المستذئبون… إلى حماة

 وسط الصمت القاتل، تتدحرج كرة النار من مدينة إلى مدينة في سوريا. شرارات ملتهبة أشعلتها أنامل أطفال اختاروا يوما اللعب مع الحرية، فخطت أناملهم الرقيقة على الجدران أحجية "إرادة الشعب بإسقاط النظام". فكانت النتيجة أن تقطعت أصابعهم وتعرضوا لأعتى أنواع التعذيب. فثار أهلهم والثورة اللعبة تحولت إلى حقيقة. لعل هؤلاءالأطفال قد ادّعوا اللعب والبراءة فيما كانوا يكتبون. فهم، في النهاية، تجرأوا على فعل ما لم يجرؤ آباؤهم على فعله، معتقدين أنه يحق للطفل ما لا يحق لغيره.

ومع بدء الشهر الفضيل، قرّر المستذئبون عندنا أن يصوموا عن بيروت ليفطروا على أجساد العزّل في حماة. فرائحة الدم والظلم تغريهم ولو عن بعد.

لقد فاتهم أيضا أن التكنولوجيا، التي طالما تأففنا منها، باتت السبيل لإظهار الحق، وإطلاق صور الحقيقة لدحض الأكاذيب والافتراءات التي تستخف بالعقول، كل العقول مع تفاوت درجة ذكائها.

فدراكولا مع الشبيحة والمستذئبين ومصاصي الدماء، قدموا نسخة عربية متقنة لأفلام رعب باتت، للأسف، تعبّر عن ثقافة أنظمتنا.

وفي النهاية، يبقى السؤال: "إلى متى هذا الصمت؟"

فيرتدّ السؤال بعلامات استفهام كثيرة تدور فوق رؤوسنا، تتحدث عن الخوف والرهبة. فالظلم جائر، والجرأة والشهامة والعدالة مغيّبة خوفا من لسعات كرة النار المتأججة. ويبقى الصمت سيد الموقف منذ الأزل، وتبقى شعوبنا هي من يدفع الثمن. إنّه قدرنا! 

السابق
لو لم تكونوا أغنياء، لكنتم زملاء المشرّدين
التالي
نـائـب “شــاب” عـن الأمّــة!