الاخبار: أوّل اشتباك رسمي في الحكومة والسبب الكهرباء

كاد ملف الكهرباء أن يسبّب إشكالاً كبيراً في الحكومة، أمس، لولا تدخّل وزيري حزب الله لفضّ الاشتباك بين وزراء التيّار الوطني الحرّ ووزراء الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، وتقرّر ترحيل هذا الملف إلى الجلسة المقبلة منعاً لتداعيات سلبية تتهدد وحدة الحكومة

لم يمرّ قطوع الكهرباء على خير يوم أمس. لكن هذا الملف كان سبباً كافياً لإشعال فتيل خلافٍ جديد بين رئيس الجمهوريّة، ميشال سليمان، ورئيس تكتّل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، كان من نتيجته أن قاطع الأخير الإفطار السنوي لرئاسة الجمهوريّة.
وقد انشغل الوسط السياسي اللبناني بملف الكهرباء، إلى جانب الانفجار الذي حصل في أنطلياس، في ظلّ تبادل اتهامات بالتعطيل بين فريقي الحكم والموالاة، وهو ما دفع بعض المصادر في المعارضة إلى سؤال الموالاة عن سبب عدم إقرار القانون بأصوات نوابها وهي التي تمتلك الأكثريّة النيابيّة، و«خصوصاً أن عون نفسه كان غائباً عن جلسة مجلس النواب» بحسب هذه المصادر.

في جلسة الحكومة أمس، كان النقاش حاداً وحامياً. فعند بدء الجلسة، وبعد الكلام السياسي الذي يقوله رئيسا الجمهوريّة والحكومة، وشرح وزير الداخليّة عن انفجار أنطلياس، طلب وزير الطاقة والكهرباء جبران باسيل نقاش ملف الكهرباء وما حصل في جلسة أوّل من أمس. في المقابل، كان لدى رئيسي الجمهوريّة والحكومة ووزرائهما ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي رأيٌ يدعو إلى تأجيل بحث هذا الملف حتى الجلسة المقبلة للحكومة، بما أنه لديها مدة أسبوعيْن لتردّ على مجلس النواب، كما أن الخطّة الكهربائيّة قد وُزّعت أمس على الوزراء ولم تكن مدرجة على جدول الأعمال، «ولذلك من المنطقي إعطاء الوزراء بعض الوقت للاطلاع على الملف وإبداء ملاحظاتهم إذا ما وُجدت، كما أن المدعوين إلى الإفطار الرئاسي قد بدأوا بالوصول» بحسب أحد الوزراء. هنا احتد باسيل ووزراء التيّار الوطني الحرّ، فتساءل الأول عمّا إذا كانت هذه الحكومة واحدة وموحّدة، أو أن هناك من يُريد تفجيرها من الداخل؟ وتساءل عن سبب غياب وزراء ــــ نواب عن جلسة مجلس النواب الأخيرة في إشارة إلى وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي. وأضاف باسيل إن بعض أعضاء الحكومة عبّروا عن عدم موافقتهم على المشروع المقدّم، وقد غمز باسيل هنا من قناة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزير محمّد الصفدي.

ثم وصل النقاش إلى حدود محرجة استدعت تدخّل وزيري حزب الله حسين الحاج حسن ومحمّد فنيش لترطيب الأجواء ما بين وزراء التيّار الوطني الحرّ ووزراء ميقاتي والاشتراكي. واتفق على إعادة بحث ملف الكهرباء في جلسة يوم الخميس المقبل، كذلك تأجلت الموافقة على مشروع القانون الرامي إلى فتح اعتمادات إضافيّة إلى الجلسة عينها بسبب خلافات على الموضوع بين الفريقين عينهما. وأشار أحد الوزراء إلى أن هناك تناقضاً واضحاً برز بين الوزير وائل أبوفاعور والوزير غازي العريضي عند بحث موضوع الاعتمادات، ما جعل البعض يتساءل عن سبب هذا التناقض. لكنّ وزيراً آخر أشار إلى أن تأجيل بت هذا الموضوع، سببه رغبة الحكومة في إرسال مشروعي القانون المتعلقين بالكهرباء والاعتمادات الإضافيّة معاً إلى مجلس النواب، نافياً حصول خلاف على الموضوع.

وكان وزير الإعلام، وليد الداعوق، قد أعلن بعد انتهاء أعمال الجلسة الحكوميّة المكتملة الحضور، أن رئيس الجمهوريّة أبلغ الوزراء أن المجلس الأعلى للدفاع سيجتمع اليوم لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ سياسة مجلس الوزراء في الدفاع والحفاظ على الأمن، وذلك بعدما أعرب سليمان عن خشيته من انعكاس التطورات الراهنة على الأوضاع الأمنيّة الداخليّة.

وقال الداعوق إن وزير الداخليّة والبلديات مروان شربل عرض على نحو مفصّل الانفجار الذي وقع صباح أمس في منطقة أنطلياس، الذي تبين «أنه نتيجة لخلاف مادي وشخصي بين عدة أشخاص، بعضهم من تجار السيارات، ذهب ضحيته اثنان منهما أثناء سحب الصاعق المربوط بالقنبلة اليدويّة التي كانت بحوزة أحد الضحايا والبالغ وزنها 150 غراماً».

ومن أبرز مقررات مجلس الوزراء، التي أعلنها الداعوق، بدء الإجراءات الآيلة إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء الرقم 2 تاريخ 27/11/2008 القاضي بإقامة علاقات دبلوماسيّة مع دولة فلسطين، والتعاقد مع مكتب المحاماة الدوليLe Boeuf لمواكبة ترسيم الحدود وتحديد ومراجعة إحداثيّات المنطقة الاقتصاديّة البحريّة.

ومساءً، شدّد سليمان خلال الإفطار السنوي لرئاسة الجمهوريّة على أن واجب البحث الدائم عن الاستقرار والتوافق العام في لبنان «يحتاج أولاً من حيث المبدأ إلى أطر حواريّة خاصة وربما دائمة، والتوافق على قانون انتخابي جديد يعبّر بالصورة الفضلى عن رأي الشعب وتوازناته وتطلعاته، والمضيّ قدماً في وضع تصوّر شامل لموضوع اللامركزيّة الإداريّة، وصولاً إلى صوغ مشروع قانون يرفع إلى مجلس الوزراء، ومن ثمّ إلى مجلس النواب لاعتماده».

وأكّد سليمان أن الدعوة إلى الحوار لا تهدف إلى تحسين شروط فريق بعينه في وجه فريق آخر، أو تغليب منطق على آخر، بل إلى التوافق على سبل معالجة المسائل الخلافيّة العالقة، واستشراف الحلول الممكنة للمشكلات المستقبليّة قبل تفاقمها واستفحالها. وجدد الدعوة الآنيّة الى السعي الجاد لتطبيق ما سبق «واتفقنا عليه، وابتكار الحلول المناسبة للمشكلات العالقة أو المستجدّة وتغليب المصلحة اللبنانيّة العليا على أيّ اعتبار فئويّ أو خاص، والوعي لخطورة المرحلة والمخاطر المحدقة بالوطن والتحسب دوماً لعدوانية إسرائيل ومؤامراتها وذلك كي لا يطاولنا الندم، عندما لا ينفع الندم».

السابق
البناء: اتصالات مكثفة لمعالجة الملفات … والأعلى للدفاع يجتمع اليوم وسليمان: الحوار يستدعي مزيداً من البحث والمتابعة
التالي
البعث وسباق النهاية الدموي !