الراعي يجول من صيدا إلى جزين فالشوف.. واليوم في الإقليم

 لم يختلف المشهد الاحتفالي في الشوف باستقبال البطريرك الماروني بشارة الراعي عن مشهدية تثبيت مصالحة الجبل قبل عشر سنوات. 7 آب 2011 لم يختلف بروحه الانفتاحية عن 7 آب 2001، يوم تحققت المصالحة بزيارة البطريرك نصر الله صفير الى الشوف والمختارة. عشر سنوات مرت فتكرر المشهد وعاد الشوف ليستقبل بشيبه وشبابه، بدروزه ومسيحييه بأقواسه وراياته، البطريرك الجديد، «حامل راية المصالحة والشركة والمحبة».
غاب وليد جنبلاط عن الصورة لارتباطه بموعد مسبق في تركيا (عاد مساء أمس)، لكن نجله تيمور حضر الى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ونواب وفعاليات المنطقة في باحة كنيسة سيدة التلة في «الدير»، ومن هناك وجه الراعي رسالة الى سليمان، قال فيها: «تعملون على استعادة لبنان دوره البناء في الاسرة العربية والدولية ونصلي كي تتمكنوا مع معاونيكم لتحقيق امنيتكم التي اعربتم عنها في عمشيت يوم قلتم انكم تسعون الى تفعيل الحوار الوطني مع قادة البلاد وممثلي الشعب، هذا الحوار الهادف الى حماية لبنان وتحصينه من المخاطر والتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية. نتطلع الى ان يتحول الحوار الى مؤتمر وطني شامل ينطلق من اساس وثيقة العيش معا بحيث يتلاءم واقعنا مع تحديات عالمنا العربي وتحديات العولمة».
الراعي تمنى لرئيس الجمهورية «طيب الإقامة (في بيت الدين) التي نتمناها مع الشوفيين طويلة»، ولسيدة التلة في عيدها دعوات رفعها الراعي «لخير لبنان، كيانا ونظاما وشعبا، ولاستقراره السياسي والأمني، ولازدهاره الاقتصادي والاجتماعي، ولاستعادة دوره البناء في الأسرة العربية والدولية».
عاون الراعي في القداس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة الياس نصار، والمطارنة: بولس مطر، طانيوس الخوري وفرنسوا عيد، الرئيس العام للرهبنة المارونية المريمية الجديد بولس طربيه، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك ايلي بشارة حداد، السفير البابوي غابريال كاتشيا ولفيف من الكهنة. وبعد القداس والعظة أزاح الراعي الستارة عن لوحة تذكارية تخليدا للزيارة، وأقيم حفل استقبال في صالون كنيسة سيدة التلة وغداء.
في جولته الراعوية الشوفية، رافقت الاحتفالات الراعي، وهو كان وصل كنيسة سيدة التلة على وقع صيحات الترحيب ونثر الورود، كذلك في جولاته داخل عاصمة الامراء وخارجها كانت الزغاريد بانتظاره، من متحف ماري باز للشمع الى قصر موسى الذي لم يكن مدرجا على جدول الزيارة، وكذلك في عين المعاصر.
في دير القمر، المحطة الرئيسة في جولة البطريرك الرعوية على ابرشية صيدا ساحلا وجبلا، حضرت السياسة في البيت الشوفي الداخلي، فكان ملفتا للانتباه «تموضع» الشخصيات الشوفية إن في القداس او في المراحل الاخرى من الجولة، حيث سار النائبان مروان حمادة وجورج عدوان مع البطريرك وجلسا قبالة نواب جبهة النضال الوطني والوزير السابق ناجي البستاني.
من دير القمر انتقل الراعي الى بعقلين، ثاني المحطات الرئيسة للبطريرك في الشوف. وفي مكتبتها الوطنية كان اللقاء الماروني ـ الدرزي. رؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات كانوا في استقبال «صاحب الغبطة» والوفد المرافق، وألقيت كلمات بالمناسبة بينها كلمة للنائب حمادة الذي رأى في حركة الراعي «ربيعا مسيحيا حقيقيا لا ينفصل سعيه الى الحرية وتغليب الديمقراطية عن كل اشكال الربيع العربي المحيط بنا والواعد». ورد الراعي بكلمة، توجه فيها الى «العزيز تيمور» قائلا «والدك يحملك كل الارث وكل التراث… نحن نتمنى لك ايها العزبز تيمور ان تواصل هذا الخط الكبير واعلم ان تاريخ قصر المختارة ستحمله انت كما حمله جدك ووالدك وهكذا سيتواصل هذا الخط الوطني المسؤول في طائفة بني معروف الكرام».
وقبيل مغادرة الراعي بعقلين تسلم من حمادة مجموعة كتب عن بعقلين وزرع شجرة زيتون في حديقة المكتبة تخليدا للزيارة. ومن بعقلين الى دير دوريت ثم ملتقى النهرين ليغادر منها إلى بكركي على متن مروحية.
بانتهاء يوم أمس، لم يكن الراعي قد انهى جولته الشوفية، وهو سيزور اليوم، منطقة اقليم الخروب ببلداته: علمان، بكيفا، مزرعة الضهر، دير المخلص، المطلة، وبيقون قبل أن يعود الى الشوف الأعلى من بوابة مزرعة الشوف حيث سيكون له استقبال كبير، ليُقام بعده عشاء في تمام السابعة والنصف مساء في الكرسي الاسقفي في بيت الدين، يحضره رئيس الجمهورية وممثل عن وليد جنبلاط هو الوزير علاء الدين ترو، اضافة الى وجوه شوفية وسياسية بارزة.
