير السابق الياس المر والنائب مروان حماده والاثنين ترتبط محاولة اغتيالهما بملف استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
كما استمعت ايضا الى الزميلة مي الشدياق رغم ان محاولة اغتيالها لا ترتبط بملف اغتيال الحريري، فيما اعلنت هي ان هناك ارتباط في اغتيال ثالث لن تكشف عنه الآن.

هذا وقد وصفت مصادر موثوقة ان اللجنة سوف تستدعي ارملة الشهيد جورج حاوي وابنه وخصوصا ان المعلومات ذكرت بأن ملف اغتياله يرتبط بملف اغتيال الرئيس الحريري.
وقد تسربت معلومات تؤكد ان اسماء اضافية سوف تضاف الى اسماء المتهمين الاربعة وسوف تشكل ضجة اعلامية وسياسية بعد نشرها، وقد تكتمت المصادر عن ذكر الاسماء.
ارتاحت المناطق المسماة شرقية ابان الحرب الاهلية من سلسلة الانفجارات المتنقلة و التي طاولت مناطق عديدة من بينها انطلياس لوقت طويل من هذا الكابوس وما أمكن "سكون" هذه الانفجارات هو الوضع المتأتي من عمل المحكمة الدولية وما رافقها من اجواء سياسية وامنية ضاغطة، الا ان المفاجأة وقعت من جديد وفي انطلياس بالذات التي اصابها الويل سابقا، ومع اختلاف مواقيت الليل التي كانت تحدث خلالها الانفجارات جاء الانفجار الجديد في وضح النهار في وقت تناسى المواطنون تلك المصائب والويلات والخسائر، وقبل الدخول في تفاصيل الجسم الذي انفجر والذي لم يتبين خلال ما قبل الظهر وحتى الثانية من بعده اذا ما كان كناية عن قنبلة يدوية او عبوة ناسفة، وفي كلا الحالتين يمكن حسب مصادر امنية كانت في موقع الحادثة استعمال القنبلة او العبوة كأداة تفجير ويمكن ايضا توقيتهما وضبطهما بساعة معينة لحصول الانفجار، وما يمكن تسجيله في الشكل العام لمنطقة الحادث انها احدثت ذهولاً وخوفاً لدى المواطنين الذين لم يخطر ببالهم ان مسلسل عودة التفجيرات سوف يطل من جديد، اما المشهد العام فيمكن تلخيصه بالمحطات التالية:

– المكان: انطلياس، موقف للسيارات قرب سنتر الحاج.
– الزمان: الساعة الحادية عشرة الا خمس دقائق.
– الحدث: انفجار جسم ادى الى وقوع اصابات بالغة.
– المستهدف: لا يمكن تحديده حتى من قبل الاجهزة الرسمية.

أما التفاصيل فانه وعند الساعة العاشرة وخمس وخمسين دقيقة سمع اهالي المنطقة في انطلياس والجديدة وجل الديب صوت انفجار دون معرفة وتحديد مكانه ولكن مع مرور الوقت وتسارع الاحداث ومرور سيارات الدفاع المدني والصليب الاحمر يصبح الدليل نحو المكان اسهل فيتم اتباع هذه السيارات ولكن اذا تيسر الوصول لها فان امكانية وصول الاعلاميين ليس بالسهولة المعتادة لاي حدث من نوع اخر، يتم ركن السيارة جانباً وتسارع وانت تشاهد الانفجار ورأسك مرفوع الى فوق ولا يمكنك استدلال ما هو أمامك الا حين تحاذر الوقوع على الارض، ومن بعيد اي اكثر من مسافة 75 متراً تبدو ساحة الانفجار "مخفوقة" وتحاذر ان تسير فوق بعض بقايا الجثث التي وصلت الى هذا البعد بالتمام، اما مسألة السؤال عما حصل فيأتي من يجيبك: "شو أعمى مش شايف"، يقولها بحدة احد الواقفين والذي ليس له عمل في الاساس هناك فهو موجود على سبيل الحشرية ولكنه "منرفز" ومعصّب كحال الموجودين الى جانبه، "تدعس" على الزجاج المتناثر في كل مكان، عشرات السيارات قد تضررت بنسب متفاوتة، فهذه BMW النبيذية انكسر زجاجها الامامي والموجود على الابواب ايضا، وتلك سيارة اخرى متضررة بشكل اكبر لقربها من طريق سير القتيلين وهكذا حال اكثر من احدى عشرة سيارة كانت مركونة في الموقف الكبير للسيارات، تحاول سؤال احد ضباط الامن الذين تعرفهم فيكون جوابه: "متل ما شايف" وقبل ان يتم التحقيق ورفع الادلة لا يمكننا تحديد اي شيء وكل ما استطاع قوله: ان هذا انفجار!! كتوماً كان ضابط الامن فالتجارب التي مرت بها الاجهزة الامنية تجعل اقترابهم من اهل الصحافة والحديث معهم لا ينبئ بالطمأنينة، وتحاول سؤال غيره ومن جهاز آخر فتتلقى الجواب نفسه: "هلق جايي مفوض الحكومة روحوا اسألوه".

