أي مفاعيل للتضييق على النظام السوري ؟

يتوقف تطور مواقف دول عربية وغربية في شأن النظام السوري في المرحلة المقبلة على ما سيحمله وزير الخارجية التركي محمد داوود اوغلو في زيارته المرتقبة لسوريا. الا ان خروج الدول العربية عن صمتها العميق بعد خمسة اشهر مما يجري من احداث دموية يفتتح مرحلة جديدة تكتسب اهمية وابعادا على صعد عدة. اذ ان ما اعلنه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز محوري على طريق اطلاق الدول العربية الاخرى المواقف المماثلة والتي تعاقبت من دول خليجية اخرى تلت موقفا مبدئيا لكل من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. واهمية هذه المواقف انها تشكل ضغطا على النظام السوري الذي استظل في الاشهر الخمسة الماضية الصمت العربي من اجل مواصلة قمعه الحركة الاحتجاجية الشعبية في الاراضي السورية ويفتح الباب امام تصعيد المواقف الدولية من النظام بل انها تشكل غطاء وافيا للمجتمع الدولي من اجل المضي في ضغطه على النظام.

اضف الى ذلك انها تأتي في اعقاب بيان رئاسي صدر عن مجلس الامن الدولي اظهر تحولا اساسيا في الموقفين الصيني والروسي مما يجري من عمليات قمع في سوريا من جانب النظام على رغم ان روسيا انقذت هذا الاخير من قرار كان محتملا لو لم يتم ايجاد مخرج للبنان في موقف ملتبس من البيان الرئاسي ابلغته روسيا للرئيس السوري بشار الاسد قبيل حصول التصويت عليه وقضى بان "ينأى لبنان بنفسه" عن البيان بعدما لم يعترض عليه. فنالت روسيا الشكر على موقف حاول فيه لبنان ان لا يبتعد عن المجتمع الدولي ويخاصمه وان ينقذ النظام السوري من قرار كان محتوما وقدم خدمة كبيرة له.

الا ان هذا لا يعني ان روسيا لم تضع اولى علامات التغيير على الطريق في شأن موقفها من النظام وفق ما تم التعبير عنه على لسان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف. وتلته مواقف قد لا تكون قاسية من حيث تعابيرها لكنها قاسية في رمزيتها صادرة عن الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. الامر الذي يعني اشتداد الخناق على النظام وعلى طريقة مقاربته المطالب المحقة للشعب السوري الى جانب تحذيره مسبقا بالنتائج التي سيواجهها في حال استمراره في ما يقوم به على نحو يصعب معه توفير فرصة اخرى.

السابق
النهار: الحكومة تدافع عن موقفها وتلاحق تهريب السلاح
التالي
اضطرابات سوريا: كـلما رُتِقَت فُتِقَت