واشنطن تُعلن موقفاً تصعيدياً من الأسد غداً

رحبت الادارة الاميركية بزيارة داود اوغلو لدمشق. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند بأن الوزيرة هيلاري كلينتون تعتزم اجراء اتصال هاتفي مع نظيرها التركي بعدما كانت اتصلت به قبل الزيارة. ورأت انها "فرصة اخرى لتوجيه رسالة قوية مجدداً الى الاسد بأن قمع المتظاهرين السلميين لا يمكن ان يستمر".
وتعليقاً على ما نقلته الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن الاسد من انه ابلغ زائره التركي ان حكومته ستواصل تعقّب وضرب "الارهابيين"، قالت نيولاند انه من "المؤسف ان الرئيس الاسد لا يسمع الاصوات المتصاعدة في المجتمع الدولي، لوقف العنف، ولاحظت في هذا السياق "البيان القوي" الذي اصدره العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي دعا الى وقف آلة القمع وحض النظام السوري على الاصلاح، كما لاحظت ايضاً بيان دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية. واضافت "اذن الضغط على الاسد يتزايد، الامر المقلق هو انه لا يسمع".
واكدت ان واشنطن تواصل اتصالاتها مع حلفائها واصدقائها لفرض عقوبات اضافية على سوريا، بما في ذلك على قطاع الغاز والنفط السوري، مع اشارتها في هذا السياق الى ان هذه مسألة للدول الاخرى التي لها شركات تنشط في سوريا. وقالت ان حكومتها تطلب من الدول التي لها علاقات تجارية اوسع مع سوريا ان تدرس ما يمكن ان تقوم به لتعزيز الضغوط على الحكومة السورية. ورأت انه لا يزال ثمة مجال لاتخاذ الامم المتحدة اجراءات اقوى ضد النظام السوري.
وعن زيارة المسؤول عن الملف السوري – اللبناني في وزارة الخارجية فرد هوف لتركيا، ولقائه مستشاري اردوغان، قالت الناطقة ان هوف ناقش مع الاتراك مسألة العقوبات، لكنها امتنعت عن التطرق الى تفاصيل المحادثات، وان كررت ان الهدف هو تصعيد الضغوط الاقتصادية على الحكومة السورية. وانتقل هوف من تركيا الى المانيا لمواصلة مشاوراته في شأن العقوبات على سوريا.
وقال مسؤولون اميركيون لوكالة "الاسوشيتد برس" انهم يتوقعون موقفاً تصعيدياً حيال دمشق بحلول غد. واضافوا ان هذه الخطوة ستكون رداً مباشراً على قرار الاسد تصعيد القمع الوحشي للمتظاهرين المطالبين بالاصلاح وارسال الدبابات الى معاقلهم.
وبعدما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما والمسؤولون الكبار قد اعتبروا ان الاسد "فقد شرعيته" رئيساً وان عليه اما ان يقود الاصلاح واما ان يخرج من الطريق، فإنهم لم يدعوه تحديداً الى التنحي. لكن المسؤولين قالوا ان الصيغة الجديدة التي يتحدث عنها الزعماء الاميركيون ستتضمن دعوة صريحة للاسد الى التنحي.
ولمحت نيولاند الى توقف السياسة الاميركية المتبعة منذ سنتين للعمل مع الاسد وابعاد سوريا عن الفلك الايراني وتحويلها شريكاً اقليمياً للسلام والاستقرار. وقالت انه "لا يمكنك ان تقيم اي نوع من الشركة مع نظام يفعل مثل هذه الاشياء بالابرياء".

الموقف المصري

ودخلت مصر ايضاً امس على خط الازمة السورية، فقال وزير خارجيتها محمد عمرو ان "مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للاوضاع في سوريا"، وتخوّف من ان "يتجه الوضع في سوريا نحو نقطة اللاعودة". ودعا الى "وقف فوري للنار"، ملاحظاً ان "الاصلاح المخضب بدماء تراق وشهداء يسقطون بشكل يومي لا يجدي نفعاً". وطالب بـ"تحرك عاجل لاستعادة الثقة المفقودة"، كما دعا الى "توفير شروط لاقامة حوار وطني شامل يجمع كل اطياف المجتمع السوري". وحض دمشق على "اجراء الاصلاحات على المستوى الوطني لتجنب مخاطر تدويل لا نريده ولا تحتمله المنطقة". واضاف ان "مصر تواصل مشاوراتها بشكل مكثف مع الدول الشقيقة انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية والتزاماتها للمساعدة على ايجاد مخرج يوقف نزف الدم في سوريا، ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق".

السابق
“المستقبل”: كلام منصور في دمشق اعاد للاذهان أجواء الوصاية المرفوضة
التالي
عبد الله: لحل يؤكد العودة ولا يحرمنا حقوقاً إنسانية