حتى الساعة لا شيء واضح باستثناء ما يتناقله مراسلو المحطات التلفزيونية والاذاعية الذين تسرعوا بعض الشيء في بعض جوانب القضية ومنهم من ذهب الى حد القول: ان الشخصين قتلا على الفور وجثتيهما كانتا هنا، فتسأل الصليب الاحمر اللبناني ليوضح ان الشخصين ما زالا جريحين وهما في المستشفيات ولكن جروحهما بليغة جدا!! تقترب الساعة من الثانية عشرة الا ربعاً ظهرا ولا وجود لرواية رسمية يمكن الاعتداد بها انما مشاهدة الامور عن قرب مضاف اليها اسئلة عديدة ومتنوعة واتصالات متعددة تعطي الصورة التالية عما جرى في انطلياس وحسب شهود عيان ومصادر شبه رسمية: عند الحادية عشرة الا خمس دقائق دوّى انفجار سمعت اصداؤه حتى امكان بعيدة في مرآب للسيارات قرب سنتر الحاج في انطلياس وسرعان ما تراكض اللبنانيون كالعادة لاستكشاف الامر واول مشاهدة كانت لمناظر الدماء والاشلاء بشكل كثيف داخل المرآب بالاضافة الى سيارات محطمة وزجاج كثيف على الارض، دقائق قليلة وتصل سيارات الاسعاف وتتبعها سيارات للقوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي ودفاع مدني وحاول رجال الجيش والدرك ابعاد الناس عن مسرح الانفجار ولكن دون جدوى الى حين ربط الشريط الاصفر الذي احاط بالمكان وتم نشر عناصر امنية موازية للشريط فأصبح الدخول صعباً للغاية، ومع هذه الصعوبة بدأت سلسلة الاقاويل عن استهداف معين لاحد القضاة وهو القاضي البير سرحان نظراً لوجود سيارته من نوع MURANO فضية اللون قرب مكان الانفجار ولكن تبين فيما بعد ان السيارة يقودها نجله المحامي آلان سرحان ورقمها 29592 كانت متوقفة قرب مكان الانفجار، وافادت مصادر امنية متطابقة مع معلومات الصليب الاحمر اللبناني ان الانفجار نتج عنه مقتل شخصين هما حسان نايف نصار واحسان علي ضيا حيث نقل الاول الى مستشفى الارز وحالته "ثقيلة"و ما لبث ان فارق الحياة والثاني الى مستشفى ابو جوده في جل اديب وهو دخل في غيبوبة تامة وحالته حرجة تماماً ولكن أياً من المستشفيين اللتين منعا الدخول اليهما لم تؤكد مقتل احسان ضيا وتلاقتا مع معلومات للصليب الاحمر اللبناني الذي كان دقيقا للغاية في تحديد حالة الاصابة، وفيما حضر رجال الادلة الجنائية ومحققون تابعون لمديرية المخابرات في الجيش وبدأوا بلملمة بعض الادلة عن الارض ومن عدد من السيارات .