صيدا وجزين
وكان الراعي قد بدأ جولته الرعوية أمس الأول من صيدا، وقبلها بلدة الرميلة، وأقامت له بلدية صيدا (مراسل «السفير» محمد صالح) استقبالاً حاشداً، بالتعاون مع مطرانيتها، شاركت فيه وفود من رعايا قرى شرق صيدا وحشد كبير من فاعليات المدينة تقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة، النواب: بهية الحريري، عبد اللطيف الزين، علي عسيران، ميشال موسى وزياد اسود.
وألقى رئيس بلدية صيدا محمد السعودي كلمة ترحيب ثم تحدث الراعي متمنيا لصيدا أن تستمر محمية بوحدتها وتعدديتها وديمقراطيتها، وبكل الذين يتولون مسؤوليتها. وحيا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال «ذكرت الرئيس الحريري لكن لا انسى ابدا شهيد صيدا وشهــيدكم معروف سعد واحيي عائلته، ومصطفى وأحيي عائلته، والدكتور نزيه البزري واحيي عائلته، هؤلاء اسماء عناوين من سلسلة من الشخصيات اللبنانية العريقة الصيداوية التي اعطت المجتمع اللبناني من قلبها ومن عطاءاتها.
ثم قدم رئيس بلدية صيدا محمد السعودي للراعي درعا تكريمية باسم المدينة. بعدها حرص البطريرك الماروني على التوجه سيرا على الأقدام من البلدية إلى المطرانية المارونية في محلة البوابة الفوقا، عبر شارع رياض الصلح، أحاط به السنيورة والحريري وموسى، وتوجه مباشرة الى كاتدرائية مار الياس حيث ترأس صلاة ليتورجية قصيرة على نية صيدا.
واقيم للراعي حفل استقبال في صالون المطرانية شارك فيه، الى جانب السنيورة والحريري وعسيران والزين وموسى واسود، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور اسامة سعد، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود ومنسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود.
بعدها زار الراعي كاتدرائية القديس نيقولاوس في صيدا القديمة حيث التقى المطران الياس كفوري وعددا من الآباء.
وقد صدرت مواقف مرحبة بـ«الزيارة التاريخية» إلى صيدا، أبرزها من السنيورة، والنواب: بهية الحريري، ياسين جابر، علي عسيران ورئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد.
بعد الظهر، انطلق موكب الراعي الى بلدة حارة صيدا التي رفعت له أقواس النصر والاعلام اللبنانية والبابوية، ومنها الى بلدة عين الدلب حيث استقبل بالزغاريد ونثر الارز والورود على موكبه، فترجل من سيارته وحيا الجماهير التي كانت متوقفة على جانبي الطريق.
وبعد ذلك انتقل والوفد المرافق الى بلدة القرية شرق صيدا حيث رعى حجر الأساس لمشروع مار شربل السكني، باحتفال اقيم في البلدة في حضور النائبين ميشال موسى وزياد اسود.
وبعد جولة له في البلدة، انتقل الراعي الى بلدة وادي بعنقودين فبلدة لبعا. وقدمت له لوحة عن «الروح القدس» للفنان غسان محفوظ.
وتابع والوفد المرافق الى بلدة عين المير حيث تجمع الاهالي لاستقباله. ثم تابع الى بركة انان حيث استوقفه اهالي المنطقة، فباركهم، ولوحظ وجود اعداد كبيرة من اقواس النصر واليافطات المرحبة به على طول الطريق الممتد من صيدا الى جزين.
ووصل الراعي الى بلدة روم ومنها إلى عازور حيث كرس تمثالا للسيدة العذراء في ساحة البلدة، ثم الى الحمصية، فصباح.
المحطة التالية كانت في دير سيدة مشموشة. وبعدما اختلى الراعي في كنيسة الدير بصلاة فردية، ألقى رئيس الدير الآباتي سليم كلمة رحب فيها بزيارة البطريرك الماروني إلى منطقة جزين.
وأعقب ذلك لقاء جماهيري في ساحة مشموشة حيث تم تدشين النصب التذكاري للمقر البطريركي والمطرانية المارونية، ومن مشموشة انتقل إلى بلدة بكاسين حيث استقبلته وفود شعبية بنثر الأرز والورود، وقدم له مفتاح البلدة.
وبعد كلمة شكر ألقاها رئيس بلدية بكاسين حبيب فارس، انتقل الجميع إلى كنيسة مار تقلا حيث ألقى الراعي كلمة دعا فيها أبناء المنطقة إلى الالتزام بالعيش المشترك، وعدم بيع الأراضي لأنها أرض الأجداد.
بعدها توجه الراعي إلى جزين، حيث استقبلته وفود شعبية ورسمية قرب سيدة المعبور عند مدخل المدينة. وانتقل إلى تمثال السيدة ليبارك الجموع قبل أن يتوجه إلى سوق السد التراثي، سيراً على الاقدام. ومن هناك توجه إلى كنيسة مار مارون، حيث احتفل بالذبيحة الالهية وأقيم على شرفه حفل عشاء في صالون الكنيسة. ثم غادر بعدها عن طريق الشوف، متوجهاً إلى بيت الدين حيث أمضى ليلة السبت الأحد هناك.
 

السابق
الزراعة في العرقوب ووادي التيم: قصص وحكايات من الماضي إلى يومنا الحاضر
التالي
فصائل عين الحلوة تتقاتل والأهالي يدفعون الثمن