المستقبل : الجميل: ما نفع الحوار حول المحكمة وهم

 يعتبرون القتلة قدّيسين
دعم الشعب السوري في لبنان ممنوع.. وللنظام مسموح!
المستقبل قالت :
على وقع التطورات الدراماتيكية للأوضاع في سوريا، يزداد التجاذب اللبناني على خلفية هذا الموضوع. ففي حين تتجرع هيئات مدنية وناشطون ومثقفون الصعاب لتسجيل موقف تضامن مع الشعب السوري، تدفع قوى الممانعة باتجاه معاكس ولو عبر "التشبيح" و"البلطجة"، وبغض النظر عن مآل هذا التجاذب بقي قرار لبنان الرسمي "النأي" بنفسه عن بيان إدانة سوريا في مجلس الأمن، محل متابعة ورصد وتسجيل مواقف.
وأمس، سجّلت مفارقة لافتة غداة تعرض مجموعة من الناشطين لاعتداءات خلال اعتصام أمام مقرّ السفارة السورية في شارع الحمرا، إذ أقدم مؤيدون للنظام السوري إلى استباق اعتصام كان مقرراً دعماً للشعب السوري، على تخطي الحواجز الأمنية والاحتشاد أمام السفارة رافعين صور الرئيس السوري بشار الأسد، مرددين شعارات مؤيدة له ولنظامه، وشعارات أخرى تهاجم الشخصيات الاستقلالية في لبنان.
وقد استنكر النائب مروان حمادة تصرف السفارة السورية مع التظاهرة التي حصلت قبل أيام أمامها، مشيراً إلى أنَّ هذه السفارة "تصرفت مع المتظاهرين وكأنها مديرية أمن في درعا أو حماه"، ولفت إلى أنَّ "السفارة السورية في بيروت تحولت إلى مربع أمني، وهناك بعض الأحزاب تقوم بحجة حماية السفارة بمنع أي تحرك للتضامن مع الشعب السوري"، وأضاف "حتى مسيرة الشموع تُعتَبر أنَّها تشكل تهديداً".
ورأى حمادة أنَّ قرار الحكومة اللبنانية بـ"النأي بلبنان" عن بيان مجلس الأمن "أمر معيب".
توازياً، دعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى ندوة تعقدها في مقرها في الأشرفية غداً، تحت عنوان "دفاعاً عن الحريات العامة"، وذلك "رفضاً لتكرار 7 آب 2001 في 2011 في شارع الحمرا وساحات بيروت، بالأيدي نفسها والعقلية نفسها، ولأن 14 آذار هي المؤتمنة على الحريات كما على قيم السيادة والاستقلال والعدالة".
سليمان والنسبية
في غضون ذلك، نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان عنه تأييده لاعتماد النسبية في قانون الانتخابات الذي يجري التحضير له في وزارة الداخلية "لما لهذا القانون من إيجابيات على صعيد تخفيف حدّة الاستقطاب الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين". وقال الزوار إن "لقاءات رئيس الجمهورية مع وزير الداخلية مروان شربل تتركز في جزء كبير منها حول هذا الموضوع، ليُصار إلى الخروج بقانون انتخاب يتلاءم مع توزيع الأقضية والمحافظات اللبنانية".
من جهة أخرى، أبلغ عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج "المستقبل" أنه "بحث مع رئيس الجمهورية في مشاريع القوانين التي ستدرس الأسبوع المقبل في الجلسة التشريعية"، مشيراً إلى أن "البحث تركز على القوانين المتعلقة بالكهرباء، والتي سيحرص على تقديم شروحات عنها الأسبوع المقبل بصفته رئيساً للجنة الاقتصاد النيابية".
الجميّل
في المواقف، أعلن رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل خلال انطلاق المؤتمر الكتائبي التاسع والعشرين أن "ما رفضناه لإسرائيل وللنظامِ السوري وللمنظماتِ الفلسطينية، لن نسمحَ به لأحدٍ ولو كدّسَ كل أسلحةِ العالم"، مؤكداً أن "لا أحد في لبنان يريد رأس "حزب الله"، ولكن لا نَقبل أن يهدد سلاحه رؤوسنا". وسأل "ما نفعُ الحوار حول السلاح وهُم يعتبرونَه مقدساً وما نفع الحوار حولَ المحكمة وهم يعتبرون القتلةَ قديسين؟"، معتبراً أنه "لو كان المتهمونَ قديسين، لما كان لدينا شهداء"، وقال "قبل بلوغِ نُقطةِ اللاعودة، يَجدُر بـ"حزبِ الله" أن يُدركَ أنَّ مشروعَه مَرصودٌ بالفشلِ الحتمي، معتبراً أن الحكومةَ "وضعت لبنان في عينِ العاصفة، وفي مواجهةِ أكثريةِ الشعبِ اللبناني وكل المجتمع الدولي، وهو وضعٌ قَلما عرَفه لبنانُ منذ استقلاله(..)".
أهالي المساجين
إلى ذلك، وغداة سقوط اقتراح خفض السنة السجنية أمام الهيئة العامة في مجلس النواب، سجّلت أمس حركات احتجاج قام بها أهالي سجناء سجن روميه الذين قطعوا طريق المطار بالأطر المشتعلة احتجاجاً على هذا الأمر، فيما تردد أن المساجين في سجن رومية يعدّون لحركة احتجاج على هذه الخلفية.
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أمس، أشارت فيه إلى أن عدداً من المواطنين "أقدموا في محلة الكوكودي طريق المطار القديم، على التجمهر وقطع الطريق المؤدية إلى المطار بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على عدم تعديل السنة السجنية للمساجين في مجلس النواب"، ولفتت إلى أن "قوى من الجيش المنتشرة في المنطقة تدخلت وعملت على فتح الطريق وإعادة الوضع إلى طبيعته".
رسالة روسية
وأكدت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"المستقبل" أن الوفد الروسي جاء بقرار روسي لدعم لبنان وتفعيل التعاون الثنائي معه في كل المجالات، لا سيما ما كان مقرراً سابقاً للجيش اللبناني، عبر تسريع عجلة البروتوكول الموقع سابقاً في هذا الخصوص. وبالتالي حمل الوفد رسالة مباشرة من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى الرئيس ميقاتي.
وتابعت الأوساط أن الحكومة تعكف على إصدار المراسيم التطبيقية لقانون تحديد الحدود البحرية للبنان.
من جهة أخرى، لفتت الأوساط الى أن ميقاتي يؤيد دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، لأنه يعتبر أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحلّ الخلافات، ومن الأفضل أن تجد هذه الخلافات حلولاً على طاولة الحوار 

السابق
الشرق : الدعم الايراني المالي توقف…
التالي
الاخبار : الموقف من سوريا يعيد “شدشدة “خطاب المستقبل