«ياميش البرادعي» و«بلح الشهداء» الأعلى و«التحرير»… الأقل سعراً في مصر

 في هذا الوقت من كل عام تبدأ الأسواق المصرية في الاستعداد لشهر رمضان الكريم بتوفير السلع الغذائية المطلوبة ـ ياميش وبلح ـ، وفي كل عام أيضا تنطلق أسماء ومسميات كثيرة مرتبطة بأحداث سياسية أو رياضية حسب شهرتها وأهميتها على أسعار البلح.
وفي أول رمضان بعد ثورة 25 يناير جاءت الأسماء على أحداث الثورة وتصدّر «بلح الشهداء» ـ إشارة إلى شهداء 25 يناير ـ الأسعار بـ 40 جنيها للكيلو كأعلى سعر، يليه «جمعة الغضب» وسعره 30 جنيها، أما بلح «التنحي» فيتساوى مع بلح «شباب الثورة» وسعرهما 25 جنيها، وأيضا تساوى بلح «25 يناير» مع «بلح مصر وطن واحد».. و«الهلال مع الصليب» مع بلح «الحرية» بـ 20 جنيها، أما بلح «التحرير» فسعره 15 جنيها وهو الأقل.
وتصدر اسم «ياميش الثورة والبرادعي» أغلى الأصناف لتمتزج في ذلك مظاهر الفرحة برمضان بنشوة النصر بالثورة، كما احتل بلح «مبارك» ـ الرئيس السابق ـ قائمة الأصناف المتوسطة، فيما تربع رموز نظامه أمثال «عز ونظيف» على أقل أنواع الياميش والمكسرات إقبالا.
ولكن نظرا للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد تأثرت بعض الأسر المصرية بانخفاض الدخل الذي يؤدي بدوره إلى الإحجام عن شراء الياميش والاكتفاء بأبسط وأقل الأشياء، وهو الياميش الشعبي المصري «البلح» كما قال محمد المرسي صاحب محلات عطارة «في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان الإقبال كبيرا على شراء الياميش بأنواعه، وكانت المحلات تشهد زحاما شديدا لشراء احتياجات الأسرة من مستلزمات رمضان، ولكن هذا العام الإقبال ضعيف جدا على شراء هذه المستلزمات».
وأوضح ـ في تصريحات لـ «الراي» ـ أن أغلب الأسر المصرية اختارت أن تكسر إفطارها على البلح الذي يعتبر الياميش الشعبي لكثير من الأسر المصرية وبخاصة الفقيرة منها، ويشير إلى أن هناك قطاعا كبيرا من المستهلكين فضلوا تقليل الكميات التي كانوا يستخدمونها في السنوات الماضية تماشيا مع الحالة الثورية ومساعدة منهم في تحسين وضع البلد وعدم التكالب على السلع حتى لا يستغلها التجار في رفع الأسعار.
ويرى ناصر مصطفى صاحب محلات عطارة ـ عكس ذلك، وأشار إلى زيادة أسعار الياميش لأكثر من ضعف ثمن العام الماضي، وقال: «ليس هناك وعي كامل لفكرة ترشيد الاستهلاك أو كيفية إدارة الأزمات المالية، فهناك موظفون يأخذون سلفة على المرتب حتى يستطيعوا شراء متطلبات شهر رمضان، بالإضافة إلى الولائم المبالغ في تجهيزها أثناء الشهر الكريم، فلم يعرف المستهلك أن ثمن جوز الهند الذي كان العام الماضي بـ 425 جنيها مصريا أصبح هذا العام 980 جنيها مصريا والسكر زاد بما يقرب من النصف، وهذه الزيادة وصلت إلى البلح والياميش أيضا».
وعن أسماء البلح لهذا العام قال مجدي السيد عامل في أحد محلات العطارة: «يأخذ البلح هذا العام أسماء ثورة 25 يناير وشباب الثورة وضد الفساد، وهذه الأسماء يكون متعارفا عليها بين العاملين وينادون على البلح بهذه الأسماء لجذب المشتري».
وقال محمود راضي عامل في أحد محلات العطارة ـ «عندما يأتي المستهلك ويعرف حقيقة الأسعار البعض منهم يتراجع عن فكرة الشراء، ومنهم من يشتري كميات بسيطة تكاد لا تكفي أسرة لمدة أسبوع واحد، وهناك من يركز على الضروري مثل البلح والتمر الهندي».
مريم أحمد ـ ربة منزل ـ قالت: «الجميع يعرف المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد هذا العام، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار المبالغ فيها، فعلى الجميع أن يتوقف عن مثل هذه الرفاهيات حتى يحدث وفر في الأسواق فيتوقف التجار عن استغلال الموقف ونجبرهم على تقليل الأسعار بدل الجشع والغلاء».
نبيلة إبراهيم ـ ربة منزل قالت ـ «لا نستطيع خفض متطلباتنا في شهر رمضان لأنه شهر في السنة تكثر فيه الولائم، ويجتمع فيه أفراد العائلة جميعا فكيف نتخلى عن عاداتنا، فكل أسرة تستطيع عمل أي وليمة حسب قدراتها المالية». 

السابق
الغذاء يحدد العلامات المدرسية!
التالي
المرجعية الشيعية في العراق تتحفظ على مسلسل “الحسن والحسين”