الجمهورية : منصور : الأسد أبلغني أنّ الأزمة عابرة

 كتبت "الجمهورية" تقول ، ظلت الأنظار أمس مشدودة إلى سوريا، حيث تتسارع التطورات الميدانية الناجمة عن المواجهة المتصاعدة بين النظام ومعارضيه، وقد ذكرت المعلومات أن الجيش السوري اقتحم بالدبابات مدينتي دير الزور والحولة في ريف حمص، ما أسفر عن مقتل 70 مدنيا وجرح العشرات.
في غضون ذلك، أكد الرئيس بشار الأسد "أنّ الأزمة التي تمر بها سوريا هي أزمة عابرة وستخرج منها قريبا"، على حد ما نقل عنه لـ"الجمهورية" وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي التقاه أمس، وسيطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارته لدمشق خلال الجلسة التي سيعقدها في السراي الحكومي الكبير قبل ظهراليوم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكّد منصور لـ"الجمهورية"، بعد عودته من دمشق، ارتياحه إلى نتائج محادثاته مع المسؤولين السوريّين، مؤكّدا أنّها "كانت ممتازة". وأوضح أن الأسد عرض خلال اللقاء للعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وأكّد له "أن الأزمة التي تمر بها سوريا هي أزمة عابرة وستخرج منها قريبا، مشيرا إلى أنه سبق لسوريا أن شهدت أزمة من هذا النوع واستطاعت أن تتجاوزها".
واضاف منصور ان الاسد "شرح الهجمة التي تتعرض لها سوريا بثوابتها ومواقفها، وتوقف عند التدخلات الخارجية في الشأن السوري والسلاح الذي دخل الى سوريا من مختلف المناطق المجاورة لها، حيث تم تسريب اسلحة متطورة استخدمها المناوئون للسلطة".
وقال منصور ان الاسد "بدا خلال المحادثات مرتاحا جدا وواثقا بالخروج من الازمة التي تمر بها سوريا، وشدد على ضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ضوء الاتفاقات التي تم توقيعها في هذا الصدد، وأكّد دعمه للبنان في موضوع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة والاستفادة من ثروته النفطية في البحر".
واضاف منصور ان الاسد وجميع المسؤولين السوريين الذين التقاهم حمّلوه تحياتهم الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وذكر ان الرئيس السوري "سجّل لي انني اول وزير خارجية لبناني وعربي يزور سوريا منذ بداية الازمة التي بدأت منتصف آذار الماضي. وابدى شكره للبنان على الموقف الذي اتخذه مجلس الامن اخيرا بالنأي عن البيان الرئاسي الذي اصدره ازاء الازمة السورية. واوضحت له في المقابل ان هذا الموقف ناجم عن قناعة راسخة، فلبنان يرفض كل ما يسيء الى امن سوريا وكل عمل يضر باستقرارها، لأن استقرارها من استقراره والعكس صحيح".
ولفت منصور الى ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم شكرا الموقف اللبناني في مجلس الامن. واشار الى ان المعلم بحث معه في "تفعيل العمل الاغترابي اللبناني والسوري في الخارج بما يصب في خدمة السياحة بين لبنان وسوريا".
وأضاف ان المعلم اثار معه ايضا موضوع تهريب السلاح الذي يحصل من الاراضي اللبنانية الى سوريا، وابلغ إليه ان السلطات السورية احبطت 30 محاولة من هذا القبيل، وقبضت على المهرّبين وضبطت الاسلحة التي كان يراد ايصالها الى المناوئين للنظام، كما تم اكتشاف مخازن اسلحة تحتوي كميات كبيرة.
وردا على سؤال عن الموقف السوري من التصريحات التي يدلي بها بعض السياسيين في المعارضة ضد سوريا، قال منصور انه لمس من القيادة السورية انها لا تتوقف عند كل تصريح، ولكنّها تضع في سلتها التصريحات المؤيدة لها والمعارضة، وتدرج كل تصريح في اطاره وظروفه.
وردا على سؤال آخر قال منصور "ان الاتصالات والمشاورات اللبنانية – السورية ستتواصل عبر مختلف القنوات، وخصوصا عبر السفارتين، السورية في بيروت، واللبنانية في دمشق. واشار الى ان انعقاد قمة لبنانية – سورية او اجتماع للمجلس الاعلى اللبناني السوري لم يكن موضع بحث خلال المحادثات "ولكن تبادل الآراء سيستمر بين البلدين، وهذا لا يمنع من انعقاد لقاءات بهذا المستوى أوغيره اذا دعت الحاجة مستقبلا".
وكان منصور زار دمشق أمس لساعات والتقى الاسد ونائبه الشرع والوزير المعلم، وأفادت وكالة "سانا" السورية ان الاسد بحث مع منصور في "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها.
كما تناول اللقاء الأوضاع اللبنانية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، إضافة إلى الأوضاع في سورية، إذ أعرب منصور عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، مؤكّدا أن استقرار لبنان هو من استقرار سورية، وأن ما يجمع البلدين أكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة والأخوّة".
وأضافت "سانا" أن الأسد أكد "أن سورية ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة، وأن التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرق ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها".
