السفير : جنبلاط يشيد بالموقف التركي من لبنان والقضايا العربية

 كتبت "السفير" تقول ، بينما يستأنف مجلسا الوزراء والنواب هذا الأسبوع مهمة معالجة رواسب "الشلل المؤسساتي" في المرحلة الماضية، بقي لبنان متأثرا ومؤثرا بالأزمة السورية، لا سيما مع توالي انكشاف عمليات تهريب سلاح الى العمق السوري، وآخرها عبر الحدود الشمالية، بعد وقت قصير من إلقاء مخابرات الجيش القبض على شخصين كانا يعتزمان تهريب السلاح الى بانياس، الامر الذي يشير الى احتمال تورط بعض القوى الداخلية في تغذية أحداث سوريا، بما يتجاوز سقف الموقف السياسي، في وقت كان وزير الخارجية عدنان منصور ينقل إلى الرئيس بشار الأسد تضامن المسؤولين اللبنانيين مع دمشق في محنتها، ورفضهم أي تدخل خارجي من شأنه أن يصب الزيت على نار الأزمة.
وعاد أمس الى بيروت النائب وليد جنبلاط بعد زيارة الى تركيا، التقى خلالها رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وقال جنبلاط لـ"السفير" إنه ناقش مع الأتراك الوضع اللبناني وأحداث سوريا والمصالحة الفلسطينية، منوها بأن الموقف التركي حيال كل هذه المسائل جيد.
وأشار الى أن حزب "العدالة والتنمية" لطالما وقف بثبات الى جانب القضية العربية والقضية الفلسطينية، وهو ما زال في هذا المسار.
في هذه الأثناء، استقبل الرئيس الأسد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، أمس، وأبدى – وفق ما نقل عنه منصور – "ارتياحه وامتنان سوريا وتقديرها للموقف الاخير للبنان في مجلس الأمن الدولي". وشدد الرئيس السوري على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن الاستقرار والأمن في سوريا ينعكسان على المنطقة برمتها.
وأشار الأسد الى أن ما يجري من أحداث سببه التدخلات الخارجية، لافتا الانتباه إلى حجم السلاح الذي يدخل الى سوريا بسبب التدخل الخارجي. ورأى أن سوريا تدفع ثمن موقفها الوطني والقومي.
كما نوه الأسد بتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، متمنيا لها النجاح في برنامجها الذي وضعته للخروج بلبنان من الأزمة.
والتقى منصور أيضا نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وهو قال لـ"السفير" فور عودته الى بيروت إن الرئيس الأسد "بدا مرتاحا جدّا لتطورات الأوضاع في سوريا، وبدا مصمما على السير في طريق الإصلاحات والتصدي للمسلحين الذين يعكرون الأوضاع الأمنية، وهو أبلغنا بأن الأمور بدأت تهدأ وخصوصا في مدينة حماه".
وأوضح أن الرئيس السوري استفسر عن موضوع الحدود البحرية، مشيرا إلى أن رسالة لبنان "التي نقلناها اليه مفادها عدم التدخل النهائي في شؤون سوريا الداخلية، ودعم لبنان لأمن سوريا واستقرارها".
وكان منصور قد قال في تصريحات أدلى بها في سوريا، رداً على سؤال حول ضبط عمليات تهريب الأسلحة من لبنان: أنا ضد أي عملية تهريب ولا نقبل بها بأي صورة من الصور ونرفض رفضا كاملا التدخل في الشأن السوري.
وفي هذا الشأن، أفادت الجمارك السورية أنه جرى أول من أمس ضبط شاحنة، لأحد التجار المعروفين، محملة بالسلاح على معبر العبودية ـ الدبوسية وهي في طريقها الى سوريا. وذكرت المصادر السورية أن الشاحنة كانت تعبر على أساس أنها محملة بقطع سيارات ليتبين بعد تفتيش دقيق أنها تضم في أرضيتها المموهة قطع سلاح وذخائر. وقد جرى توقيف سائق الشاحنة غ. م. وأحيل الى القضاء المختص.
وقال مدير جمارك حمص مجدي الحكمية في تصريح لـ"سانا" ان المهربات تتضمن 248 قطعة سلاح منها قناصات متطورة جدا وبنادق "بومبكشن" وكميات كبيرة من الذخائر والمعاجين التي تستخدم في صناعة المتفجرات. وعرض التلفزيون السـوري صورا للذخائر والأسلحة التي جرى ضبطها.
على صعيد آخر، واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي جولته على مختلف المناطق، وهي قادته أمس وأول من أمس إلى مدينة صيدا في زيارة تاريخية، قبل ان ينتقل الى الشوف، حيث عرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في قصر بيت الدين، عددا من الملفات المطروحة، ولا سيما مسألة الحوار الوطني.
وكشف مصدر كنسي عن "أنه تم التداول بين سليمان والراعي في إمكان تحويل هيئة الحوار إلى مؤتمر وطني للحوار يضم كل أقطاب وممثلي الطيف اللبناني ويبحث في عقد اجتماعي جديد، وهذا ما دأب البطريرك على ترداده منذ توليه السدة البطريركية".
وأوضح المصدر "أنه من غير المستبعد أن تتضمن كلمة رئيس الجمهورية في حفل الإفطار الرئاسي يوم الحادي عشر من الجاري في قصر بعبدا تصوراً أكثر وضوحاً وتفصيلاً لمسألة الحوار وكيفية مقاربتها من منطلق حماية لبنان من الأخطار المحدقة في ظل تطورات المنطقة ولا سيما السورية منها". 

السابق
النهار : لا تعيينات اليوم في مجلس الوزراء
التالي
المستقبل : نداء خادم الحرمين إلى “أشقائنا في سوريا قبل فوات الأوان”