“ممانعة” سوريا

قالها وليد جنبلاط "وحدها الشعوب الحرة تحرّر الشعوب المستعبدة… ونظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها".
يصيب عادة وليد جنبلاط رغم تراجع الثقة فيه وفي مواقفه لدى عدد متزايد من اللبنانيين، واللاعبين الاقليميين ايضا، وهو تحدث في الشأن السوري اخيرا، ناصحا بالاصلاح السريع لنظام ادى خدمته وبدأ يفقد شرعيته، اذ تحول الى ابادة شعبه بدلاً من توفير الحماية له من عدو طالما جاهر بأنه اسرائيل، فإذ به يضمن للدولة العدوة امنها طوال اربعين عاما عبر الحدود المشتركة بين البلدين، فيما كان اهله ومواطنوه يعانون الامرّين جوعاً وقهراً واستضعافاً.
ما هو نظام الممانعة السوري؟
ممانعة ضد حريات التعبير والقول والعمل السياسي وحتى الكشفي والانساني، اذ اضافة الى منع كل حراك في سوريا ضيّقت على كل حركة لبنانية ترفض املاءاتها.
ممانعة خصوصا ضد استقلال لبنان وسيادته وحرية ابنائه وخصوصا افراد طبقته السياسية الذين تحولوا رهينة ضباط استخبارات حفظوا لهم مواقعهم زمن الوصاية في مقابل قتل او سجن او نفي آخرين لم يرضخوا لمشيئة حاكم عنجر آنذاك.
ممانعة ضد المقاومة اللبنانية في مواجهة اسرائيل يوم كانت تلك المقاومة علمانية مع القومي والشيوعي، وتبنيها خيار المقاومة الاسلامية المدعومة من حليفتها ايران.
ممانعة ضد السلطة الفلسطينية وحرية القرار الفلسطيني مع حجز قيادات الممانعة الفلسطينية في دمشق وجعلها القرار الفلسطيني أسيراً لديها.
ممانعة ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي طالما شكلت صمام امان لمجمل الدول العربية ورعت التوافق العربي في حده الادنى، فراحت دمشق الى تحالف مع ايران ولاحقا تركيا في حركة التفاف على القرار العربي.
ممانعة ضد التحول في عراق ما بعد صدام، وفتح دمشق المجال امام عبور المقاتلين الذين عادوا اليها اليوم ثواراً ضد نظامها.
ممانعة ضد حرية الصحافة والاعلام، والاعلام اللبناني شاهد على ذلك، وما الملاحقات والتهديدات ولائحة شهداء الصحافة إلا دليل على ذلك، يضاف اليها التغييرات والاعفاءات من المهمات في الاعلام السوري، والحملات على "الجزيرة" و"العربية" اخيراً.
هذه صورة الممانعة السورية التي تفجرت اليوم من الداخل لانها امتنعت عن الاصغاء الى ناسها وشعبها والـ 99 في المئة من المؤيدين قسراً لنظامها المتوارث.
صحيح إننا نقول في كل حين إننا لا نريد ان نتدخل في شؤون سوريا لكننا نتحدث ولا نتدخل لاننا مثل الشعب السوري الاعلم بنظام الممانعة الذي دخل بيوتنا التي كانت سعيدة فحولها الى دماء ونحيب وترمل ويتم ما زالت آثارها نابضة فينا.

السابق
نحن جبناء يا معالي الوزير!
التالي
على طريق الهاوية