البناء: اتصالات مكثفة لمعالجة الملفات … والأعلى للدفاع يجتمع اليوم وسليمان: الحوار يستدعي مزيداً من البحث والمتابعة

منيت الإدارة الأميركية وحلفاؤها بهزيمة جديدة في مجلس الأمن، بعد أن فشلت في استصدار قرارات بفرض عقوبات جديدة على سورية، وسط معارضة شديدة من روسيا والصين وعدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وشهدت جلسة مجلس الأمن نقاشاً حاداً وخلافات عميقة بين أعضائه، ما يعكس تراجع حملة الضغط وفشلها في محاصرة سورية والنيل منها.

في هذا الوقت، شهدت المناطق السورية تراجعاً واضحاً في أعمال العنف وحركات المعارضين ولا سيما بعد أن أنهى الجيش والقوى الأمنية مهامهما في حماه بنجاح وانسحبا من المدينة التي أخذت الحياة تعود إليها تدريجياً وسط ترحيب من الأهالي الذين عبّروا لبعثة وسائل الإعلام المختلفة عن ارتياحهم لعملية الجيش.
كذلك انسحبت القوى العسكرية والأمنية من منطقة إدلب فيما واصلت هذه القوى ملاحقة العناصر الإرهابية في دير الزور وضبطت المزيد من الأسلحة كما ألقت القبض على عدد من المسلّحين.

علي عبد الكريم
وأمس طمأن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي إلى أن "الوضع في سورية يخرج من محنته والنجاحات تنتظره بفضل الجهود التي يبذلها الرئيس بشار الأسد في مسيرة الإصلاح والتطوير".
وأعرب عن اعتقاده بأن "هذا الشهر سيكون حاملاً لنجاحات كثيرة ولاستقرار أكبر ولخلاص من هذه المحنة ما ينعكس إيجاباً على سورية وعلى العلاقات السورية ـ اللبنانية والسورية ـ العربية وعلى علاقات سورية بكل أشقائها وأصدقائها".

حردان
وفي المواقف أيضاً، رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أن فريقاً لبنانياً، هو فريق "14 آذار"، لا يزال يعمل وفق "أجندة" تتجاهل واقع المواجهة المصيرية مع العدو "الإسرائيلي" الذي يهدد أمن لبنان واستقراره ووحدته، وتتعمد الإساءة إلى علاقات لبنان المميزة مع سورية، التي دفعت أثماناً باهظة من أجل استقرار لبنان وسلمه الأهلي"!

وفي تصريح أدلى به أمس اعتبر حردان "أن ما هو محل استهجان، أن فريق "14 آذار"، بأطرافه وشخصياته وأمانته العامة، ورغم سقوط رهاناته، لا يزال يعتمد خطاباَ حاداً وموغلاً في فئويته، بما يدفع نحو بيئة تصادمية تعمق الانقسام بين اللبنانيين، على حساب الوحدة الوطنية ومصلحة البلد والناس".

ورأى "أن المواقف التي تصدر عن فريق "14 آذار"، حيال أمور تمس جوهر موقف لبنان وعلاقاته مع الدول، ولا سيما مع سورية، مواقف تثير الريبة والقلق"، مؤكداً أن "وصمة العار التي تلحق بلبنان، ليست بالتضامن اللبناني ـ السوري، بل بوجود قوى داخلية تنأى بنفسها عن القضايا الوطنية الكبرى، وتريد أن تستبدل الصديق بالعدو".

قاسم: صوّبوا البوصلة
من ناحيته، دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فريق "14 آذار" إلى "تصويب البوصلة لمصلحة الناس ولمصلحة الوطن، وإذا كان البعض يراهن على التغيير في لبنان من موقع التغيير في سورية فهو واهم ويعيش السراب، لأن سورية غير متجهة باتجاه ما يرغبون، وما حصل في لبنان في السنوات الخمس الماضية، أكبر بكثير من تلك الحرتقات التي يقومون بها اليوم سواء بالتحريض الداخلي، أم بالعدوان "الإسرائيلي" الكبير في تموز سنة 2006، أم بحجم التدخلات الاستكبارية الأميركية والأوروبية في شؤون لبنان، ومع ذلك حصل في لبنان ما لم يكن في حسبانهم".

كما دعاهم إلى أن "يلتفتوا إلى مصلحة لبنان، مصلحة لبنان بثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، مصلحة لبنان أن تعمل الحكومة بجد وثبات لمصالح الناس، مصلحة لبنان ألا تثار الفتن الطائفية، مصلحة لبنان ألاّ يستخدم منصة للإطلاق على سورية أو غيرها، وهذا ما سنعمل له وهذا ما سينجح إن شاء الله تعالى".

