الاحتجاجات على انقطاع الكهرباء والمياه في صيدا

على الرغم من استفحال معاناة أبناء مدينة صيدا مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي، الذي انعكس شحّاً في المياه من دون وجود أعطال أو أسباب مقنعة سوى سوء التوزيع وتغذية مناطق على حساب أخرى تحت تصنيف السياحة، توازياً مع سلسلة تحركات احتجاجية يقودها «تيار المستقبل» بشكل منظّم، إذ يعمد مناصروه على استغلال هذه المعاناة لشنّ هجوم على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، متناسين الحكومات الحريرية المتعاقبة التي تجاهلت مطالب المواطنين.

واللافت أيضاً في هذه التحركات التي شملت العديد من أحياء المدينة وتشهد حرق الإطارات المطاطية، وقطع الطرق، أن من يقوم بحرقها هي المجموعة الحزبية «الزرقاء» نفسها التي تؤدي العمل عينه في معظم الأحياء التي شملها حرق الدواليب.
وبدا واضحاً وجلياً أن هذه التحركات التي يقودها تيار المستقبل تمثل غاية في نفس يعقوب، وهي مقدّمة لتحركات احتجاجية أخرى، ولكنها تقع في سياق الردّ السياسي على إخراج النائب سعد الدين الحريري من سدّة الرئاسة الثالثة.

سعد
أما سياسياً، فقد رأى رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن وضع الكهرباء والمياه في مدينة صيدا لم يعد يطاق، «فثمّة أحياء في المدينة مقطوعة المياه والكهرباء عنها بالكامل منذ أيام عدة، والتقنين القاسي يشمل بقية الأحياء، كما يشمل مناطق عديدة من لبنان».

ودعا الجميع إلى رفع الصوت والتحرك. «فالظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون نتيجة انقطاع المياه والكهرباء لا تحتمل، وهي تصيب الكل بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني أو الطائفي أو المناطقي».

وأشار إلى أن «الحكومة الحالية تتحمل المسؤولية عن هذه الأزمة، كما تتحملها الحكومات المتعاقبة منذ عشرين سنة حتى اليوم. ويشترك معها في المسؤولية المجلس النيابي أيضاً. ونحن نستهجن عدم إقرار المجلس النيابي يوم أمس مشروع إصلاح أوضاع الكهرباء، على الرغم من أن هذا المشروع كان قد حظي بموافقة الحكومة السابقة، فضلاً عن الحكومة الحالية. كما نستنكر موقف النائب فؤاد السنيورة وغيره من النواب الذين بذلوا قصارى جهدهم لعرقلة المشروع. والمثير للاستنكار أن النائب المذكور عندما كان في الحكم لم يبادر إلى إصلاح أوضاع الكهرباء، وها هو اليوم في المعارضة يعرقل أيضاً مشاريع الإصلاح، فلمصلحة من يعرقل؟ وهل وصلت به الكيدية السياسية إلى هذا الحد؟

وختم سعد موجهاً كلامه إلى «تيار المستقبل» الذي «استفاق متأخراً على وجود أزمة المياه والكهرباء قائلاً:«هذه بعض نتائج سياسات الحكومات الحريرية منذ عشرين سنة حتى اليوم! لقد أوقعت هذه الحكومات لبنان شعبه في الانهيار الاقتصادي والمديونية العالية، وتردّي الأوضاع المعيشية، وانهيار الخدمات ومنها الكهرباء والمياه. وإننا إذ نرحب بانضمام بعض قواعد تيار المستقبل إلى التحركات الشعبية، ندعو هذه القواعد إلى التنبّه إلى الكيدية السياسية في ممارسات قياداتها، كما ندعوها إلى محاسبة هذه القيادات على ما سببته من مصائب للشعب اللبناني على امتداد عشرين سنة».

«الفجر»
من جهته استغرب تيار الفجر «الاستغلال السياسي الفاضح لآلام الناس من قبل جهات تتحمل مسؤولية شبه كاملة عن خراب مؤسسات الدولة والفساد المستشري فيها طيلة عشرين عاماً تربعت خلالها على كرسي الحكم ..فإذا بهذه الجهات كعادتها تتباكى على هموم الناس ومصالحهم، وتنعى عدم تمتعهم بالخدمات، وكأنها خلال فترة سلطتها كانت توفرها لهم الكهرباء والمياه 24/24 !».

الحريري
أما النائب بهية الحريري، فطالبت في تصريح لها المسؤولين في مؤسسة كهرباء لبنان بإنصاف مدينة صيدا ومنطقتها بالتغذية بالتيار الكهربائي، لافتةً الى أن «المدينة لا تأخذ حاليا إلا 25 % من حصتها، وفي أحسن الأحوال لا تصل النسبة الى 50 %، ما يرتّب أعباء كبيرة على المواطنين، تؤثر سلباً على حياتهم اليومية ومصالحهم».

السابق
نحاس: لانشاء مرصد للاسعار يمنع التجاوزات الحاصلة
التالي
“جاد” معاُ لإعطاء السجناء حقوقهم