مجدلاني: لو أردنا التعطيل لما أقر قانون الحدود البحرية

  استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى، عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا لسماحته هي للتهنئة بشهر رمضان المبارك، جعله الله شهر خيرا على جميع اللبنانيين وخصوصا على الطائفة الإسلامية الكريمة، وكانت مناسبة لتبادل الآراء والاستماع إلى إرشادات سماحته في ما يخص الوضع اللبناني وخصوصا هموم الناس والوضع الإقليمي الذي يتفق الجميع على أنه مقلق جدا وحرج جدا، وخصوصا في ظل ما يرتكب من مذابح وجرائم بحق الشعب السوري الشقيق، نستنكرها استنكارا شديدا وندينها، ونتمنى للشعب السوري – ودون أي تدخل في شؤونه الداخلية – أن يصل إلى شاطئ الأمان الذي يريده، وخصوصا أننا من حيث الموقف السياسي مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ونحن ضد أي عنف يستعمل بحق أي شعب من الشعوب، ولا نتدخل في الأمور الداخلية حتى لا يتدخل أحد في أمورنا، وخصوصا أننا تحملنا الكثير من التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية".

سئل: كيف تنظرون إلى موقف خادم الحرمين الشريفين إزاء ما يحدث في سوريا؟
أجاب: "أعتقد أن هذا موقف طبيعي للمملكة العربية السعودية التي تقف دائما إلى جانب الضعيف، وإلى جانب الشعوب، وخصوصا إلى جانب الوضع العربي بشكل عام، فلذلك نحن لا يمكن إلا أن نؤيد هذا الموقف ونشكر خادم الحرمين الشريفين على موقف المملكة العربية السعودية مما يحدث من مجازر في سوريا ضد الشعب".

سئل: كيف تنظرون إلى مسار عمل الحكومة؟

أجاب: "أعتقد أننا رأينا الحكومة من خلال الجلسات التشريعية الأسبوع الماضي، فهي غائبة عن الوعي، وأردد القول إن هذه الحكومة وصلت نتيجة الانقلاب المعروف بأكثرية 68 صوتا، والأسبوع الماضي من خلال الجلسات التشريعية رأينا أنه كان هناك 48 نائبا للموالاة مع الوزراء، ولو أرادت قوى 14 آذار تعطيل جلسات واستعمال الأسلوب التعطيلي نفسه الذي استعمله الحزب الحاكم عندما كان في السلطة وعندما كان هناك استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، لكنا عطلنا هذه الجلسات وأكملنا تعطيل أمور الناس والمصالح الحيوية، ولما كان أقر قانون الحدود البحرية مثلا. ومن جهة أخرى، خلال مناقشات قوى 14 آذار، كان هناك دور فعال في تصويب الأمور ببعض الاقتراحات أو مشاريع القوانين من خلال إدخال تعديلات أساسية عليها أو من خلال إرجاء بتها، في انتظار مناقشات اللجان المختصة، وخلال هذه الجلسات كانت الحكومة غائبة كليا. صحيح أن الوزراء جدد، ومن غير الضروري أن يكونوا ملمين بكل أوضاع وزاراتهم، ولكن هل يمكن لوزير قادم على المجلس النيابي على جدول أعماله مشاريع قوانين، مشروع أو مشروعان يخصان وزارته، ولا يكون اطلع عليها وسأل الموظفين والمدير العام الذي يؤمن استمرارية الإدارة لديه؟"

واستغرب "أن الرئيس بري أمام بعض أسئلة النواب يسأل الوزير المختص الذي لا يكون لديه جواب لأنه لا يعرف، فهل هذا ممكن؟ هذا يدل على أن الوزراء هم أنفسهم غير مؤمنين بأنهم أصبحوا في موقع المسؤولية ويحسبون أنهم ما زالوا في المعارضة".

"حماس"

واستقبل المفتي وفد حركة "حماس" برئاسة علي بركة الذي قال بعد اللقاء:
"تشرفنا بزيارة سماحة مفتي الجمهورية وقدمنا له التهاني بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والأمن والأمان والاستقرار، وكانت مناسبة عرضنا فيها الوضع العربي بشكل عام والوضع الفلسطيني بشكل خاص، وأطلعنا سماحته على مجريات الحوار الفلسطيني في القاهرة حيث جرى الاتفاق بالأمس على استئناف تنفيذ اتفاق المصالحة، وكانت الأجواء إيجابية، والحمد لله سيتم إطلاق المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من الجانبين. وتم تشكيل لجان بذلك ولجان لإتمام المصالحة الميدانية، وسيعقد لقاء آخر للفصائل الفلسطينية في القاهرة بعد عيد الفطر. وقد توقفنا عند أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكدنا حرص الشعب الفلسطيني في لبنان على السلم الأهلي، وعلى أمن المخيمات، وطالبنا الحكومة اللبنانية بأن تدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين من خلال إقرار الحقوق المدنية والإنسانية واستكمال إعمار مخيم نهر البارد، وطالبنا سماحة المفتي بأن يكون له دور في إطلاق حوار لبناني-فلسطيني من أجل معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بكل جوانبها السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والقانونية، وقد أيد سماحة المفتي هذه الفكرة ووعدنا بأن يبحث في الأمر مع رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، لأن الحوار ينبغي أن يكون هو سيد الموقف لمعالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصا إذا حاولت الحكومة اتخاذ إجراءات بحق المخيمات".

وأضاف: "أكد سماحة المفتي ضرورة أن يسبق الحوار أي إجراء من الحكومة اللبنانية، لأن سماحة المفتي حريص على العلاقات اللبنانية الفلسطينية، ويعتبر أن الفلسطينيين في لبنان ضيوف أشقاء ينبغي أن يدعموا حتى يتمكنوا من مواصلة نضالهم من أجل العودة إلى فلسطين. كذلك أطلعناه على ما يجري في مدينة القدس من تهويد صهيوني متواصل ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووعد سماحة المفتي بأن يطلق رسالة في 21 آب المقبل في ذكرى إحراق المسجد الأقصى يوجهها إلى الأمة العربية والإسلامية نصرة للقدس وفلسطين".

والتقى مفتي الجمهورية مجلس أوقاف عكار وجرى البحث في مشروعاتها الوقفية، وتم إقرار ثلاثة مشاريع تطوير عمراني والسعي في تمويلها للتنفيذ.
كما التقى المفتي المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي قدم اليه التهاني بشهر رمضان، ثم رئيس فرع مخابرات بيروت العقيد جورج خميس في حضور مدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري. 

السابق
قاووق: 14 آذار انزلقت الى حدود المشاركة في الحرب على سوريا
التالي
قبلان: ليبتعد السوريون عن العصبية والاعتداء على الأبرياء مدان شرعاً