تداعيات الجلسة التشريعية
محلياً، لم يسجّل في الساعات الماضية تطور سياسي يذكر، لكن ردود الفعل بقيت مستمرة في إطار تداعيات جلسة مجلس النواب وما جرى فيها.
وعلمت "البناء" أن اتصالات ومشاورات جرت بين أطراف الحكومة والأكثرية في إطار التشاور والتعاون لمعالجة الملفات ولا سيما ما يتعلق بملف الكهرباء.

كذلك تناولت هذه المداولات توضيح المواقف والالتباسات التي رافقت أجواء الجلسة.
وأعلن الوزير وائل أبو فاعور بعد زيارته أمس الرئيس نبيه بري أن تصويت كتلة جبهة النضال الوطني على اقتراح قانون الكهرباء لم يكن تصويتاً سياسياً وإنما يتعلق بالمشروع بحد ذاته، داعياً إلى عدم إعطاء هذا الموضوع أكثر من حجمه.

إفطار رئاسي

سياسياً أيضاً، شهد قصر بعبدا أمس، إفطاراً رئاسياً دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضره أركان الدولة وشخصيات روحية وسياسية واجتماعية، وهو الإفطار السنوي الذي تقيمه رئاسة الجمهورية.
ورأى الرئيس سليمان في كلمة له خلال المأدبة أن "المواقف والمشاورات التي أجريتها أظهرت الحاجة إلى المزيد من البحث والمتابعة بشأن الحوار"، مشيراً الى ان "دعوته إلى الحوار لا تهدف إلى تحسين شروط فريق في وجه فريق آخر أو تغليب منطق على آخر، بل استشراف الحلول الممكنة للمشاكل قبل استفحالها، والإقبال على الحوار فعل وطني لا عملية يدفع إليها المرء دفعاً".

واذ اشار سليمان الى ان "ما يجري يستدعي وعياً لخطورة المرحلة واستدراكاً للمخاطر المحيطة بالوطن"، موضحاً أنه "في أفق الوطن تلوح مصاعب وتحديات لا يمكن الاستسلام لها أو ترك سبل حلها لما يمكن أن تفضي إليه الأمور، خصوصاً وأن تداعيات ما يجري في العالم العربي وحالة الترقب المترافقة مع المحكمة الخاصة بلبنان تثير قلقاً بين المواطنين".

وفي ما يتعلق بقانون انتخابي جديد، اوضح سليمان أنه "لا بد من التوافق على قانون انتخابي جديد يعبر عن تطلعات الشعب ويراعي القواعد التي تضمن المناصفة والعيش المشترك ويؤمن التمثيل لشتى الفئات الشعبية فيكون هو فعلا مصدر السلطات وصاحب السيادة"، لافتاً الى ان "لرفع منسوب الديمقراطية يجب المضي قدما بوضع التصور الشامل لموضوع اللامركزية الإدارية فننجح بالتنسيق بين الوحدة والتنوع فنشرك المجالس المحلية في إنماء الدولة".

مجلس الوزراء
وفي بعبدا أيضاً، كان سليمان قد ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء استهلّه بالقول: "إن "إسرائيل" تستغل التطورات الراهنة في المنطقة للشروع في تنفيذ 4300 وحدة سكنية جديدة في القدس، وكأنها في سباق مع إعلان الدولة الفلسطينية أو تنفيذ أي مبادرة سلام". وأبدى سليمان خشيته من انعكاس التطورات الراهنة على الأوضاع الأمنية الداخلية، لافتاً إلى أن المجلس الأعلى للدفاع سيجتمع اليوم لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ سياسة الدفاع والحفاظ على الأمن.

بدوره، أثنى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على موقف سليمان، ومن ثم أوضح وزير الداخلية مروان شربل أن الانفجار الذي حصل في أنطلياس أمس تبيّن أنه ناتج من خلاف مادي ذهب ضحيته اثنان، لافتاً إلى أن التحقيق ما زال جارياً في ما يتعلق بهذا الانفجار.

وأكد في هذا الإطار أنه "تبيّن أن لا شخصية سياسية أو إدارية مستهدفة بالحادث".

وأعلن وزير الإعلام وليد الداعوق أنه اتُّفِق على بدء الإجراءات الآيلة إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء المتعلّق بإنشاء علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين.
وقال: لم تبحث مسألة الاعتمادات إلى وزارة الطاقة في هذه الجلسة.

السابق
الجمهورية: ملفّات المر وحمادة وحاوي إلى المحكمة الدولية
التالي
الاخبار: أوّل اشتباك رسمي في الحكومة والسبب الكهرباء