أميركا على حد السيف

 ساعات حاسمة تعيشها الولايات المتحدة، الدولار يقف على حد السيف، بل الولايات المتحدة باقتصادها العظيم تقف على مفترق طرق بسبب قضية سقف الديون··
فاذا وقع سقف الديون الاميركي فسيسقط على رؤوس الجميع في أميركا واوروبا والعالم الثالث ايضاً· فالآتي اعظم ويشبه تسونامي جديداً يضرب الاقتصاد الاميركي ويخلخل النظام المالي العالمي···

هذه اللعبة الخطيرة التي يلعبها الجمهوريون والديمقراطيون في واشنطن من أجل الانتخابات الرئاسية الجديدة في العام المقبل، جعلت العالم يحبس انفاسه·

قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب أخّروا التصويت على مشروع البيت الابيض لمعالجة الديون الاميركية برفع سقف الاقتراض واقترح الجمهوريون خطة بديلة تقضي بالسماح باقتراض مشروط ولبضعة اشهر فقط·

لذلك كل الانظار متجهة الآن نحو واشنطن التي حددت تاريخ الثاني من آب كحد فاصل، اي يوم الثلاثاء المقبل، حيث توقعت مصادر رسمية اميركية كارثة اقتصادية ومالية إذا لم يتم الاتفاق على مشروع البيت الابيض، وهذا يعني ان الولايات المتحدة ستتحول الى دولة عاجزة عن سداد فواتيرها التي تتعلق بالرواتب والمساعدات والانفاق العسكري حيث قواتها متواجدة كقوة احتلال في افغانستان والعراق، وهذا بالتالي سيؤثر سلباً على علاقاتها الخارجية···

وتوقع البعض ان يلجأ الرئيس اوباما في مواجهته الجمهوريين الى التعديل الدستوري الرابع عشر الذي يخوله اتخاذ قرار منفرد برفع سقف الدين، وهو التعديل الذي يعود الى فترة الحرب الاهلية التي وقعت في الستينيات من القرن التاسع عشر حيث وقفت الولايات المتحدة على حافة الافلاس، واعتقد انه تم بيع سندات لافراد الشعب في ذلك الوقت لانقاذ الدولة من اعلان افلاسها، حيث تمكن الرئيس ابراهام لينكولن من حسم المعركة العسكرية والمالية وانقاذ الدولة الاميركية الموحدة···

اما قضية رفع سقف الدين فقد وافق عليها الكونغرس الاميركي لاول مرة عام 1917 عندما شاركت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الاولى، وذلك لمنح الحكومة مرونة اكثر لتغطية نفقاتها على ان لا تتجاوز الديون الحد القانوني···

هذا القرار شجع الحكومات المتعاقبة على الاستدانة، بحيث تم رفع سقف الدين من عام 1917 الى عام 2010 حوالى 100 مرة وارتفع الدين من تريليون الى 14.3 تريلون في العام 2010·

واليوم، العالم كله يتابع باهتمام اهتزازات النظام الاقتصادي والمالي الاميركي وارتداداته المؤثرة في الاقتصاد العالمي، وان كان البعض يعِّول كثيراً على امكانية التوصل الى اتفاق مشترك بين الجمهوريين والديمقراطيين في نهاية الصراع الذي هز موقع الرئيس الاميركي في الداخل والخارج··· 

السابق
لماذا المخيمات؟
التالي
على ساعة أوغلو