غزة تهبّ لمساعدة الصومال: نحن معكم…

أقسمت سمية على زوجها أن تتبرّع بالخاتم، الذي أهداها إياه يوم زفافهما قبل 4 أشهر، لحملة أطلقت في غزة لإنقاذ أطفال الصومال. فوافق الزوج، الدكتور عبد الرحمن الحداد فرحاً، واتصل بمكتب «اتحاد الأطباء العرب» القائم على الحملة، طالباً منهم الحضور لاستلام الخاتم. لم يتمالك زوج سمية، مدير المكتب، نفسه خلال سرده قصة الخاتم اذ شعـــر الطبـــيب المصري المقيم في غزة منذ حرب كانـــون الاول 2008، بقيمة مختلفة للحياة، وأخذ يردّد «إن جرح الأمة غزة.. لا تنسى واجبها»…
قصة مشابهة بطلتها طفلة في العاشرة من عمرها اتصلت على رقم الهاتف المدون على ملصق الحملة، وسألت: «معي 30 شيكلاً (8 دولارات) هل تكفي؟»… قالت انه مصروفها الشخصي الذي كانت تدخره لشراء ملابس في العيد…
المعاناة في غزة لم تمنع شعبها من مساندة الحملة التي أطلقت لإغاثة أطفال الصومال. وطلب «اتحاد الأطباء العرب» من مقتدري القطاع 10 دولارات فقط لإنقاذ حياة طفل صومالي وإعالته لشهر كامل، ففوجئ القائمون بتبرعات تفوق ما طلبوا.
يقول الحداد الذي يجمع التبرعات بنفسه لـ«السفير»، «كانت لدي مخاوف من أن لا نجمع شيئاً، لكني لا أصدق الآن كل من في غزة يهب للمساعدة، إنهم كرماء رغم ما بهم من ألم كبير». وأضاف أن إطلاق الحملة جاء بأهداف ثلاثة، الاول يتمثل بالقيمة المعنوية التي يحملها تبرع الغزاويين الذي يهبون لنصرة المحتاجين أمثالهم، والثاني، تعزيز ثقافة المشاركة بين المسلمين، اما الثالث، فالتبرع بمبلغ قليل يقتدر الناس على دفعه. واردف الحداد قائلاً إن غزة رغم معاناتها واستمرار الحصار عليها، تحمل قيم وثقافة التعاطف والتكامل والعطاء.. «الناس هنا مستعدون للتضحية بقوت أطفالهم لأجل غيرهم، قليلون من الناس كأهل غزة».
وأشار إلى أن موظفين حكوميين ومن القطاع الخاص في غزة بدأوا بحملات شخصية لجمع التبرعات من أماكن عملهم وتحويلها لمكتب الاتحاد ليــقوم بتحويلها إلى القاهرة ومن ثم شراء الحاجيات وإرسال الحملات إلى الصومال.
ليست هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الغزاويون في مثل هذه الحملات. ففي وقت سابق قام أطفال وجمعيات تعنى بكسر الحصار عن القطاع الساحلي بجمع تبرعات نقدية وعينية لمتضرري كارثة زلزال هايتي وتم تسليمها للصليب الأحمر الدولي.
ويعيش في غزة أكثر من 800 ألف فلسطيني تحت خط الفقر، فيما تسجل البطالة بين سكانه المليون ونصف، نسبة 45 في المئة. ويتلقى هؤلاء مساعدات شبه منتظمة من منظمة «الأونروا» ومؤسسات محلية ودولية تنشط في القطاع.
ولعل غزة بمساندتها لهذه الحملة تريد أن تقول لمن وقف إلى جانبها ومن لم يقف «إننا معكم ولا يمكن أن نتخلى عن واجبنا رغم الألم الشديد والعوز وقلة الحال ونقص المال.. إنها ثقافة من يحيون بالكرامة».
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت إلى مساعدة الشعب الصومالي الذي تضرر بفعل كارثة الجفاف والقحط اللذين ضربا مناطق متفرقة في جنوب الصومال، وقالت إن ما يجـــري هو كارثة إنسانية خطيرة. وقال بيان صدر عن الحركة «إنّـــنا وإزاء هذا الوضع الإنساني الخطير، ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئات والجمعيات الخيرية والهيئات الدولية كافة، إلى هبّة تضامنية عاجلة لتقديم الدّعم والمـــساعدات وحماية سكان الصومال والقرن الإفريــقي من الأخـــطار التي تتهــدده جرّاء هذه الكارثة».
 

السابق
بعد هدم مدرسة تاريخية: نجل الرئيس برّي يقفل طريق باب السور العتيق في تبنين
التالي
عصابة «مختصة» بخطف الأطفال لاستغلالهم في الجنس والجريمة