وعن اللقاء بين الشرع ومنصور، أفادت "سانا" أن البحث تناول "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق تطورها المستقبلي والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية".
وقال منصور في ختام المحادثات: "بحثت مع الرئيس الأسد مواضيع ثنائية تهم البلدين في مختلف الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية. ونحن في لبنان حريصون كل الحرص على أمن سورية واستقرارها لأن أمن هذا البلد واستقراره هو أمن واستقرار للبنان، وما يضير سورية الشقيقة يضير لبنان".
وردّا على سؤال حول موقف الحكومة اللبنانية من مسألة تهريب أسلحة من لبنان إلى سورية، قال منصور: "نحن ضد أي عملية تهريب ولا نرضى بها بأي صورة من الصور ونرفض رفضا كاملا التدخل في الشأن السوري وفي شأن أي دولة عربية شقيقة".
وفي شأن تصريحات بعض النواب حول سوريا قال: "نحن لا نعلق أي أهمية على التصريحات التي تصدر من هنا وهناك والتي تتناول سورية أو تسيء إليها. وهناك موقف لبناني واضح متمثل بموقف الحكومة اللبنانية الداعم والمؤيد لسورية التي تجاوبت مع مطالب الإصلاح ولجأت إلى خطوات عملية بهذا الشأن".
وكان وزير الخارجية اللبنانية وصف في تصريح للوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام عند نقطة العبور اللبنانية – السورية في جديدة يابوس صباح أمس العلاقات السورية اللبنانية بأنها ليست علاقات بين بلدين متجاورين فقط، وإنما هي أكثر من ذلك بكثير كعلاقات التاريخ والجغرافيا والأمن والاستقرار في المنطقة وقال: "نجد أن سورية ولبنان بلدان يتقاسمان الهموم المشتركة والروابط المتينة التي تربطهما منذ مئات السنين".
وأضاف: "نحن نتابع باهتمام ما يجري في سورية ونتطلع إلى أن يستتب الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي يضطلع بدور قيادي في المنطقة ودور وطني وعروبي مميز في الصراع مع إسرائيل".
وأصدرت السفارة اللبنانية في دمشق بيانا إثر زيارة منصور، قالت فيه إنه نقل إلى الأسد "تحيات المسؤولين اللبنانيين، وعبر عن تضامن لبنان مع سوريا لما فيه مصلحة استقرارها وأمنها وسيادتها ووحدة اراضيها، وأكد له ان لبنان يتابع باهتمام وحرص شديدين ما يجري في سوريا انطلاقا من مبدأ ثابت قوامه ان أمن لبنان من أمن سوريا والعكس صحيح. كما أثنى الوزير منصور على الخطوات الاصلاحية التي أقرتها القيادة السورية وبدأت بتنفيذها عمليا، متمنيا ان تساهم هذه المسيرة الاصلاحية في تعزيز تلاحم الشعب السوري الشقيق وازدهاره ومنعته باعتبار ان الاصلاح هو مسيرة مستمرة ومطلب طبيعي ومشروع تعمل القيادة السورية على تلبيته وفق الأجندة الوطنية الاصلاحية التي أعلن عنها الرئيس بشار الاسد. كما حيا الوزير منصور مواقف سوريا القومية ودعمها المستمر لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية".
أضافت السفارة أن الرئيس السوري عبر "عن تقديره لموقف الحكومة اللبنانية في حرصها على الاستقرار في سوريا، مثمنا الموقف الذي اتخذه لبنان في مجلس الامن، كما أكد الحرص على متابعة مسيرة تعزيز العلاقات اللبنانية – السورية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين. ولفت الرئيس الاسد الى أهمية إيلاء الجانب الاقتصادي عناية خاصة في العلاقات الثنائية لكي يشعر المواطنون والقطاع الخاص في البلدين بأهمية تلك العلاقات والمصلحة المشتركة المهمة التي تحققها".
من جهة ثانية، يجتمع مجلس الوزراء اليوم في السراي الحكومي في جلسة يستكمل فيها درس ما تبقى من بنود جدول اعمال جلسته السابقة، وهي بنود خالية من اي تعيينات إدارية جديدة. على ان تنعقد الجلسة المقبلة يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري، ويعقبها الافطار الرمضاني السنوي التقليدي الذي يقيمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان على شرف القيادات الاسلامية الروحية والزمنية، ويدعو اليه أيضا مرجعيات وقيادات سياسية ودينية من كل الطوائف.
وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" ان تعيين محافظين ليس مطروحا في جلسة اليوم، ولكن هذا الملف يجري درسه لدى الدوائر المختصة التي سترفعه الى مجلس الوزراء فور جهوزه.
وفي هذا الصدد أكد وزير الداخلية مروان شربل في حديث متلفز أمس "أنَّ المحافظين سيتم تعيينهم وفقا للآلية التي أقرها مجلس الوزراء سابقا"، وقال إنَّ "الأولوية تأتي لتعيين محافظ جبل لبنان، فضلا عن تعيين محافظي بعلبك الهرمل وعكار". 

السابق
الأخبار : جنبلاط يلتقي الحريري “خلال أيام”
التالي
الحياة : الجامعة العربية تدعو الى وقف العنف فورا … ودمشق تأمل بان يراجع مجلس التعاون موقفه