وتابع وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل التحقيقات التي تجريها الاجهزة الامنية لكشف ملابسات الانفجار واكد التنسيق بين الاجهزة للوصول الى الهدف بالسرعة الممكنة.
في خلال هذا الوقت حضر الى مكان الانفجار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر واطلع على المكان واعطى بعض التوجيهات للمحققين كما حضر قائد الدرك بالوكالة العميد صلاح جبران واطلع من ضباط قوى الامن على مجريات التحقيق، وقالت مصادر الصليب الاحمر ان هناك جريحين جروحهما طفيفة للغاية وقد اصيبا من تطاير الزجاج وهما: زيدان الياس زغيب وبيار جورج نهرا ولم يدخلا المستشفى.

وتعددت الروايات حول كيفية حصول الانفجار ولكن ثمة قاسم مشترك بين هذه الروايات يجمع ما بين انفجار قنبلة يدوية او عبوة ناسفة كانتا في حوزة القتيلين اللذين ترجلا من سيارة BMWX5 ذات الرقم 278458/و تابعة ومسجلة باسم القتيل احسان علي ضيا وشقيقه مازن ومكان السكن في حي ماضي، وكانت الانظار قد توجهت في بداية الامر الى سيارة فان بيضاء اللون رجح بعض الشهود ان القتيلين نزلا منها وتقول المعلومات ان نصار وضيا نزلا من السيارة وما هي الا لحظات حتى انفجرت بهما القنبلة او العبوة، ولم يكن بالامكان تحديد اسباب الانفجار الذي يمكن ان يكون قد حدث جراء خطأ ما خلال نقلهما للمتفجرة او القنبلة، وقد وجد رجال الادلة الجنائية بطاقة ائتمان عائدة لحسان نصار، وفي المعلومات ايضاً والتي اوردتها مصادر امنية ان كاميرا مثبتة امام مصرف F.N.B تم فحصها من قبل الجهات المختصة اظهرت وصول شخصين نزلا من جيب X5، وقالت اوساط عائلتي القتيلين ان شخصا من بينهما كان يحمل شيكا بقيمة 150 ألف دولار لصرفه من البنك ويبدو ان سوء تفاهم او خصومة معينة حصلت بين الشخصين ادت الى استعمال احدهما قنبلة يدوية اودت بهما وللدلالة على هذه الواقعة فان احد القتيلين قتل وهو بشكل منحنٍ على الارض مما يرجح فرضية الخلاف المالي وتهديد احدهما برمي القنبلة اذا لم يتم الاتفاق ولكن يبدو ان الخلاف كان قد وقع ووقعت الحادثة.وفي مجال آخر اورد موقع "الرواد" الالكتروني الذي نقل عنه موقع القوات اللبنانية ان شقيق القتيل حسان ضيا اعلن من المستشفى ان اخاه ملتزم بحزب الله. هذه الروايات لم يتم التأكد منها ويبقى التعويل على عمل الاجهزة الامنية والتحقيق الجاري بدقة وبكل سرية وقد استمعت هذه الاجهزة الى احد حراس المصرف وبعض الشهود في مكان الانفجار كما فتحت الفان وسيارة الـX5

وتم تفتيشهما من قبل الكلاب البوليسية.
وحضر الى مكان الانفجار امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان الذي اعتبر ان الاجهزة هي وحدها مخولة باعطاء المعلومات ولا يجوز استباق التحقيقات ولكن المطلوب العمل بحزم لكشف ما حصل، ودعا اى عدم الاسترسال في التحليل مثل الاستهدافات السياسية ضد شخصيات معينة او جهات قضائية، وبالفعل فقد اعلن القاضي سرحان وهو رئيس غرفة في مجلس شورى الدولة انه غير مستهدف والسيارة كانت موجودة من باب الصدفة في موقف السيارات كما اعلن نجله آلان ان صحته جيدة ولا داعي للقلق ولم يصبه اي اذى.

السابق
أمر قضائي
التالي
سورية: حسم ورسائل حازمة