الشرق الأوسط : حزب الله وميقاتي يحضان سوريا على الإسراع بالإصلاحات

كتبت "الشرق الأوسط " تقول ، حض نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "سوريا على أن يكون الحل بالحوار بين المعارضة والسلطة وكل مكونات الشعب السوري والنظام، وأن تكون هناك خطوات إصلاحية لتدعيم مسار الحوار والحل، وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف ورفض التدخل الأجنبي"، مشددا على أن "هذه القواعد هي التي تساعد لتنتقل سوريا من حالتها إلى حالة أفضل"، قائلا: "نحن مع سوريا المستقرة ولسنا مع سوريا المتوترة أو القلقة، ولسنا من الذين يقبلون أن يستخدم لبنان منصة لتصفية الحسابات مع سوريا، هذا خطأ وخطر وبالتالي من مسؤولية الحكومة اللبنانية أن تتابع بدقة ما يفعله خفافيش الليل من أجل توريط لبنان بأمور ليس له فيها".
واعتبر قاسم أن "هناك من يحاول زج لبنان في الأحداث السورية"، مشددا على أن "هذا الزج للبنان لا ينفع لبنان ولا ينفع سوريا، ولطالما قلنا وقال الجميع: يتأثر لبنان بما تتأثر به سوريا، وتتأثر سوريا بما يتأثر به لبنان، ومن المفروض أن لا يكون لبنان الخاصرة الأمنية الرخوة التي تستغل ضد سوريا". وأضاف: "هؤلاء الذين يطلقون التصريحات ويهيئون المناخات السياسية الملائمة لتهريب الأسلحة والأموال والإمكانات عبر الحدود اللبنانية أو عبر البحر، هؤلاء يجرون لبنان إلى معركة ليست لمصلحة لبنان لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي على هؤلاء أن يعلموا أن أعمالهم هذه ليست نصرة لأحد في سوريا، وإنما هي تخريب للبنان وتخريب لسوريا".
وفي السياق عينه، شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أن "العنف الدموي، الذي خبره لبنان لسنوات طويلة وعانى ويلاته، لا يمكن أن يكون حلا للصراع الدائر في سوريا حاليا، أو بديلا عن الحوار"، مثمنا "الموقف الحكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في دعوته إلى وقف العنف وإراقة الدماء وإلى الإسراع في الإصلاحات المنشودة التي من شأنها النأي بسوريا عن المزيد من دورات العنف وتحقيق أماني الشعب السوري الشقيق".
وقال ميقاتي: "لقد كان لبنان في الماضي القريب والبعيد ساحة للصراعات الإقليمية والدولية ودفع ثمنا لذلك من استقراره وسلامته، وهذه المرة الأولى التي تكون الساحات الأخرى مسرحا لتلك الصراعات، ويكون لبنان بمنأى عن تلك الصراعات، ويجب أن نغتنم الفرصة لتحصين لبنان ومنع تمدد نار تلك المواجهات إلى ساحتنا التي يجب أن تبقى هادئة لتكون ساحة للتلاقي بدل أن تكون ميدانا ساخنا للتفرقة والانقسام، فأي مصلحة للبنان بإقحامه في أتون النار المشتعلة في محيطنا؟". في هذا الوقت، تصاعدت الدعوات الداخلية من فريقي 8 و14 آذار لتحصين لبنان والسعي لتفادي انعكاس ما يجري في سوريا وتردي العلاقات السعودية السورية على الوضع الداخلي. وفي هذا الإطار، أعرب عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت عن تخوفه من "انعكاس الانهيار الأمني في سوريا على لبنان نتيجة اتساع رقعة الحدود المشتركة بين البلدين"، وقال: "الأمور لن تعود إلى الوراء بعد اليوم. أصبح على النظام السوري اتخاذ خطوات جذرية لاستعادة حد أدنى من المصداقية تجاه الرأي العام الدولي والعربي".
وفي اتصال مع "الشرق الأوسط"، اعتبر النائب في البرلمان اللبناني أحمد فتفت أن "موقف الملك السعودي وأصدقاء سوريا هو نتيجة واضحة لصمود الشعب السوري"، لافتا إلى أن "المملكة وبعد أن طفح الكيل وتجاوزت الأمور الحدود المسموح بها وبغياب تنفيذ أي من الوعود التي وعد بها النظام وجدت أنه حان الوقت لاتخاذ الموقف الرسمي الذي يدين الجرائم التي لا يجوز السكوت عنها بعد اليوم".
بدوره، أمل مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري "أن يكون لدى اللبنانيين الوعي الكافي لتجنيب لبنان انعكاسات الأحداث في سوريا وبالتالي الدخول في أتون النار"، مشددا على أن "إعطاء الرأي السياسي بالملف السوري من الباب الإنساني لا يضر كالتدخل المباشر بالأزمة السورية وإقحام البلد فيها من خلال نقل الصراع إلينا". وأعرب خوري عن "تخوفه على الوضع اللبناني الداخلي في ظل التطورات الخطيرة في المنطقة وبالتحديد بعد تدهور العلاقات السعودية السورية"، وقال: "مررنا بصعوبات متعددة وعلنا ولو لمرة واحدة فقط نتوصل لتفاهم داخلي يقينا شر ما يحصل في المنطقة".
وتطرق خوري للموقف السعودي المستجد من الأحداث السورية، فلاحظ أن "الكلام السعودي جاء بعد فشل المساعي الهادفة لحث النظام السوري على تنفيذ وعوده والإصلاحات التي طال انتظارها وخاصة بعد تصاعد حدة العنف والمجازر في سوريا"، لافتا إلى أن "الملك السعودي كان واضحا حين قال: إن هناك مسارين للأزمة إما الاستمرار بالعنف ما سيؤدي لانهيار النظام والمزيد من الفوضى أو التعقل وإيجاد طريقة للتفاهم مع المعارضة".

السابق
أمير قطر يبحث وخالد مشعل التطورات الفلسطينية
التالي
السفير: الحوار السوري التركي يتجدّد: الأولوية للاستقرار … والترحيب بأي مساعدة للإصلاح