عدم مسؤولية ليفني

المضمون: يحمل الكاتب حملة شعواء على رئيسة المعارضة تسيبي لفني لانها انتقدت في مقابلة صحفية مع صحيفة «أتلانتيك» الامريكية سياسة نتنياهو ودعت الادارة الى زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية .
دعوت أكثر من مرة رئيس الحكومة وزعيمة المعارضة الى ان يضعا جانبا مطامحهما الشخصية والسياسية وينشئا حكومة وحدة من اجل دفع المصلحة القومية الى الأمام. لكن المقابلة الصحفية التي بذلتها لفني للصحيفة الامريكية «أتلانتيك»، وهي مقابلة استشاطت فيها غضبا على رئيس الحكومة نتنياهو أمام جمهور امريكي، لا تسبب لي التحفظ من ذلك فحسب بل تقتضي في نظري ان تستقيل من منصب رئيسة الحزب.

لماذا تجاوزت خطا احمر؟ لان لفني امتدحت بصراحة الرئيس اوباما لانه يستعمل ضغطا على نتنياهو، بل شجعت الادارة الامريكية على زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية. وقد أفرطت، وفي ملاحظة من المؤكد انها ستندم عليها في المستقبل، ذكرت موضوع «الولاء المزدوج» ليهود الولايات المتحدة – وهو موضوع حساس كان عنصرا مركزيا في حملات دعائية معادية للسامية سابقة.

أومأت لفني الى ان رئيس الحكومة نتنياهو ينشيء حالة قد تعرض يهود الولايات المتحدة للخطر لانها ستفرض عليهم ان يختاروا بين الاطراف. وقالت ان «رئيس الحكومة، على عمد أو على غير عمد، وضع اليهود الامريكيين في وضع معقد جدا… وضع يجب عليهم فيه ان يختاروا بين الاطراف وهم لا يريدون ان يكونوا في هذا الوضع». وتابعت فقالت ان «هذا شيء جديد يضطر يهود الولايات المتحدة الى ان يختاروا طرفا».

لسنا محتاجين الى لفني كي تقول لنا ان يهود الولايات المتحدة يريدون بيأس الامتناع عن مواجهة مع رئيسهم بشأن اسرائيل. فهذا من جهتهم كابوس حقا.
لكن لفني تصر على ان نتنياهو يجب ان يخضع في شؤون امنية أساسية وان يصبح تابعا لاوباما، وهي من جهة اخرى تنصح يهود الولايات المتحدة بعدم تحقيق حقهم الديمقراطي باعتبارهم مواطني الولايات المتحدة، في التعبير عن غضب على سياسة الادارة نحو اسرائيل.

ومن المغضب الشعور بأنه لو كانت لفني نفسها رئيسة الحكومة، اذا استثنينا فروقا ممكنة ضئيلة، لكانت ملزمة هي ايضا ان تعارض الضغوط من قبل اوباما. ومن هنا غضبي الكبير على لفني. فهي تعلم انه في اللحظة التي نضع فيها جانبا المتطرفين اليمينيين واليساريين في الليكود وفي كديما، لا توجد في الواقع فروق جوهرية تفرق بين الحزبين. فلماذا الاضرار بيهود الولايات المتحدة وبخيار حكومة اسرائيل ان تواجه اوباما؟.

قالت لفني في المقابلة انها تحافظ على القيم التنقيحية لوالديها اللذين كانا تابعين مخلصين لمناحيم بيغن. فهل تحافظ حقا؟ حتى انقلاب 1977 حظي بيغن وحزبه بمعاملة تحقيرية من قبل مؤسسة مباي، وعرف بيغن كيف يهاجم مباي بالكنيست وبالمظاهرات. لكنه عندما كان في الخارج وسئل عن سياسة الحكومة، من قبل يهود وغير يهود، رد بجواب راتب هو: حينما أكون خارج البلاد لا أندد أبدا بسياسة حكومتي. فاختلافات الرأي السياسية بيننا تدار في اسرائيل ويبت فيها الشعب.

يتم التعبير عن قوة الشعب الآن في الشوارع. فالشعب يطلب الى ساسته أن يصرفوا انتباها الى الرفاه وحاجات المجتمع. واذا نجح الاحتجاج فستكون النتائج ايجابية. لكن غضبا جماهيريا مشابها يجب ان يوجه الى ساسة يتجاهلون المسؤولية الرسمية حتى وهم في المعارضة، ويتابعون الدفع قدما لبرامج عملهم الشخصية.

السابق
انفجار في انطلياس قد يكون يستهدف أحد القضاة
التالي
الانفجار يستهدف سيارة لاحد القضاة نحمل الرقم 29592 وسقوط قتيل وجريح في حالة خطيرة