هاشم: المقاومة السياسية انتفت مع انتفاء صدقية النوايا

 رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم ان ما تسوقه قوى 14 آذار من ردود فعل على ما جاء في الكلام الاخير لأمين عام حزب الله سيد حسن نصرالله لم يكن مستغربا، بل كان منتظرا في ظل قيادة الرئيس الحريري للحملة المكللة بتوصيات اميركية ضد المقاومة وسلاحها، معتبرا ان القوى المذكورة لم تستسغ انتصار المقاومة في حرب يوليو 2006 بعد ان كانت تراهن على سقوطها تحت وابل الضربات الجوية للعدو الاسرائيلي، وهو ما كشفته لاحقا وثائق ويكيليكس، خصوصا ان احدا ممن سمتهم تلك الوثائق لم يستطع انكار ما نسب اليه او اقله التنصل منه سواء بالاعتذار او بابداء الرأي المعاكس، الا ان الكلام عن مساهمة الرئيس السنيورة سياسيا بصناعة الانتصار في حرب يوليو لا اساس له من الصحة، وذلك لاعتباره ان الانتصار حققته المقاومة وحدها من خلال تمكنها من فرض معادلة عسكرية جديدة على ارض المعركة، وهي المعادلة التي من خلالها وجد الرئيس السنيورة نفسه آنذاك مضطرا الى تبديل مواقفه السلبية من المقاومة ولو بصورة آنية والذهاب الى التنديد فقط بالعدوان الاسرائيلي لدى الامم المتحدة دون ابداء اي دعم منه للمقاومة كرئيس لحكومة لبنان، بمعنى آخر يعتبر النائب هاشم ان مواقف الرئيس السنيورة خلال حرب يوليو وتحركاته الديبلوماسية لم تكن نتيجة قناعاته انما اتت على قاعدة «مجبر اخاك لا بطل».

وردا على سؤال حول تناقض كلامه مع توصيف الرئيس بري حكومة السنيورة بحكومة المقاومة السياسية، لفت النائب هاشم في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الرئيس بري اطلق هذا التوصيف في خضم المعركة العسكرية، خصوصا بعدما ابدى الرئيس السنيورة ظاهريا تبنيه التصدي للعدوان سياسيا على مستوى الامم المتحدة، الا ان ما تسرب لاحقا من معلومات وردت في وثائق ويكيليكس دحض هذا التوصيف، حيث تبين ان ما كان يسعى اليه الرئيس السنيورة وفريقه السياسي آنذاك لم يكن سوى نتيجة رؤيته ان المعركة العسكرية تتجه نحو تسجيل المقاومة لانتصار تاريخي للبنان على ما ادعى انه الجيش الذي لا يقهر، مشيرا بالتالي الى ان المقاومة السياسية تكون قد انتفت مع انتفاء صدقية النوايا التي ابداها الرئيس السنيورة وقوى 14 آذار خلال حرب يوليو.وعما استوحى من كلام السيد نصرالله ان حزب الله يحتكر قرار الحرب والسلم، خصوصا بعد تأكيده ان المقاومة ستضرب المنشآت النفطية لاسرائيل فيما لو اعتدت هذه الاخيرة على المنشآت النفطية اللبنانية، لفت النائب هاشم الى ان تلك التفسيرات مخطئة وذلك لاعتباره ان وقوف المقاومة خلف خطوط الجيش ووضع نفسها بإمرته خلال معركة شجرة العديسي وايضا ما اكد عليه البيان الوزاري للحكومة الحالية حيال معادلة «الجيش والشعب والمقاوم» دحض كل تلك التفسيرات واظهر عدم صحتها، مشيرا من جهة ثانية الى ان قوى 14 آذار تعمدت في تعليقاتها تغييب ما قاله السيد نصرالله انه «عندما يكون هناك حق تؤكده الدولة اللبنانية فسنكون معنيين كمقاومة بالدفاع عنه، معتبرا بالتالي ان ما يحاول البعض تسويقه في هذا الاطار هو جزء لا يتجزأ من حرب الفريق «الآذاري» وفي مقدمتهم الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية ضد سلاح المقاومة.

وأكد انه مخطئ من يعتقد ان المقاومة قد تتجاوز الجيش اللبناني فيما خص اي عدوان اسرائيلي على السيادة اللبنانية لكونهما فريقا عسكريا واحدا متكاملا شاء من شاء وابى من ابى.وعن استهداف الوحدة الفرنسية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، لفت النائب هاشم الى ان هذا العمل المدان لا يستهدف بالمعنى العملي الوحدة الفرنسية فحسب، انما يستهدف الاستقرار والامن اللبناني بالدرجة الاولى والحكومة اللبنانية بالدرجة الثانية، خصوصا انه اتى في وقت انهى فيه قائد الجيش العماد جان قهوجي زيارته للدولة الفرنسية وذلك كرسالة واضحة المعالم والابعاد تهدف الى توتير العلاقات اللبنانية مع دول الخارج وهو ما يرفضه جميع اللبنانيين منعا لادخال لبنان في لعبة الامم والتجاذبات الدولية، هذا من جهة، اما من جهة ثانية يعتبر النائب هاشم ان المراد من استهداف الوحدة الفرنسية ومن قبلها الوحدة الايطالية الايحاء ظلما وجورا بوقوف سورية وراء الحدث الامني في ظل ما تمارسه الامم المتحدة من ضغوطات غير محقة عليها، مشيرا بالتالي الى ان مسارعة كل قوى 14 آذار الى تبني هذه النظرية ناتج عن تمنياتها باستكمال عملية الضغط على سورية ضمن اطار رهانها على سقوط نظام الرئيس الاسد امام ما يخطط له من شرق اوسط جديد رسمته الادارة الاميركية وتنفذه يد العمالة.
 

السابق
الشلهوبة «تبيد» عناقيد العنب قبل الأوان
التالي
وهاب: سأمنع أوباما من دخول «الجاهلية» وسأجمّد أمواله في مصارفها