… غيرن في أحوالهن فاتن … ريما وياسمين حين يطوعن المأساة بإرادة الحياة

 
تركت ياسمين نخال المدرسة بسبب الحرب والهجرة وتزوجت حين بلغت 18 عاما " لكني اكملت دراستي مع ابنائي، لكن حياتي بقيت فارغة فالتحقت بدورة موزاييك وتطريز، حتى اؤمن عملا داخل المنزل حتى لا اضطر الى تركه والتسبب بمشاكل مع زوجي وقد شاركت مع اشخاص آخرين في المركز الحرفي اللبناني وبعت منتوجات في المعارض".
وتضيف :" لم يكن معي نقودا لشراء المواد الاولية، كان ابنائي يدعموني من مصروفهم اليومي لشراء المواد الاولية، وكان زوجي يتحداني ويقول ان كل ما اقوم به لن يؤدي الى نتيجة، كل هذا الضغط اعطى نتيجة عكسية اذ اصريت على اكمال الطريق ونجحت وتغير زوجي وتغيرت علاقته بي وصرت احصل على مدخول اضافي للعائلة".
هذه ثلاث نماذج لنساء أحدثن تغييراً طفيفاً في حياة عائلاتهن، لكنه تغيير أعطى نتائج ايجابية لمستقبل الأبناء والبنات.

يسلط معظم وسائل الإعلام الضوء على النساء البارزات والناجحات في المجتمع وخصوصاً اللواتي تتبوأن مراكز اجتماعية عالية بفعل الزواج أو الإرث. إلا أن هناك الكثيرات ممن انتفضن على الواقع ونجحن في تغيير حياتهن باتجاه الأفضل.

فاتن الحوري

ففاتن الحوري ارملة منذ اربعة اشهر، تروي قصتها :" تركت المدرسة في المرحلة الثانوية، كنا في الحرب، تزوجت، ورزقت بخمسة اولاد، لكن زوجي عانى من المرض منذ 16 عاما وصار مقعدا منذ خمسة اعوام وحتى وفاته".
"عند مرض زوجي احسست بالمسؤولية، كان علي العمل لتأمين مدخول البيت ماديا والصرف على اولادي. انا ابنة منطقة المزرعة تعرفت الى مؤسسة تمكين المرأة والتحقت بدورة طبخ اهلتني للعمل. عملت عاما في مطعم Goodies لكن وضع زوجي ازداد سوءا. وجدت عملا هنا في المؤسسة حيث تعلمت وهي قريبة من بيتي".
"غيابي عن بيتي تسع ساعات يوميا يؤثر على وضع المنزل لكن ابنائي يتفهمون الوضع ويساعدونني باعمال المنزل".
"الآن اطبخ في هذه المدرسة لأطعم 60 صبية تعشن هنا، ولولا قراري ببدء الحياة من جديد عند مرض زوجي لتفككت عائلتي وانتهت. الآن اشعر اني قد غيرت بواقعي. ولم تكن هذه التجربة الا تكرار تجربة والدتي التي لعبت نفس الدور، فقد توفي والدي وعمري عاما ونصف وعملت لتربية عائلتها، للمرأة دور في الحياة اكبر بكثير من الدور المرسوم لها اجتماعيا والعمل ضروري جدا لها وخصوصا ان تعمل بكرامة".

ريما جمال
اكثر من نصف عمر ريما جمال قضته بالتنقل من منطقة الى اخرى بسبب الحرب :" لقد ولدت في المنطقة الشرقية لبيروت، وتهجرت منها زمن الحرب ومنذ ذلك الحين ونحن ننتقل، والدي كان سائق تكسي نراه في المناسبات، وضعنا في الحرب جعلني أترك المدرسة بعد رسوبي بالصف مرات عدة، وبسبب وضعنا الاقتصادي تزوجت وأنا في الثامنة عشرة من عمري. بعد انتهاء الحرب وتدهور أوضاع زوجي الاقتصادية، انتسبت إلى دورات مختلفة (كمبيوتر، تمريض، لغات أجنبية) ولكن لم استطع ايجاد عمل ثابت".
"احببت أن أدرس فن الطبخ ولكن لم اجد مكانا في الدورة فالتحقت بدورة تصنيع الشوكولا، ثم وجدت عملا كمساعدة شيف".
مدخولي مخصص لتعليم بناتي الخمسة حتى لا تتكرر مأساتي معهن، لدي بنتان في الجامعة وثلاث في المدرسة. لا أريد شيئا في الحياة سوى حصولهن على شهادات جامعية تكون سلاحا بأيديهن. ولولا عملي لما أكملت بناتي دراستهن".
وتضيف ريما :" تعمل المرأة خارج المنزل وداخله لكن لا تتساوى مع الرجل بالأجر، فيمكن أن تجد رجلاً يقوم بنفس مهامي لكنه يتقاضى اكثر مني مع اني محتاجة للعمل اكثر".
 

السابق
منهجيات متناقضة في العودة لاستئناف المفاوضات لقطع الطريق أمام السلطة الفلسطينية في الوصول الى الأمم المتحدة
التالي
الزراعة في العرقوب ووادي التيم: قصص وحكايات من الماضي إلى يومنا الحاضر