علوش: «14 آذار» لا تخفي تمنياتها بسقوط النظام السوري!

رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان الحكومة اللبنانية لم تتردد في تأكيد تبعيتها لسورية وادارتها من حزب الله، وذلك من خلال التزامها الصمت حيال الاعتداء الذي تعرض له المتظاهرون في بيروت تضامنا مع الشعب السوري الذي بات يسبح في الدم جراء مطالبته بالحرية والتغيير، معتبرا ان هذه البلطجة في التعاطي مع الحريات العامة وتحديدا مع حرية التعبير من قبل حراس السفارة السورية في بيروت وبعض العناصر الحزبية المسلحة، تشكل سابقة خطيرة في عاصمة كانت وستبقى مركزا تاريخيا لمناصرة القضايا الوطنية والقومية العربية على حد سواء، معتبرا بالتالي ان الاعتداء على تظاهرة سلمية في بيروت يدين الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي ويثبت عدم قدرة هذا الاخير على حماية الدستور اللبناني الذي كفل حق التظاهر والتعبير عن الرأي، مؤكدا ان مثل تلك الممارسات الترهيبية لن تردع اللبنانيين الاحرار عن دعم الشعب السوري للخروج منتصرا من ثورته المحقة.

هذا وحمّل علوش، في تصريح لـ «الأنباء»، مسؤولية التعدي على المتظاهرين لوزير الداخلية مروان شربل كونه لم يحرك ساكنا لردع أزلام النظام السوري (على حد تعبيره) من تعمدهم انتهاك حرية اللبنانيين المطالبين بوقف المذبحة القائمة بحق الشعب السوري، مطالبا اياه بالاسراع في تصحيح هذا الخلل المعيب وذلك عبر ملاحقة القوى الامنية للمعتدين وسوقهم امام القضاء المختص للاقتصاص منهم، معتبرا من جهة اخرى انه في الحالة الطبيعية للحكومات فإن ادنى واجبات وزير الخارجية استدعاء السفير السوري لمساءلته حول تعدي حراس السفارة على المتظاهرين وتنبيهه من خطورة تكراره ثانية، الا ان تحكم حزب الله بالوزارات السيادية وادارته لها يحول دون اتمام المقتضى الديبلوماسي عملا بأصول العلاقات الديبلوماسية بين الدول.وردا على سؤال، اكد علوش انه وعلى الرغم من مبدأ تيار المستقبل وقوى 14 آذار بعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، الا ان المجازر التي تنفذ بحق الشعب السوري تحول دون سكوتهما، وذلك عملا بالمبادئ الانسانية التي اوصت بها جميع المعتقدات الدينية وحمتها شرعة حقوق الانسان، معتبرا بالتالي ان كل نظام يصل الى حد مواجهة شعبه الاعزل بالوسائل الدموية سيكون مصيره الزوال مهما طال امد المطالبة الشعبية بالتحرر منه، مشيرا الى ان النظام السوري لن يتردد خلال الاسابيع المقبلة في سفك المزيد من دماء الابرياء في سورية، املا منه بالحفاظ على مكانته، الا انه لن يستطيع الصمود امام خطوات الشعب السوري الاعزل الذي يواجه بصدر مفتوح وعنق ممدود آلة الحديد والنار وسكين السفاحين.

وفي معرض رده على الاسئلة، اكد علوش ان قوى 14 آذار لا تخفي تمنياتها بسقوط النظام السوري لأن لبنان لن يكتب له الخلاص مادام النظام السوري يعوق خطوات اللبنانيين في رحلة العبور الى الدولة المرجوة القائمة على حكم المؤسسات الدستورية.

في سياق متصل، لفت علوش الى انه وبغض النظر عن حتمية سقوط النظام السوري لاحقا تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية وبغض النظر عما سيحدثه هذا السقوط من متغيرات جذرية في المعادلات السياسية القائمة في لبنان والمنطقة، فإن حزب الله مدعو الى قراءة متأنية للتطورات، وبالتالي الى تسليم سلاحه للشرعية اللبنانية وايداعها قرار الحرب والسلم والذهاب الى ممارسة العمل السياسي السلمي كغيره من المكونات اللبنانية، وذلك لاعتباره ان سقوط النظام السوري سيؤدي الى اضعاف المدى الاستراتيجي والعسكري لحزب الله، خصوصا بعد ان تبدأ الدولة الايرانية على اثر انحلال النظام المذكور اما بالبحث عن تسوية تخرجها من وحدتها الدولية واما بخوض مغامرة عسكرية لتثبيت مكانتها ودورها في المنطقة.

السابق
الديبلوماسية الغربية تتوقع لـ «الأنباء» انفجار حرب على بوابة لبنان الجنوبية
التالي
أرحمه برغم ما فعل بي