الجمهورية : الحوار بعد رمضان إذا تطابقت وجهات النظر

لا دعوة رئاسية متوقعة الى انعقاد طاولة الحوار الوطني مجددا قبل نهاية شهر رمضان الجاري، ولكن هذه الدعوة تبقى مرهونة بانتهاء عملية استطلاع الرأي التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع اقطاب طاولة الحوار السابقة الى توافق على جدوى التحاور وجدول أعماله.
وفيما تتردد معلومات من ان سليمان يثير مع اقطاب الحوار، الى موضوع الحوار، قانون الانتخاب العتيد الذي ستُجرى الانتخابات في العام 2013 على اساسه ووعدت الحكومة في بيانها الوزاري بإنجازه، يؤكد القربيون منه، أنه يستمع الى آراء هؤلاء الاقطاب الذين يلتقيهم تباعا، فيسألهم رأيهم في انعقاد الطاولة الحوارية والمواضيع التي يرون انها جديرة بالتحاور في شأنها، وهل لدى اي منهم تصور او افكار معينة، مع انه يبدأ الحديث مع كل منهم بسؤال مبدئي: "هل أنت موافق على الجلوس الى طاولة الحوار ام لا؟" ولا يناقشهم في ما اذا كانت لديهم شروط، الاّ اذا بادر أي منهم الى طرح مثل هذه الشروط.
ويقول القريبون من سليمان ايضا انه يركّز في هذه المرحلة على "استكشاف السبل الآيلة الى عقد الحوار واستشرافها"، ولا يبحث مع من يلتقيهم في جدول اعمال الحوار الذي أعدّه مسبقا، حتى إنه لا يأتي على ذكر ما انتهت اليه طاولة الحوار التي كانت تنعقد ايام حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة. وقد خرج من اللقاءات التي عقدها حتى الآن مع رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ورئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بنتيجة مفادها ان هؤلاء لا يرفضون انعقاد طاولة الحوار مجددا من حيث المبدأ، ولكن جاءت اجوبتهم: "نحاور… ولكن"، وهذه الـ"ولكن" ستدفع رئيس الجمهورية لاحقا الى التفتيش عن نقطة مشتركة يلتقي حولها الجميع، لينعقد الحوار مجددا على اساسها. فاذا وافق هؤلاء، وجاءت وجهات النظر متطابقة في ما بينهم، يشرع سليمان في توجيه الدعوات اليهم، ولكن هذا لن يكون الاّ بعد انتهاء شهر رمضان الذي سيغطي شهر آب الجاري بكامله.
في غضون ذلك، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية" تأييده في قوة انعقاد طاولة الحوار مجددا من دون أي شروط مسبقة، لأنه ثبت للقاصي والداني في لبنان والخارج أن اي أزمة لا تحل إلا بالحوار، ومجرد جلوس الجميع الى الحوار من شأنه ان يلطف الاجواء السياسية ويبدد التشنج والتوتر، ويشيع في البلاد أجواء هادئة.
ويرى برّي ان طرح اي شروط مسبقة للحوار لا يساعد على حصول هذا الحوار، وخصوصا أنه يتم بين خصوم في السياسة وليس بين أعداء، والمواضيع التي ستكون موضع التحاور هي مواضيع سياسية، وحلها لا يكون الا سياسيا يتم الاتفاق عليه بالحوار.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر قريبة من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لـ"الجمهورية" انه يؤيد بلا تردد توجه رئيس الجمهورية الى عقد طاولة الحوار مجددا، ونقلت عنه قوله "أن لا بديل للبنانيين عن الحوار، وكل كلام على ان لا جدوى من هذا الحوار هو كلام خاطىء". واضاف: "ان الحوار من شأنه ان يحقق التفاهم بين اللبنانيين، وعدم حصوله من شأنه ان ينقل الخلاف على اي قضية الى الشارع، وهذا امر خطير. فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات أيا تكن".
الى ذلك، وفي ضوء اللقاء الاخير بين سليمان ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قال عضو كتلة نواب "القوات" أنطوان زهرا لـ"الجمهورية": "من الناحية المبدئية، نحن دائما مع الحوار شرط ان يكون هذا الحوار هادفا. ولكن، في البداية، يهمنا معرفة رأي حزب الله في شكل واضح في كل ما طُرح حول سلاحه ودوره في الدفاع عن لبنان، والذي لا نراه إلا في إطار أمرة الدولة ومرجعيتها من خلال الحكومة والجيش. وبالتالي لا نرى الحوار من أجل الحوار، مع تأكيدنا أنه على هامش الحوار الاساسي والواضح يمكن ان نعالج كثيرا من مواضيع التشنج، كما حصل في المرحلة السابقة. اما الحوار من دون جدول اعمال فلا مبرر له، ولا ينبغي ان يكون الحوار مجلسا عشائريا لتهدئة الاجواء، فهناك إشكال اساسي يحتاج الى حل".
من جهة ثانية علمت "الجمهورية" أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعمل على اطلاق ورشة وزارية للبحث في الملفات التي تتصل بحياة اللبنانيين اليومية، حيث بدأ منذ ليل أمس الاول اجتماعات وزارية لهذه الغاية في السراي الحكومي الكبير.
وقالت مصادر قريبة لـ"الجمهورية" من ميقاتي إن انوار السراي الحكومي ظلت مضاءة ليل امس الاول حتى ساعة متقدمة، حيث انعقد اجتماع برئاسة ميقاتي وحضور وزير الطاقة جبران باسيل ووزير الاقتصاد نقولا نحاس ووزير المال محمد الصفدي ووزير العمل شربل نحاس خصص للبحث في حل قضية الكهرباء في ضوء الخطة التي اعدها باسيل واقرتها الحكومة السابقة.
وأكّدت هذه المصادر ان اجتماعات مماثلة لقطاعات اخرى ستنعقد في السراي الحكومي، وكلما انجز ملف سيحال الى مجلس الوزراء لدرسه واتخاذ القرارات المناسبة في شأنه.

السابق
“أميركا تصعّد حملتها على الأسد… ومدفيديف يحضه على تفادي “مصير حزين”
التالي
الديار : رغم ارتفاع أسعار المحروقات.. وزير الطاقة يوقّع و”العمالي” يتفرّج